غادر البلاد في 23 من الشهر الجاري الرّئيس السيد محمد عبدالله فرماجو مدينة مقديشو متوجها إلى مدينة نيويورك مقرّ الأمم المتحدة على رأس وفد يضم كل من وزير الخارجية أحمد عيسي عوض ووزير المالية عبد الرحمن دعاليه بيله والمدير العام للرئاسة والناطق بإسم الرئيس للمشاركة في اجتماعات الدورة 74 للجمعية العامة في الأمم المتحدة.
شارك الرئيس فرماجو خلال الزيارة في اجتماعات ولقاءات هامشية جمعت به قادة دول مختلفة في العالم، كما أنه تسلم، الجائزة السنوية لحسن القيادة والإدارة بالإشتراك مع رئيس إرتيريا أسياس أفورقي، ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد تقديرا لجهودهم في القضاء على الخلافات السياسية في منطقة القرن الإفريقي وتسهيلهم لحركة التنقل والتواصل بين مجتمع القرن الإفريقي، وخاصة بين إثيوبيا وإرتيريا اللتان أنهيا قطيعة دامت حوالي 20 عاما.
واعتبر بعض المتابعين تسليم هذه الجائزة بأنها خطوة تشجيعية للرّئيس محمد عبدالله فرماجو الّذي تواجه إدارته في الأيام الأخيرة تزايد المعارضة السياسية تجاهها بسبب مواقفها وتصرّفاتها السياسية إزاء الولايات الفيدرالية.
وكذلك التقى الرئيس فرماجو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب وذلك في حفل استقبال اقامه الرئيس ترامب على شرف قادة الدول المشاركة في أعمال الدورة الرابعة والسبعين في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
ولم تقتصر لقاءات الرئيس مع قادة الدول عند هذا الحدّ بل أجرى أيضا لقاء مع نظيره التركي السيد رجب طيب إردوغان الّذي يعدّ من الحلفاء الاستراتيجيين للحكومة الصومالية وتباحثا معا سبل تعزيز العلاقات بينهما.
وكان هناك لقاء آخر جمع، على هامش مؤتمرات الجمعية العامة، كلاّ من الرئيس الصومالي والرئيس المصري والرّئيس الكيني في نيويورك إلاّ أن هناك أنباء متضاربة حول ما تم التناول في هذا اللقاء إذ نشرت الرئاسة الصومالية بيانا ذكرت فيه إلى أن الطرفين اتفقا على انتظار الحكم النهائي لقضية النزاع البحري بين البلدين، وتشكيل لجنة مشتركة تسعى إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين إلى سابق عهدها، في حين أن الرئاسة الكينية تحاشت في بيانها ذكر قضية النزاع البحري بين البلدين لكنها أشارت إلى أن الطرفين اتفقا على أن حل الأزمات الإفريقية في أيدي الأفارقة، بينما لم تصدر الرئاسة المصرية أي تعليق حول هذا اللقاء حتّى الآن.
أما الاجتماع الأهم في هذه الاجتماعات الهامشية التي يشاركها الرئيس الصومالي فهو اجتماع خاص بالشأن الصومالي شارك فيه مهتمون بالشأن الصومالي إلى جانب أصدقاء الصومال، وألقى الرئيس في هذا اللقاء خطابا طويلا حول الأوضاع الصومالية، أشار فيه إلى أن الصومال حققت بعض التقدم في تحسين الشؤون الإدارية والقيادية في البلاد، كما أنها سعت إلى القضاء على الفساد أو الحد منه باعتباره أكبر التحديات التي تواجه مساعي إعادة مؤسسات الدولة الصومالية من جديد.
وفيما يتعلّق بعملية انتخابات 2020م، فقد ذكر الرئيس بأن المعلومات الأولية التي تقدّمها اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات تشير إلى تحقيق تقدم في عمليات تسجيل الناخبين مما يبعث الأمل على إجراء الانتخابات الرئاسية الصومالية لـ2020م في موعدها المحدّد.
وفي الجانب الأمني والعسكري أشار الرئيس في خطابه إلى ما تم تحقيقه في مجال تدريب الجيش الصومالي وإنمائه عسكريا مما أهّله ليكون قادرا على استرداد مناطق شاسعة كانت تسيطر عليها حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وبعد انتهاء مشاركته في اجتماعات الجمعية العمومية افتتح الرئيس فرماجو المقر الجديد للسفارة الصومالية في واشنطن التي لم تعمل بشكل رسمي منذ ما يقارب 25 عاما.
إشار الرئيس فرماجو إلى أن افتتاح المقر الجديد للسفارة الصومالية في واشنطن دليل على العلاقات المتنامية بين البلدين، داعيا الجالية الصومالية في الولايات المتحدة العمل مع دبلوماسي السفارة ومساندتهم في أداء مهامهم بأكمل وجه.
في الخلاصة يمكن القول إن أهم ما تحقق من هذه الزيارة أنها وفرت للرئيس فرماجو فرصة التواصل مع قادة العالم وتعريفهم بنفسه بعد عامين غياب المحافل الدولية وإطلاعهم الانجازات التي تحقق حكومته والعقبات التي تشكل عائقا أمام عودة الأمن والاستقرار في ربوع البلاد .