خطاب رئيس وزراء الصومال .. رسائل وأهداف

ألقى السيد حمزة عبدي برّي، رئيس وزراء الصومال البارحة، خطابا متلفزا، تحدّث فيه عن اجتماعات المجلس الوطني الاستشاري، وما ناقشته من قضايا ومواضيع تخص البلاد، خلال الفترة الرئاسية الثانية للرئيس الصومالي الحالي حسن شيخ محود.

في خطابه البارحة، أعلن السيد حمزة عبدي برّي، أن أعمال المؤتمر مستمرة، وأن المسؤولين المشاركين فيه، يقومون بإجراء مزيد من المشاورات، بسبب نقاشهم لقضايا مهمة تعني الوطن.

ودعا السيد رئيس الوزراء، أثناء خطابه إلى تعزيز الوحدة الوطنية والابتعاد عن كل ما يضر بالوحدة الصومالية والتماسك الاجتماعي، مشيرا إلى أن حكومته، لا تزال ملتزمة بحماية سيادة البلاد وسلامة أراضيها ووحدة شعبها.

ويتزامن خطاب السيد رئيس الوزراء، مع سيادة حالة من الخوف من انهيار الدورة العاشرة من اجتماعات المجلس الوطني الاستشاري، المنعقدة في العاصمة “مقديشو” منذ الـ2/أكتوبر-تشرين الثاني/2024م، وذلك بعد انسحاب السيد أحمد مذوبي، رئيس ولاية جوبالاند أمس الإثنين، عن هذه الاجتماعات، دون توضيح -حتى الآن- لأسباب انسحابه وعودته إلى مدينة “كسمايو” العاصمة المؤقته لولاية جوبالاند جنوب الصومال، لكن تداولت وسائل الإعلام، أن أحمد مذوبي لم يقتنع بإجراء انتخابات عامة وموحّدة في الموسم الانتخابي المُقبل، وهو ما بدا له غير ممكن في الوقت الحالي على الأقل، وخاصة في ظل غياب ولاية بونتلاند وإدارة خاتمة، عن نقاشات تقرير المصير، ومطالبته بإشراكهما في هذه المباحثات.

يبعث السيد رئيس الوزراء، من خلال خطابه هذا، برسالة مفادها أن مؤتمر المجلس الوطني الاستشاري لم يفشل، وإنما يناقش فيه القادة قضايا مصيرية تتطلب إجراء مزيد من المشاورات، قبل إصدار قرارات المؤتمر وبيانه الختامي.

كما يهدف هذا الخطاب إلى تخفيف حدّة الخلافات بين الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية، والابتعاد قدر الإمكان عن كل ما من شأنه أن يؤدّي إلى مزيد من التنافر، وإبقاء قنوات الحوار والنقاشات بين الأطراف مفتوحة للوصول إلى تفاهم أو توافق سياسي.

إن خطاب رئيس وزراء الصومال، يبعث طمأنينية نسبية على قلوب الشعب الصومالي الذي يروق إلى توافق سياسي، غير أنه يحتاج إلى خطوات عملية في أرض الواقع، تؤيّد مزاعم السيد رئيس الوزراء، وذلك عن طريق فتح حوار جاد مع الأطراف المتخوّفة من التمديد الإداري والنقاش معها حول القضايا الأساسية، وفي مقدّمة هذه الأطراف، القوى السياسية المعارضة المتمثلة في مسؤولين سابقين، والرّئيس أحمد مذوبي، رئيس جوبالاند، الّذي لم يكشف بعد عن أسباب انسحابه عن المؤتمر وعودته إلى مقر رئاسته في مدينة كسمايو، وإدارة ولاية بونتلاند التي أعلنت قبل أيام استعدادها لفتح حوار مع الحكومة الفيدرالية الصومالية بهدف إنهاء الخلافات التي سادت العلاقة بين الطرفين.

زر الذهاب إلى الأعلى