وقعت الصومال وليبيا ، أمس الاثنين، العديد من مذكرات تعاون في المجالات الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية والتنموية وذلك في خطوة هي الأولى من نوعها منذ سنوات والتي ستفتح آفاقا جديدة في التعاون بين البلدين في شتى المجالات ، واستفادة الصومال من خبرات اللبيين في مجال الطاقة ، حيث تعد ليبيا ثاني أكبر دولة منتجة للنفط في أفريقيا ، وعضو في منظمة الدول المصدرة للنفط ( أوبك) .
تأتي هذه الإتفاقيات بين البلدين، خلال زيارة رسمية قام بها الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، يوم الأحد الماضي إلى العاصمة طرابلس، التقى خلالها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ورئيس المجلس الانتقالي الليبي محمد المنفي وعدد من المسؤوليين الليبين، وتتويجا لعمل دبلوماسي طويل ، قام بها وزير الخارجية الصومالي أحمد فقيه، حيث كانت ليبيا من أبرز الدول العربية الداعمة لملف ترشيح الصومال إلى العضوية غير الدائمة للدول العربية في مجلس الأمن.
جرى خلال اللقاء بين المسؤولين الصوماليين والليبين، التوقيع على عدد من مذكرات التعاون ، شملت الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملي الجوازات الدبلوماسية والخاصة والخدمة، واتفاقية للتشاور السياسي بين وزارتي الخارجية لتعزيز التنسيق الدبلوماسي حول القضايا ذات الاهتمام المشترك”. كما تم توقيع مذكرة تعاون بين بلدية طرابلس وبلدية مقديشو لدعم الشراكة في مجالات الإدارة المحلية والتنمية الحضرية.
وكذلك اتفق الجانبان على تشكيل لجنة رفيعة المستوى مشتركة لمراجعة الاتفاقيات السابقة، وبحث الاستثمارات الليبية في الصومال، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين الجانبين.
في هذا السياق ، ناقش وزير الداخلية الصومالي علي يوسف حوش مع نظيره الليبي ، سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، والتحضيرات لتوقيع اتفاقيات مشتركة في مجالي الأمن ومكافحة الإرهاب، معربا عن رغبة الصومال في توثيق الشراكة الأمنية مع ليبيا.
شددت قيادة الصومال وليبيا على أهمية التنسيق المشترك في القضايا الإقليمية، خصوصا في منطقة القرن الإفريقي، في ظل الدور الذي ستلعبه الصومال بعد انتخابها لعضوية مجلس الأمن الدولي، وذلك للمساهمة في دعم الاستقرار والأمن الإقليمي وتعزيز التعاون بين دول المنطقة.
لم تقتصر محادثات الصومال وليبيا على مسائل العلاقات بين البلدين وتعزيزها فقط، انما جرى أيضا مناقشة التعاون في مواجهة الهجرة غير القانونية، ووضع حد لمعاناة الصومالين الراغبيين في الوصول إلى أوروبا عبر الأراضي الليبية، واطلاق سراح عدد منهم القابعين في السجون الليبية.