الصومال بلد عربي الهوى والهوية، يعتز بالإسلام دينا، وبالوطن العربي انتماء، وبالموروث الاسلامي ثقافة وقيما، ويفتخر بما يرتبط مع الشعوب العربية من صلات الدم والقرابة والمصير المشترك، ومع قياداتها، ملوكا ، وأمراء، ورؤساء ، ورؤساء وزراء من علاقة المولاة والمناصرة وهذا الارتباط والانتماء هو الذي مهد الطريق لحدث فبرير عام 1974 عندما ترفرف علم الصومال خفاقا عاليا أمام مبنى الجامعة العربية بالقاهرة واصبحت جمهورية الصومال الديمقراطية العضو العشرين في الجامعة.
الصومال ليس بلدا عربيا من الدرجة الثالثة، كان ولايزال عربيا قخا ، وعضوا فعالا في منظومة العمل العربي المشترك، وسندا قويا للقضايا العربية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وسدا منيعا أمام الأخطار المهددة لكيان الوطن العربي ووحدة وسلامة بلاده.
لقد أيد الصومال منذ الاستقلال عام 1960 حرية الشعوب العربية دون خوف ولا وجل من خلال مواقفه الواضحة والداعمة للنضال العربي ضد الاستعمار، والفاشية، والاحتلال الصهيوني انطلاقا من مبادئ وقيم الشعب الصومالي الذي يقف دائما مع الحق والعدالة والانسانية في كل زمان ومكان.
كان الصومال ممثلا عربيا جرئيا في المنابر الدولية، في الأمم المتحدة، ومنظمة الوحدة الافريقية (الاتحاد الافريقي حاليا) وفي مؤتمر عدم الانحياز ، كان يقدم مرة تلو أخرى الاقتراحات المدانية للاعتداءات المستمرة الاسرائيلية ضد مصر ، وسوريا ، والاردن ولبنان والايرانية ضد العراق والإمارات إلى جانب مواضيع أخرى تخدم لمصالح الشعوب العربية.
هذا البلد العزيز وهذا الشعب الأصيل يئن اليوم تحت وطأة كارثة مجاعة لم يشهد مثلها منذ سنيين، وبات نصفه على شفا الموت، حيث تنهش المجاعة الأطفال والمسنين ، والحوامل وليس لهم معين ولا ملجأ سوى الله ثم أنتم أخوانهم في الاسلام والانسانية.
يا اخواننا العرب كيف ترون أن يموت اخوانكم في الصومال جوعا وعطشا، وأنتم في بساتينكم وفي ظل بارد وأمام مائدة فيها كل ما تشتهيه الانفس وتلذ الأعين؟ والله ما هذا بالنَصَف، لقد كانت قيم العطاء والعمل الخيري والانساني مبادئ رئيسية تنطلق منها الدول العربية لتمد يد العطاء إلى جميع بقاع الأرض، وكما قالها كاتب عربي و”لتروي كل أرض جرداء وتعيد لها الحياة وتبث الأمل وتنبت المروج الخضراء وترتقي بالإنسان بطموحاته وتطلعاته للمستقبل المشرق والغد الأفضل”.
كانت المنظمات العربية منذ عام 1991 من أوائل المنظمات الانسانية الملبية لنداءت الاستغاثة من الصومال وكان المعونات العربية من الأكثر المعونات اثرا على حياة المنكوبين وذلك لسببين: الأول ، انها تتضمن مواد غذائية تشبه الاغذية التقليدية للصوماليين ويعرفونها جيدا، مثل التمر والدقيق والأرز والحليب عكس المواد الغذائية التي توزعها المنظمات غير الاسلامية ، والسبب الثاثي ثقة المواطن الصومالي بدين ونوايا المحسنين العرب في حين يبدي شكوكا إزاء المساعدات الغربية واهدافها ومخاوف من ان تتضمن موادا محرمة، بل إنه يفضل الموت على اكل طعام لا يتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية.
يا اخوة العرب الشعب الصومالي ينتظر منكم ان تقيموا جسرا جويا الي بلادهم لانقاذه من المجاعة ، وان لم تفعلوا -وستفعلون- فان عددا كبيرا من الأطفال والمسنين في الصومال سيموتون جوعا وعطشا ولتسألون يوم القيامة لم تقاعستم عن انقاذ هؤلاء الأطفال من المجاعة.