مسألة الاحتفال بالمولد النبوي مسألة اجتهادية وإذا كانت كذلك فلا انكار فيها، وهناك قاعدة فقهية معروفة تقول لا انكار في مسائل الاجتهاد، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوي : (… فهذه المسائل التي تنازع فيها السلف والأئمة، فكل واحد منهم أقر الآخر على اجتهاده فمن ترجح عنده تقليد الشافعي لم ينكر على من ترجح عنده تقليد مالك ، ومن ترجح عنده تقليد أحمد لم ينكر على من ترجح عنده تقليد الشافعي، ونحو ذلك ))
مسائل الاحتفال بالمولد النبوي ليست محسورة على أئمة السلف وهناك علماء كثر أجازو الاحتفال بمولده عليه السلام ولكن بشروط، بل وحكي بعضهم بأجماع على هذه المسألة ولذلك علينا الا ننكر احتهادات العلماء.
فعجبت بمن لا يعترف بالرأي الآخر ويبتدع ممن يخالف في الرأي والاجتهاد، والأعجب من ذلك أنه يأمر بالهجر اذا لم يقبل النصيحة. لماذ تعمل هذ التفرقة وقد أمرنا الله تعالى بالاعتصام بحبله وقال تعالي (واعتصموا بحبل اللّه جميعا ولا تفرقو…)
يا أخى العزيز ..اسأل نفسكهذه الأسئلة ، هل إمام النووي مبتدع لأنه أجاز الاحتفال؟ هل ابن حجر العسقلاني مبتدع صاحب فتح الباري لأنه أجاز الاحتفال ؟هل امام السيوطي مبتدع لانه أجاز الاحتفال وغيرهم من العلماء الذين تستدل أقولهم في كثير من الأمور .
يجب أن نتعامل مع القضية بالطريقة التي كان السلف الصالح يتعاملون بها ومع من يخالفهم في الرأي حتي الصحابة كانو يختلفون في المسائل الإجتهادية، ولكن ماكانو يتفرقون الا ناذرا بل كانوا جبهة وحدة .
وهذا هو شيخ إلاسلام ابن تيمية كان يعامل من يخالفه معاملة حسنة وكان يقول في حق من يحتفل بمولد النبي “فتعظيمُ المولد، واتخاذُه موسمًا، قد يفعله بعضُ الناس، ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي مسودة آل تيمية عن الإمام أحمد قال : الحق عند الله واحد، وعلى الرجل أن يجتهد، ولا يقول لمخالفه : إنه مخطئ )). لماذا لا نقتدي بهؤلاء العلماء لنتعلم منهم ونتعرف كيف كانوا يديرون الاختلاف الفقهي .
الأمة فيها من التفرقة والإنقسام ما لايحصي وبالتالي علينا أن نتكاتف ونعمل سويا لتحقيق الوحدة. وباختصار شديد لوفهمنا معني الاختلاف الفقهي كما فهم السلف الصالح لاستراح كلا الجانبين.