ظلت العلاقات الصومالية – السعودية متينة على مر التاريخ، تعززها عوامل عدة، على رأسها التقارب الإنساني للشعبين الشقيقين: السعودي والصومالي، في كثير من التقاليد والعادات العربية والإسلامية، وهو أمر يرجع إلى التقارب الجغرافي، إذ إن المسافة بين البلدين لا تتعدى ثلاث ساعات طيران، كما كان للتبادل التجاري عبر السواحل في الأزمنة الماضية دور كبير في توطيد الروابط بين أبناء الصومال وأشقائهم في الجزيرة العربية. يضاف إلى ما سبق، أن المملكة العربية السعودية تضم مهبط الوحي وقبلة الإسلام والمسلمين، مما جعلها أحب البلدان إلى قلوب الصوماليين كغيرهم من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
وفي الداخل السعودي، حقق بعض التجار ذوي الأصول الصومالية شهرة واسعة في أسواق المواد الغذائية المحلية بعد أن جلبوا منتجات خلد أسماءها التاريخ، مثل خبز “الصامولي” المشهور، وهو من منتجات الخباز عيسى الصومالي الذي أدخل طريقة عجنه إلى السعودية قبل نحو خمسة عقود.
وأما على المستوى السياسي، فإن المملكة العربية السعودية ظلت -وما زالت- داعمة أساسية للصومال في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية.
واستمر التوافق السياسي بين البلدين يزداد قوة يوما بعد يوم، وعلى سبيل المثال، فقد حملت زيارة فخامة الرئيس الصومالي الحالي السيد محمد عبدالله فرماجو، للمملكة في الـ23 من فبراير الماضي، لتكون أول وجهة خارجية له بعد انتخابه رئيسا في الثامن من الشهر نفسه، دلالات واضحة بأن المملكة تعد الدولة الأهم بالنسبة إلى الصومال في ميزان العلاقات الإستراتيجية الدولية، وأن الرؤى السياسية لدى قادة البلدين الشقيقين في تناغم تام تعززه الجغرافيا والتاريخ، إضافة إلى أن المملكة تعد من الدول المهتمة جداً بإعادة إعمار الصومال ومساعدته في مختلف المجالات الإغاثية والإنسانية والتنموية والتعليمية والاقتصادية.
وبصفتي عضوا في مجلس الشيوخ الصومالي، فإنني أثمن إدراك القيادة السعودية للأهمية الإستراتيجية للصومال الذي يتمتع بأطول ساحل عربي وإسلامي وإفريقي، يبلغ طوله (3333 كلم)، وموقع جغرافي يمثل أهمية قصوى للأمن القومي العربي، ويشتهر بالثروات الحيوانية والزراعية والبحرية والمعدنية.
وفي الختام، أوجه أطيب تحية وكلمة شكر وتقدير إلى المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا، سائلا المولى عز وجل أن يحفظ بلاد الحرمين والصومال من كل سوء ومكروه.
نائب برلماني صومالي- عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفيدرالي الصومالي
المصدر- جريدة الرياض