تشهد إثيوبيا اليوم إضطرابات سياسية وأمنية متعددة ومتشعبة تضع هذا البلد الكبير أمام ثلاثة احتمالات إما أن ينتصر رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في معركته السياسية والعسكرية ويتمكن من القضاء على قوى المعارضة المسلحة وغير المسلحة، ويشكل نظاما مركزيا قويا تقودها القومية الأورومية وبدعم ومساندة من القوميات الصغيرة، وهذا أمر فيما يبدو بعيد المنال في ظل ما يواجه رئيس الوزراء الإثيوبي من تحديات داخلية وخارجية معقدة. وإما أن تتوافق القوميات الكبرى في إثيوبيا على نظام كونفيدرالي أو فيدرالي أوسع ومختلف عن النظام الذي وضعه رئيس الوزراء الإثيوبي الأسبق مليس زيناوي بعد الإطاحة بنظام منغستو حيلي مريم عام 1991، وبتدخل من القوى الكبرى سواء من روسيا أو الدول الغربية. والاحتمال الثالث وهو الأقرب إلى الواقعية نظرا للأوضاع في إثيوبيا يمثل التفكك بشكل غير سلمي، وهذا الأمر لا يشكل خطرا على إثيوبيا فقط وإنما على منطقة القرن الإفريقي برمتها بل الدول المطلة على البحر الأحمر، ويجب على الجميع التكاتف مع أجل منع حدوث ذلك نظرا لما يشكله من خطورة على الأمن والاستقرار في المنطقة .
تشهد اليوم معظم المناطق الإثيوبية الكبرى ولا سيما في مناطق أمهرة وأوروميا وتيغراي، معارك طاحنة بين القوميات، وتمرد مسلح على نظام رئيس الوزراء أبي أحمد بات يدق على أبواب العاصمة أديس أبابا ، وأن إثيوبيا تعد اليوم ضمن 10 دول تحتاج بشكل ملح إلى تدخل دبلوماسي فوري، بسبب الصراعات العنيفة الدائرة في البلاد ومتوقعة ارتفاعها بشكل مثير للقلق، وذلك بحسب مجموعة الأزمات الدولية في تقرير نشرتها هذا العام . كما يشهد البلاد حالة اقتصادية مزرية يدفع مزيد من الشباب اليائسين إلى الإنخراط في صفوف المتمردين والمشاركة في الإضطرابات. تشهد معارك دامية في شمال إثيوبيا في مناطق متنازعة بين القومية الأمهرية والتغرية وهي اشتباكات أثارت قلقا دوليا وأن هذه الإشتباكات تدل على أن إتفاق بيرتوريا مهدد بالإنهيار وذلك في ظل خلافات حادة بين طرفين من قومية تغراي يتوقع أن يتطور في قادم الأيام إلى مواجهات مسلحة دامية.
وقبل أيام استطاعت جبهة فانو الأمهرية المسلحة من قتل وأسر عدد كبير من قوات حرس الحدود الإثيوبية وذلك في طريقها إلى مدينة قوندر ثاني أكبر المدن القومية الأمهرية.
وكذلك تتواصل المواجهات المسلحة في مناطق القومية الأورومية التي ينحدر منها رئيس الوزراء الإثيوبي وأن المفاوضات بين الحكومة جبهة تحرير أوروميا في تنزانيا قد فشلت وأن معارك شديد تدور في بعض المناطق الأورمية والقريبة من العاصمة أديس أبابا.