يشهد الصومال تطورات ملحوظة سواء في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي ويخطو رغم التحديات الجسام نحو التقدم والخروج من دوامة الحرب الأهلية والفوضى السياسية وخير دليل على ذلك فقد استعاد مؤخرا دوره في المؤسسات الاقليمية والدولية، حيث أنتخب الصومال أو شخصيات صومالية خلال السنوات القليلة الماضية، أعضاء في مؤسسات دولية مهمة.
في أكتوبر الماضي انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة الصومال لتنضم إلى عضوية مجلس حقوق الانسان لمدة 3 سنوات بدءا من الأول من يناير 2019، وفازت الأمريكية من أصل صومالىة إلهان عمر بمقعد فى الكونجرس الأمريكي، عن ولاية ولاية مينيسوتا فى الانتخابات النصفية الأمريكية، كما عين أحمد حسين الكندي من أصل صومالي وزيرا للهجرة، والقاضي عبد القوى يوسف رئيسا لمحكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا.
وكذلك للصومال حضور بارز ودور لافت في الجهود الافريقية لحل الأزمات التي تعصف ببعض البلدان الافريقية وعلى سبيل الميثال، يتوقع أن يشارك الصومال في بعثة الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا ( إيقاد) إلى جنوب السودان، حيث أعلنت الهيئة عن ارسال قوات لحفظ السلام إلى جنوب السودان تأتي من عدد من دول المنطقة بينها الصومال، وجيبوتي، والسودان.
ولأول مرة منذ سنوات استقبل الصومال عددا من زعماء العالم ليس دعما لجهود المصالحة وانهاء الحرب في البلاد وانما تلبية لدعوات رسمية لتعزيز العلاقات الثنائية وإقامة شراكات اقتصادية وسياسية طويلة الأجل، وكانت آخر تلك الزيارات زيارة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إلى مقديشو التي تعد هي أولى من نوعها منذ 20 عاما، وقبله رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد واستندت الزيارتين على إنشاء إطار تعاوني ودبلوماسي بين الصومال وإريتريا وإثيوبيا، وتعزيز الخطة المشترك بينها للأمن والاقتصاد والاستثمار. وهي جزء من جهود عملية التكامل السياسي والاجتماعي في القرن الأفريقي.
وكذلك الجدير بالإشادة والإشارة إلى تفاعل الصوماليين مع القضايا والأحداث التي يشهدها العالم سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو مشاركتهم في المؤتمرات الدولية والاقليمية أو كتابتهم في الصحف والجرائد أو من خلال مداخلاتهم في البرامج الحوارية للقنوات الناطقة بالعربية والانجليزية، لقد بات تفاعل النشطاء الصوماليين مع الاحدات والوقائع التي يشهدها عالمنا في العامين الأخيرين لافتا وخصوصا في ظل التجذبات السياسية والاستقطاب الحاد بين بعض الدول غير أن كثيرا منهم يتبنون أفكارا وآراء تؤذي بعض الدول أو تنتقذ سياساتها بشكل لاذع وغير منصف.
في على سبيل الميثال بدأ صوماليون بإبداء آراءهم تجاه ما يحدث في الدول العربية والشرق الأوسط وتناولها بشكل سلبي سواء عبر نشر تغريدات في تويتر أو رسائل نصية عبر الفيس بوك في محاولة لصناعة رأي عام صومالي معاد ولذلك يحتاج هذا الأمر إلى تهذيب وتوجيه نحو ما يحقق مصلحة الصومال ولا يخلق عداء للشعب الصومالي ولا يؤثر سلبا على العلاقة التاريخية التي تربط الصومال مع العالم وخصوصا دول الشرق الأوسط.