تطور الفيسبوك في الصومال … دلالة ثقافية أم وسيلة تواصل حديثة

آدم يوسف

شهد مواقع التواصل الاجتماعي قمة الذروة بعد ظهور(الفيس بوك) . الذي دخل معظم المنازل، واصبح في متناول يد الفئات العمرية  المختلفة . فهل يعدُّ الفيس بوك   استثماراً  ثقافياً  في الصومال كما هو في بعض دول العالم ؟

الانتشار والأهمية

إن الفيس بوك موقع التواصل الاجتماعي استطاع أن يغزو أجهزة الحاسوب والجوال حول العالم، وإن هذه الشبكة الاجتماعية هي الأكثر شهرة والأكثر انتشاراً يوماً بعد يوم، لذا نرى الصغير بإمكانه المسارعة بإنشاء صفحة مجانية قبل الكبير ، تتُيح للفرد بمشاركة نشاطاته وتواصله مع الآخرين حول العالم، إضافة إلى إنشاء صفحات متنوعة لغرض مخصص مثل: الشركات والمؤسسات والمعارض والأخبار وغيرها.

فالموقع يحتوي على 97 لغة ، علماً بأنّ اللغة الثابتة للموقع هي اللغة الإنجليزية، ويعدّ المشروع الأكثر شعبية حول العالم في الوقت الحاضر، وقد حصل على المرتبة الثانية في تصنيف أليكسا للمواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت.

وقد قامت بعض الدول بحظر استخدام الفيس بوك خلال فترات مختلفة ، وذلك لما نتَج عنه من ثورات وخلافات  ولما له تأثير كبير في وسط الشباب كما تمّ حظره في مختلف الشركات وأماكن العمل والتعليم، وقد واجه الموقع الكثير من الانتقادات حول خصوصية المستخدم والاحتفاظ بسريّة البيانات حتى أنه تم عقَد عدّة اتفاقات لتُرضي جميع الأطراف. [1]

ومن هنا أصبح مواقع التواصل الاجتماعي له أدوار بارزة في تنمية القدرات العلمية ،والثقافية في إفريقيا، واستهوت عدداً كبيراً من القراء والمتلقين ،والمحبين للمعرفة رغم أن له سلبيات بقدر ما له من ايجابيات عديدة .

وفي خلال عام واحد يستطيع المشترك الانضمام إلى مجموعات كثيرة لا تعدّ ولا تحصى ، من المجموعات التي تهويه . والمتتبع يلاحظ أن هناك حضور على مواقع التواصل الــ( ـFACEBOOK ) من مختلف الاتجاهات العلمية والفكرية والرياضية ، فهي فرضت حالة لم تكن موجودة قبل سنوات قليلة ، فخلقت موجة من التواصل المباشر بين الكاتب والقارئ في إفريقيا أو العالم .

وأصبح بالإمكان أن يعبر القارئ  عن رواية ما بعد قراءتها مباشرة ، والتعليق  على مقال أو دراسة في فترة وجيزة .

وقد أعلن أنه تم فتح أول مكتب لفيس بوك في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا ، والغرض من المكتب هو تشجيع الشركات في   جميع أنحاء القارة للإعلان في الفيسبوك. وتقوم الشركة بطلب المساعدة من الحكومات و شركات الاتصالات والوكالات و غيرها من الجهات المعنية للمساعدة في دفع هذه الجهود.

وبالنظر إلى أن أكثر من 80 مليون من مستخدمي الفيسبوك في أفريقيا  يمكنهم الوصول إلى الشبكة الاجتماعية من الهاتف المحمول  ،وهذه  ستكون خطوة مهمة في تاريخ التقنية في القارة.

وإن فريق المبيعات في أفريقيا يركز في البداية على بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، بما في ذلك كينيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا . فقد نما عدد المستخدمين النشطين في أفريقيا 20PC بين الأعوام سبتمبر 2014 و يونيو 2015 ، من 100 مليون إلى 120 مليون .

ووصف الفيس بوك افتتاح مكتبه الجديد بأنه ” خطوة أولى في تعزيز استثماراتنا في أفريقيا وشعبها” . ومع ذلك، فقد كانت الشركة تستثمر في منتجات التكنولوجيا في المنطقة لبعض الوقت .[2]

وتنظر الكاتبة كيا كوكاليتشيفا [3]Kia Kokalitcheva : بأن  فتح مكتب جديد في أفريقيا ، وهي قارة  تضم أكثر من مليار شخص بعدد يساوي 120 مليون لمستخدمي الفيس بوك إنما هو سعي من  أجل كسب المزيد من المستخدمين في أفريقيا .[4]

وأن الهدف يعود إلى زيادة جهود الشركة لكسب إفريقيا ، خاصة من خلال مبادرة Internet.org و جديد تطبيق الفيس بوك ، و نسخة من التطبيق الذي يعمل بشكل أفضل مع الهواتف بغرض تسهيل  الوصول إلى المعلومات الأساسية والخدمات عبر الإنترنت .[5]

وجاء في بيانه: إن افتتاح ذلك المكتب يشكل جزءاً مهماً للمساهمة في  دعم التنمية  المحلية  والإقليمية. وأن هذا المكتب سيقوم بخدمة  القارة و سيعمل على زيادة الأرباح عن طريق وجوده كمركز مبيعات للشركة. و يقوم بمواصلة الاستثمار من أجل إفريقيا، وشعبها في خطوات أولية، يتم توزيع فريق يركز على ستة مناطق في مقدمتها : نيجريا وكينيا و جنوب إفريقيا  ، وقد زاد عدد المستخدمين في القارة إلى ( 120 مليون) مستخدم ، بنسبة زيادة وصلت إلى 20%. [6]

إفريقيا  ومستخدم  الفيس بوك

إن إفريقيا مثلها و بقية قارات العالم اهتمت بالفيس بوك ، وهذا الاهتمام يختلف من دولة لأخرى ، ووفقاً للإحصائيات تعتبر مصر أول دولة في القارة الإفريقية من حيث عدد المستخدمين ، وتصدرت بقية الدول الإفريقية برصيد ما يزيد قليلا عن 11 مليون مشترك   ، وجاءت في المركز الثاني  دولة جنوب أفريقيا  ما يزيد قليلا عن 5 ملايين مشترك[7] .

وفيما يلي أهم 10  دول على قائمة حسابات الفيسبوك في أفريقيا،حسب رصد موقع  l’afrique des idées : مصر ، جنوب إفريقيا ، نيجيريا ، المغرب ، الجزائر ،تونس، كينيا ، غانا ، الكانغو، اثيوبيا.  [8]

و إن أكثر المستخدمين  في إفريقيا يقومون بتحديث معلوماتهم الشخصية ، والترتيب  يعود مرة أخرى إلى مصر.

ونلاحظ  أن بلدان شمال إفريقيا هي الأكثر حضوراً على الفيس بوك و تويتر ، والبلدان الناطقة باللغة الإنجليزية ( غانا ، كينيا …الخ ) ويعيدنا ذلك إلى عام 2008م( وما شهدته كينيا خلال الانتخابات ) .

والاعتقاد الشائع هو أن الرجال هم الأكثر استخداما إلا أن للنساء أيضا نصيبا كبيرا  في أفريقيا جنوب الصحراء ؟ ومن  ضمن أكبر 10 دول كان الأكثر تمثيلا في أفريقيا في الفيس بوك من النساء ، بمتوسط ( ​​ 40 ٪ من الإناث و 51 ٪ )من مستخدمي الفيسبوك في جنوب أفريقيا :. كما أن الإناث هن من حملن الرقم القياسي لأكبر عدد من التغريدات .[9]

أثر التواصل الثقافي في الصومال

بلغ عدد مستخدمي الفيسبوك في الصومال 2978700 في أكتوبر 2024 ، وهو ما يمثل 16.7% من إجمالي سكان البلد. وكان أغلبهم من الرجال بنسبة 56.2% . ، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 24 عامًا هم المجموعة الأكثر استخداما  ( 1،204،500) .

والفرق  بين المستخدمين من الرجال والنساء  تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً ، حيث يتقدم الرجال بنحو 660 500 . في حين أن عدد مستخدمي إنستغرام في الصومال بلغ حوالي :  554,600 في أكتوبر 2024 ، وهو ما يمثل 3.1% من إجمالي السكان ، معظمهم من الرجال بنسبة 52.7% .  ، تتراوح أعمارهم بين (18 إلى 24 عامًا) وهم المجموعة الأكثر استخداما ( 279800) .

أما الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ( 25 و34 عاماً )، حيث يتقدم الرجال بنحو 112600 . وقد بلغ عدد  الذين يستخدمون الماسنجر في الصومال في الشهر الماضي من هذا العام (أكتوبر 2024): 2 676 600  مستخدم ، وهو ما يمثل 15% من إجمالي السكان. وجلهم  من الرجال بنسبة 56.6% . ، والنسبة الأغلب  تتراوح أعمارهم بين( 18 إلى 24 عامًا) ، بنحو : ( 1045500 ) .

وإن الاستخدام  بين الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين( 25 و34 عاماً )، نجد أن الرجال يتقدمون بنحو : 603.300 . و هناك حوالي  347,700 يستخدمون موقع LinkedIn  في الصومال  وذلك في أكتوبر 2024 ، وهو ما يمثل 1.9% من إجمالي السكان ، تتراوح أعمارهم بين( 25 إلى 34 عامًا ) بنحو : ( 190000) .

الحكومة والفيس بوك

وفي ظل تطور استمرار الفيس بوك في تشكيل المشهد الرقمي في الصومال، فإن دوره أصبح قوياً في الاتصال ونشر الأخبار والبرامج الاجتماعية والثقافية والسياسية ، والأحداث التي جرت بين النظام والمعارضة والنشطاء يؤكد مدى أهمية الفيس بوك في محيط عدد كبير من المواطنيين .

فإن حادثة اختفاء حسابات المستخدمين من الصوماليين ، وتهكيرها سواء عن قصد أو بدون قصد ، يوضح مدى دوره في بعض الجوانب.

فقد أفادت نقابة الصحفيين الصوماليين بوجود حالات يتم فيها استغلال التقارير الجماعية التي يقدمها موقع فيسبوك ومعايير المجتمع لفرض الرقابة على الصحفيين الصوماليين.

ودعا  ممثل نقابة الصحفيين في الصومال ، إلى زيادة الشفافية من جانب شركات وسائل التواصل الاجتماعين وأفادت النقابة بضرورة مراجعة التعريفات التي يفرضها فيس بوك على مصطلحات مثل : “الإرهاب” و”خطاب الكراهية والتحريض على العنف” و”المحتوى غير المسموح به”، ومواءمتها مع المعايير الدولية.

وفي بيان رسمي  نفى وزير الإعلام الصومالي عبد الرحمن يوسف، الادعاءات بأن الحكومة متورطة في اختفاء حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، وأضاف أن الاختفاء طال أيضا أشخاصا من داخل الحكومة وأن السلطات تحقق في الأمر.

لأنها قضية تؤثر على المسؤولين الحكوميين والنشطاء وجميع المستخدمين للفيس.

وعلى الرغم من التأثير المتأرجح بين الايجابي والسلبي ، هناك جوانب ايجابية متعددة فقد أتاح موقع التواصل FACEBOOK فرص كبيرة للتواصل الثقافي في الصومال ، فهو بجانب انه يزود بالمعلومات استطاع أن يساهم في تطور:

  1. التواصل الثقافي من خلال الكم الهائل من البرامج الثقافية المرئية أو النصوص المكتوبة.
  2. التعارف بين أبناء الصومال في الداخل والخارج.
  3. اكتشاف مواهب إبداعية جديدة ، وواعدة .
  4. طرح قضايا معقدة  ، لا يمكن طرحها وتناولها في الصحف المحلية أو وسائل  الإعلام المعروفة .
  5.  اكتشافات جديدة من خلال الفنون ووسائل التعبير المتعددة .
  6. سرعة تلقي الأخبار ، التي كان يصعب الحصول عليها .
  7. سهولة النشر ، مما يدفع الكُتاب على ممارسة الكتابة حيث ضمان نشر العمل وهذا ما لم يكن متاحاً في السابق.

[1]– http://mawdoo3.com/%D9%85%D8%AA%D9%89_%D8%A8%D8%AF%D8%A3_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%B3_%D8%A8%D9%88%D9%83

[2]– http://www.telegraph.co.uk/technology/facebook/11707515/Why-is-Facebook-opening-an-office-in-Africa.html

[3]-( مراسلة في مجلة فورشن)

[4]– http://fortune.com/2015/06/29/facebook-africa/

[5]– http://fortune.com/2015/06/29/facebook-africa/

[6]– http://aitmag.ahram.org.eg/News/18411.aspx

[7]-l’afrique des idées.http://terangaweb.com/lafrique-et-les-reseaux-sociaux-virtuels/

 

[9]-http://terangaweb.com/lafrique-et-les-reseaux-sociaux-virtuels/

زر الذهاب إلى الأعلى