الخميس،7 شعبان 1446هـ الموافق لـ 6 فبراير 2025م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
بحمد الله وتوفيقه انعقد في العاصمة الصومالية مقديشو المؤتمر الصومالي لنصرة المسجد الأقصى وشعب غزة في فلسطين، في الفترة 6-7 شعبان 1446هـ الموافق لـ5- 6 فبراير 2025م
وذلك بالتزامن مع فعاليات أسبوع القدس العالمي، وتحت شعار ” غزة منا” وقد قام بتنظيم شبكة العمل الصومالي للإغاثية Somali Action Network بالتعاون مع هيئة علماء فلسطين، وبمشاركة حكومية وشعبية بهدف التوعية وإحياء القضية وتعميقها في الوجدان، وتأمينا للدعم اللازم من الشعب الصومالي.
وقد حظي المؤتمر بمشاركة المنظمات الأهلية من المجتمع الصومالي ، ورموز وعلماء الأمة من أقطار مختلفة جمعتهم حتمية وفريضة العمل من أجل القدس وبالأخص وفود من فلسطين والأردن والسودان والعراق.
هذا ، وقد تضمن المؤتمر فعاليات وأنشطة ، وإقامة مجسمات للمسجد الأقصى، وخطب وأناشيد ، وكلمات مضيئة قدمتها الوفود المشاركة من العالم العربي وعلماء وقادة ورموز المجتمع الصومالي.
إنه من الجدير بالإشارة أن الشعب الصومالي بجميع فئاته ومناطقه ظل يتابع بقلق بالغ ما يجري في أرض فلسطين منذ اندلاع حرب السابع من أكتوبر لعام 2023م ، متألما من عدم تمكنه من المشاركة لما فرض من حصار، ولكنه قام بأضعف الإيمان، من الشجب والاستنكار والاحتجاج وقام بواجب التعاطف والدعاء والدعم المالي بقيادة علمائه ودعاته وقادته السياسيين فنشطت حملات جمع التبرعات في المساجد، ومنصات التواصل الاجتماعي، وتم إطلاق مشاريع كفالة أيتام الشهداء، وإيواء الأسر التي تهدمت منازلها مما يزيد من صمود المرابطين، وذلك بالتعاون مع مؤسسات فلسطينية تعمل في داخل المناطق المتضررة في فلسطين.
وما ذلك إلا لأن الشعب الصومالي رغم ما يواجهه من أوضاع إنسانية، وحروب تشنها الجماعات الإرهابية على أجزاء واسعة من بلادنا، واستمرار المعارك الشرسة في مناطق جنوب ووسط الصومال وشرقه حتى هذه اللحظة؛ إلا أنه يرى أنَّ قضية المسجد الأقصى ونضال الشعب الفلسطيني قضية مركزية معتبرا إياها قضية هوية ووجود ، ولابد أن يستمر دعمها مهما كانت الظروف والأحوال، ولاسيَّما وأن الصومال كانت سبَّاقة إلى نصرة المسجد الأقصى باعتبارها عضوا مؤسسا لمنظمة المؤتمر الإسلاميي – والتي تأسست في أعقاب محاولة اليهود هدم المسجد الأقصى عام 1969م ، ولم يتوقف الدعم منذ استمرار النضال والكفاح في فلسطين.
وفي ختام المؤتمر يصدر العلماء والقادة المجتمعون البيان التالي :
أولا: فيما يتعلق بالمسجد الأقصى:
- إن المسجد الأقصى له مكانة بارزة في قلب كل مسلم فهو القبلة الأولى ومسرى الرسول الكريم وأمانة الخليفة عمر بن الخطاب ويتحمل كل مسلم أمانة الدفاع عنه قال تعالى : ” سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ” [ الإسراء: 1]. وقال –صلى الله عليه وسلم- : ” لاَ تُشَد الرحَالُ إِلا إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هذَا، وَمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الأَقْصَى “.
- إن الواجب تجاه ما تقوم به إسرائيل من حفريات وإنشاء أنفاق تحت المسجد الاقصى المبارك بهدف العمل على هدمه وإزالته وإقامة ما يزعمونه هيكل سليمان هو العمل على إيقافها عن الإستمرار في هذا العمل العدواني تجاه المقدسات عموما والمسجد الأقصى خصوصا، وندعو المسلمين إلى القيام بكل ما يقوي صمود المسجد الأقصى وحرَاسه من رصد للأموال وتخصيص الأوقاف، ودفاعٍ قانونيٍ وإعلاميٍ.
ثانيا: فيما يتعلق بقضية غزة وشعب فلسطين فإن البيان يؤكد على:
- أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال وستظل هي القضية المركزية للأمة الإسلامية، حتى يقيم الشعب الفلسطيني دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وأن القدس وفي قلبها المسجد الأقصى المبارك، خط أحمر بالنسبة لجميع المسلمين، وهي العاصمة الخالدة للدولة الفلسطينية، والشعب الفلسطینی هو الذی یقرر مصیره بنفسه وبارادته.
- إن الشعب الصومالي يشاطر أهل فلسطين وأحرار العالم بالفرح بما تحقق حتى الآن من صمود وانتصار للمقاومة الباسلة بعد كل الفظائع التي تعجز الكلمات كلمات عن وصفها والتي ارتكبها الجيش الصهيوني في غزة، والتي شملت كل ما يسمى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وفاقت في وحشيتها أي حرب أخرى تم توثيقها في التاريخ، وطالت الإنسان وكل مقومات الحياة في قطاع غزة” ونعتبر هذا النصر انتصار الإرادة على الطغيان، كما نحيي الشهداء والجرحى والأسرى والمرابطين في ثغورشرف الأمة وكرامتها في غزة العزة حماها الله.
- يرفض المؤتمر رفضا قاطعا أي محاولة لتهجير الأشقاء الفلسطينين أو ترحيلهم إلى دول الجوار سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية، التى تحاول القیام بها القوات الصهيونية الآثمة، والتي تشكل انتهاكاً خطيراً وصارخاً للقانون الدولي والمعاهدات والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ونطالب بوقف هذه العمليات، ونقول لترامب وأمثاله : ” إن أهل غزة بين وعدين : الوعد الإلهي أنهم ” منصورون ” ووعد ترامب بانهم “مهجرون عن أرضهم” والله موفٍ بوعده ولو بعد حين”.
- يعتبر المؤتمر أن نصرة سكان غزة ومؤازرتهم في هذه المحنة الأليمة واجب ديني واخلاقي وإنساني؛ ونستنفر ونهيب بجميع الشعوب وحكومات العالم إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني في غزة ماديا ومعنويا واعلاميا و دبلوماسـيا وسياسيا، ويدعو المؤتمرالمسلمين وجميع أحرار العالم إلى تقديم كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي التي تتأكد أهميتها بعد انتهاء هذه الحرب الظالمة، وفي مقدمتها متطلبات إعادة الإعمار ومعالجة الجرحى.
- يحث المؤتمر العلماء وعموم أفراد الأمة الإسلامية على القيام بواجبهم المفروض على كل قادر منهم بالجهاد بالمال في سبيل الله، وأن تقصير أي فرد بالقيام بهذا الفرض العيني يعد من باب التولي يوم الزحف، قال تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} وقال سبحانه: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}
- يدعو المؤتمر علماء الأمة ودعاتها الذين ارتضاهم الناس أئمة لهم في عباداتهم أن ينحازوا إلى قضايا أمتهم وتطلعات شعوبهم، وفي مقدمتها نصرة الأقصى وعموم قضايا الأمة العادلة.
ختاماً: نتوجه بخالص الشكر والعرفان والتقدير لكل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر، ولجميع المشاركين من الوفود التي شرفتنا بالحضور والمشاركة ، ونشكر قادة المجتمع الصومالي وأعيانه رجالا ونساء، والشكر موصولٌ للحكومة الصومالية بقيادة الرئيس حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء، ورئيس البرلمان لوقوفهم إلى جانب المؤتمر وبقضية الشعب الفلسطيني العادلة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

























