من هو عمر محمود ..رئيس بلدية مقديشو الجديد؟

 ولد عمر محمود محمد المعروف بعمر (فنيش) في مقديشو وتلقى فيها تعلميه الأساسي والثانوي وتحرج من مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية  عام 1987 وبعدها بدأ بالعمل في السلك الحكومي، ثم انضم إلى الجبهات المسلحة التي  اطاحت بالنظام العسكري في الصومال عام 1991.

كان عمر  الذراع الأيمن للحاج موسى سوذي يلحو أحد أمراء الحرب السابقين والنائب في مجلس الشيوخ ، وقاد إحدي المجموعات القبلية التي كانت  تسيطر على شريط جنوب العاصمة مقديشو، وقام ببناء مطار بدائي  وميناء صغيرة في ناحية وذجر بعد اغلاق مطار مقديشو الدولي جراء الحرب الأهلية.

يعتبر عمر فينش من زعماء المليشيات القبلية الذين دعوا إلى وقف الحرب الأهلية ودعموا مؤتمرات المصالحة الوطنية  الأمر الذي دفعه إلى الانشقاق عن مجموعة موسى سوذي يلحو، وشارك في معظم  تلك المؤتمرات من بينها مؤتمر ايلدوريت  المنعقد في  كينيا وانتخب نائبا في البرلمان عام 2002   وظل نائبا حتى عام 2016 . وكذلك تولى عمر فينش منصب وزير الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة محمد علي جيدي عام 2007.

شارك عمر فينش في تأسيس تحالف مكافحة الإرهاب  وإعادة السلام عام  2006م، في مقديشو وساهم بقوة في محاربة الجماعات المتطرفة التي كانت آنذاك في طور النشأة والتكوين.

في عهد الرئيس حسن شيخ محمود، كان عمر فنيش من أشدّ المعارضين لسياساته وتوجهاته، لكنه  غاب عن المشهد السياسي الصومالي خلال فترة قياسية لم يعثر خلالها على مداخلاته وتعليقاته السياسية ازاء التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة حتى تم تعيينه يوم الخميس الماضي رئيسا جديدا لبلدية مقديشو.

هذا ويتساءل كثيرون مدى قدرة الرجل على إنجاح إدارة إقليم بنادر وتحقيق مطالب سكّان المنطقة والمتمثلة بإنشاء إدارة محلّية لإقليم بنادر يتم انتخابها من قبل سكان المنطقة، وهنا يشير بشير راغي شيرار زميل عمر فينش السابق في تحالف مكافحة الإرهاب أن معرفته الخاصة بعمر تثبت له أنه رجل المرحلة وأنّه يقدّم المصلحة العامة للأمة على المصالح الخاصة، وأن الرئيس الصومالي قد وفّق في تعيينه رئيسا لبلدية مقديشو إلى أبعد حدّ من التوفيق كما أفاد بذلك بشير راغي شيرار في مقابلة أجرته معه إذاعة كلميه المحلية .

انقسم الشارع وتباينت آراؤه حول تعيين عمر فنش رئيسا لبلدية مقديشو إلى قسمين رئيسيين قسم أصابه الإحباط تجاه هذا التّعيين  واعتبرها خطوة نحو العودة إلى عهد زعماء الحرب والصراعات القبلية، إذ إن الرئيس الجديد لبلدية مقديشو من أشهر زعماء الحرب السابقين في مقديشو.

و رحب قسم  آخر بهذا التعيين لكون الرجل من أبناء المنطقة التي خبروها ووقفوا على معاناتها وآهاتها، كما أنه شاهد عيان لتغيراتها السياسية والعسكرية مما يعني أن لدى الرجل رصيد كاف من الخبرة مما يساعده على تحقيق إنجازات كبيرة في مجال عمله.

وعموما، فإنّه من المؤكد أن أمام الرجل تحدّيات كبيرة يجب أن يجتازها بكل حنكة واقتدار، وإن كان التحدّي الأمني لمن أبرز التحديات التي تواجهه، ويكفيه دليلا على ذلك أن سلفه في هذا المنصب توفّي إثر إصابته بجروح بالغة بعد استهداف مقرّ بلدية مقديشو أثناء الاجتماع الأسبوعي لأعضاء إدارة إقليم بنادر بهجوم انتحاري، وعليه فإنّه لا بدّ من الإتيان بخطة أمنية محكمة تحقق أمن العاصمة دون تضييق الخناق على الشعب. وعلى صعيد آخر فإنّ المطالب السياسية لسكّان إقليم بنادر تعدّ من المسائل التي تنتظر حلاّ من الرئيس الجديد لبلدية مقديشو السيد عمر محمود محمد (عمر فينش).

زر الذهاب إلى الأعلى