في عالم السياسة لا يوجد شيئ يستحق التجاهل به، لأن العمود الفقري للسياسة هو التعامل مع الواقع، وإدارة الموجود، وسبر غور المشكلات، ثم التفاوض الجاد لبحث الأرضية المشتركة لحلحلة المشكلة.، ولفهم جانب مهم من السياسة المعاصرة في أرضنا أنقل إليكم بكتابة أخوين فاضلين تبادلا رأيهما في مشكلة انفصال وعدم الانفصال وبعض الأبجديات التي يتكأ كل إتجاه. ومع إني لم استأذن بهما نشر مقاليهما، إلا أنني أفهم أنهما كلأ مباحا لكل أحد لأنهما نشرا في فيسبوك ليصير متاحا لكل أحد.
وهذا نص الكلام:
كتب عبد العزيز أبو عبد الله:
“الدارودية..تسويق الأوهام ، والركوب على أكتاف الغير !
قبيلة طلبهنتى الدارودية جزء أصيل من صوماليلاند حيث شاركت من خلال قيادتها الإجتماعية ، والسياسية مؤتمر برعو الذي تخمض عنه استقلال جمهورية صوماليلاند عن باقي الصومال عام 1991 ،ووقعوا على ورقة الانفصال ، ولا أحد يستطيع تزوير التاريخ لكي يضلل الرأي العام كما قال الرئيس موسى بيحي في خطابه الأخير حيث أورد أسماء موقعي وثيقة اعلان جمهورية صوماليلاند من القبائل الصوماليلاندية خاصة قبائل الأطراف ، وهناك كثير من مسؤولي دولة صوماليلاند الذين ينحذرون من هذه العشيرة كرئيس مجلس النواب وكما نرى اليوم فإن غالبيتها –إن لم يكن الكل– تكن الولاء لصوماليلاند وخير دليل على ذلك انضمام رئيس الوزراء الصومالي السابق ، وكبير زعماء السياسيين لهذه القبيلة إلى صوماليلاند ،وعودته إلى حضن الوطن بعد ضياع ، وسعي طويل وراء سراب الوحدة بالإضافة المؤتمر التصالحي الذي حدث مؤخرا في Xidhxidh !.
قبيلة داروود فإنني لا أعلم لها قيادة موحدة على الأرض الواقع ، ولا أنها تحت لولاء ، ورأية سياسية واحدة فهي تقطن إيثوبيا ، ولها نظام يتبع الحكومة الفدرالية الإيثوبية ، وهم مواطنون في ذاك البلد ، وتقطن القبيلة بكينيا ، وهم مواطنون فيها ، وكما أنها تقطن كلا من صوماليلاند ، والصومال ، وكل منطقة بحد ذاتها فهي من مواطنيها ، والذي يريد أن يجمع تلك القبيلة تحت رأية واحدة ، وزعامة رجل واحد فهذا شأن آخر إلا أنني أرى ذلك سابع المستحيلات لأن الجميع –إلا قليلا– يقتنع بوطنه سواء قلنا إيثوبيا ، كينيا حتى الصومال ، وصوماليلاند !.
صوماليلاند ليست قبيلة ، ولا عشيرة واحدة –كما يصورها البعض ، ويروجها– فهي التي اختارت بطريقة ديمقراطية –صوت واحد لرجل واحد– أكثر من رئيس فمن بينهم من لا ينحذر من قبيلة إسحاق التي تمثل غالبية الشعب هناك ، ولا استبعد أن يكون ابن من أبناء قبيلة طلبهنتى رئيسا لصوماليلاند في قادم الأيام !.”
فرد عليه عبد الفتاح محمود محمد
يا صديقي اعتقد ان هذا تقرير سطحي وعاطفي وغير متزن!!!
أولا: قبيلة طلبهنتي باغلبتها الساحقة وبكل شرائحها رفضت ولا زالت ترفض الانطباع والانضمام التام لنظام هرجيسا، وهذا ليس لانها دارودية او لان صوما لاند اسحاقية وانما لمجموعة عوامل سياسية وادارية اهمها:
1. – ان نظام صوماللاند نظام عنصري بني على الحقد الدفين والكره المفخخ الذي تكنه الساسة–ولا اقول يكنه الشعب– هناك تارة وتشهره تارة اخرى تجاه بعض القبائل الصومالية. ومن هنا تم النقش على قلوب الاطفال والنساء و كثير من الجيل الجديد عبر مناهج دراسية مصطنعة وسوشال ميديا مفبركة بان“فقش“-تعبير يشمل على قبيلة طلبهنتي بالدرجة الاولى– هي او كانت العدو الاصيل لصوماللاند وهي التي فعلت الافاعيل بالصوماللاند ، وكيت وكيت….فنسوا ان حكم سياد برى كان وزال وطويت صفحته بسيائتها وحسناتها. ونسوا ايضا انه لم تكن الضحية عشيرة اسحاق وحدها، كما لم يكن المسؤولون عما حصل من عشيرة معينة او اشخاص معينة.
2. – قضية الانفصال: حيث لا يقبل فرد واحد من تلك العشيرة المسّاس بوحدة الصومال مهما حصل وباي ثمن. فلو لم يتنازل قبيلة اسحاق عن مطلب الانفصال، فإن طلبهنتي كسائر القبائل الشمالية الغير اسحاقية لن يدخلوا صوماللاند ولن يرفعوا رايتها حتى يلج الجمل في سمّ الخياط. علما بان هذه العشيرة كانت من اشهر القبائل الصومالية واقدمها في النضال ضد الاستعمار، كما التاريخ سطره والعالم شاهده.
3. – ان نظام هرجيسا نظام قائم على القمع وسلب الحريات وفتك الارادة الشعب الصومالي: فمن ممارسات الحكومة ضد حرية الفرد–اعتقال وتعذيب شخص بتهمة انها رفعت العلم الازرق او انه زار مدينة فلانة– وحرية الصحافة الى حرية القبائل التي أبت الرضوخ امام نظامهم القمعي– شعب بوهودلي مثالا– تدل الحقائق الراسخة وارض الواقع بان نظام هرجيسا نفسه وفي طفولته يتصرف بشكل استبدادي وعنصري. وعلى هذا أيقن كل فرد من هذه القبيلة بانه لو تم اعتراف هذا النظام يوما ما،فسوف يأكل اليابس والاخضر ولن يترك حجرا على حجر.
4. – التبعية للجهات الاجنبية ولاسيما لاثيوبيا والتآخي مع العدو التاريخي على حساب الاخوة الصومالية والوطنية. والله استغرب واندهش عند ما ارى او اسمع ساسة الصوماللاند وهم يجاهدون لاجل المحابات والتذلل تحت اقدام اثيوبيا ويقولون بملئ افواههم: اخوتنا الاثيوبيا كيت وكيت….ثم عند ما يتحدثون عن الصومال او بونتلاند او عن الجنوب بيستخدموا عبارات باردة وذات طابع اقصائي وسلبي ان لم تكن عدائية بحتة
5. – دستور وقوانين ومناهج الصوماللاند بكل مستوياتها ليست محلا يسمح لقبيلة طلبهتي الانضمام الي نظام هرجيسا بحالتها هذه،
6. – طريقة تقاسم المناصب والحقائب الوزارية وتوزيع الثروات ومستوى تطبيق واحقاق العدالة كلها امور يجب التعامل معها والوصول الى حل حصيف قبل التحدث عن انضمام طلبهنتي الى نظام هرجيسا.
هذه هي العوائق الحقيقية –وليست الوهمية– يا اخي امام طلبهنتي لينضم الى هرجيسا، فهل لهاحل يا ترى؟ وهل سيتنازل الاخوة الاسحاقية عن مطلب الانفصال ليعم السلام والوئام وتزدهر البلاد وتستريح العباد؟“
ومتوخيا الأمانة النقلية لم أصحح الأخطاء الإملائية؛ لأنه بدونه يفهم مقصد الكلام بكل يسر!