تقع مديرية ”وذاجر“ على الجزء الجنوب الشرقي من العاصمة الصومالية مقديشو، ويحدها من الجنوب محافظة شبيلي السفلى الغنية بمواردها الطبيعية، وهي من أهم مديريات العاصمة وأكبرها مساحة وأكثرها من حيث عدد السكان، ومن بين أكثر ما تمتاز به، معالمها التاريخية وإطلالتها على المحيط الهندي ومناخها المعتدل الدافئ ورمالها المتحركة الممتازة بممارسة رياضة التزلج ، وثقافتها الغنية التي تفوح منها عبق التراث الوطني القديم.
تعد ”وذاجر“ من المديريات القديمة، اذ تحكي جانبا مهما من الكفاح المسلح ضد الإستعمار الايطالي بسبب وقوعها على الطريق الرئيسي الرابط بين مقديشو والمدن الساحلية في محافظة شبيلي السفلى، وخاض أبناؤها حروبا شهيرة سمات الاستعمار سوء العذاب الا أن المديرية شهدت توسعا ملحوظا ونموا عمرانا حديثا خلال السبعينات والثمانيات من القرن الماضي وتحولت إلى واحدة أهم المناطق السياحية في مقديشو وكانت تشهد نشطا سياحيا لافتا واقبالا متزايدا من السياح الصوماليين والأجانب.
تضم مديرية ”وذاجر“ التي احتضنت كثيرا من مشاهير الصومال عدد من المواقع الحيوية، بينها مطار آدم عدي الدولي أكبر المطارات في البلاد، ومجمع حلني الذي يضم المقر الرئيسي لبعثة قوة الاتحاد الافريقي ، ومقرات سفارات لعدد من الدول الغربية مثل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. كما تضم المديرية، القاعدة العسكرية التركية ومبنى الجامعة الوطنية ومقر السفارة الأمريكية السابقة ومستشفيي بنادر والمدينة.
على الرغم من هذه الأهمية التي تتمع بها مديرية ”وذاجر“ الأ أنها تعاني من أهمال خطير جدا منذ أكثر من 30 عام ولا تحظى بأي اهتمام من قبل الحكومة المركزية ولا من بلدية مقديشو ولا تحصل على حصتها من المشاريع التنموية المخصصة لتطوير المدن والمديريات . واللافت أن الشارع الرئيسي في وسط المديرية الذي يمثل لسكانها المعبر الوحيد والحيوي نحو الأجزاء الأخرى في العاصمة غير معبد وجرى تدميره أثناء الحروب الأهلية، ويتلقى السكان صعوبة شديدة لاستخدام هذا الشارع، حيث تستغرق قطع مسافة كيلومتر واحد حوالي 15 دقيقة ويشهد في كثير من الأحيان حوادث مرورية مروعة. لا يحتاج هذا الشارع الذي يشكل شريان حياة سكان مديرية ”وذاجر“ ومحور تجاري ذات أهمية استراتيجية إلى ميزانية ضخمة ولا إلى أموال طائلة، وفيما يبدو لا يكلف صناته وتطويره سوى أقل من مليون دولار وهذا لا يشكل عبئا كبيرا على خزينة الدولة، غير أن الذين يهمهم الأمر يفتقرون إلى الحس الوطني وليس لديهم أدنى شعور بالمسولية.
يتحمل رئيس بلدية مقديشو الجديد عمر محمد محمود ”فيلش“ المنحذر من هذا المديرية والعارف باحتياجات سكانها المسؤولية الكبرى وينبغي أن يعد لها خطة شامل لتطوير المديرية ضمن مشروع حكومي يرمي إلى ايجاد بنية تحتية قوية ومرافق خدمية عالية الجودة لتستطيع مواكبة التطور الذي يشهده لأنها تعتبر بوابة حقيقية لحفظ أمن واستقرار العاصمة مقديشو.