ثلاث عقبات رئيسية أمام رئيس  الوزراء المكلف محمد حسين روبلي

 يتوقع أن  يعقد مجلس الشعب  ، اليوم  الإثنين، جلسة استثنائية للتصويت على منح الثقة لرئيس الوزراء المكلف   محمد حسين روبلي الذي وجه يوم أمس الأحد دعوة إلى المجلس لمنح الثقة له من أجل تشكيل الحكومة .

رئيس الوزراء المكلف  محمد حسين  روبلي مهندس معماري  عمل لسنوات  في إدارة وتنفيذ مشاريع الإعمار، داخل الصومال وخارجها مثل دول كينيا وتنزانيا والسويد ، وكان يدير مشروعات تنموية  بقيمة 200 مليون دولار.

لكن لم يكن متوقعا أن يعين الرئيس محمد عبد الله فرماجو روبلي رئيسا للوزراء في هذه المرحلة نظرا  لبعده عن المشهد السياسي في الصومال ،  وقلة معرفته بطبيعة الخلافات السياسية  في البلاد  ومناط حكمها  وإن كان شخصية قريبة من نبض المواطن العادي بالإضافة إلى ذلك جاء تعيينه في ظرف سياسي  صعب  يحتاج إلى شخصية سياسية غير تكنوقراطية  قادرة على جمع المتناقضات  وأن تمسك خيوط  اللعبة في المشهد السياسي،  و اقناع الفرقاء السياسين  بالعمل معا نحو اجراء انتخابات توافقية  وشاملة.

شاء القدر أن يتولى المهندس محمد روبلي الذي أفنى سني عمره في مجال  البناء وإعادة الإعمار ،   منصب    رئيس الوزراء الذي كان شاغر منذ أكثر من شهرين  لأسباب سياسية لا يسع هذ المقام لذكرها،  وقبل التكليف  وهو يدرك تماما حجم التحديات والعقبات التي قد تطلخ سمعته  وتؤثر سلبا على دوره  في الحياة السياسية  في المستقبل، ومن أبرز تلك التحديات  تشكيل مجلس الوزراء ، حيث تستعر الخلافات بين  القطاب السياسية في البلاد وكل طرف يسعى للحصول على نصيب الأسد في هذه الحكومة وذلك لأهمية دورها في الإنتخابات المزمع اجراؤها في البلاد  نهاية العام الجاري.

 أما التحدي الثاني: تعزيز العلاقة بين  الحكومة الاتحادية والحكومات الإقليمية  والقدرة على ابقاء قنوات التعاون والتواصل بينهما مفتوحا  وخصوصا فيما يتعلق بالإنتخابات  التشريعية المقبلة والتي تعد التحدي  الأكبر أمام رئيس الوزراء   واحدى أكبر  القضايا السياسية الحساسة في هذه المرحلة ، حيث  تشهد الأروقة السياسية معركة كسر العظم بين  الرئيس فرماجو وبعض رؤساء الولايات الإقليمية  وأن كل واحد يخوض معركة من أجل البقاء  ويعتبر  الإنتخابات التشريعية مسألة مهمة للغاية والجدير بالإشارة إلى أن العاصمة مقديشو تشهد هذه الأيام تحركات  سياسية تقودها رؤساء الولايات الإقليمية  لدق المسمار الأخير في نعش الرئيس فرماجو، ومنع إعادة انتخابه لفترة ولائية ثانية.

وهناك تحديا أكثر أهمية أمام الرئيس الوزراء المكلف محمد حسين روبلي يتمثل في معالجة  القضايا الإجتماعية التي تهز الضمير الصومالي هذه الأيام وعلى رأسها حالات الإغتصاب  والتحرش الجنسي ومشاهد الدعارة التي تشهد ارتفاعا ملحوظا، لقد تم تسجيل خلال   شهر  سبتمر الجاري وحدها عددا من حالات الإغتصاب المروعة   تعرضت لها فتيات  وأولاد قصر، هذه المشكلة تعد قنبلة موقوتة وتنذر بمشكلة جديدة  قد تفاقم الوضع الإجتماعي والأمني المتأزم أصلا وتوسع  الجفوة وعدم الثقة بين الحكومة والشعب.

 بالإضافة إلى ما سبق تنتظر رئيس الوزراء الجديد ملفات أخرى أكثر الحاحا وتحتاج منه ايجاد حل لها مثل مشاكل البطالة،  والفساد ، والأمن.

زر الذهاب إلى الأعلى