غرووى (مركز مقديشو للبحوث والدراسات) في إطار زيارة له في بعض مدن ولاية بونتلاند الصومالية ألقى الشيخ القارئ العالمي عبد الرشيد بن الشيخ علي الصوفي الذي كان ضيفا على مدينة غرووى محاضرة توجيهية بمسجد الهدى العامر وهو مركز الشيخ الراحل عبد القادر نور فارح -رحمه الله- وذلك في ليلة الثلاثاء 22 صفر1438 الموافق22 نوفيمبر2016. وقد مر الشيخ بمدينة بوصاصو وقبلها هرجيسا وبرعو وجكجكا ومنذ وصوله مدينة غرووى ظهر اليوم لقي الحفاوة والترحيب البالغ من العلماء بمختلف أطيافهم الذين استقبلوه عند المدخل الشمالي للمدينة بحضور الصحافة ومسئولي الحكومة يتقدمهم وزير العدل والشئون الدينية السيد صالح حبيب وبعد صلاة العصر ألقى كلمة بمسجد الدعوة مسجد جماعة التبليغ.
وقد تحدث قبله الشيخ محمود الحاج يوسف الذي رحب به وتحدث عن أهداف زيارة الشيخ الدعوية.
محاور كلمته:
دارت كلمة الشيخ حول تذكرة عامة تحث على الاستمساك بالاسلام واعتباره أجل نعم الله والتشمير عن ساعد الجد لدعوة الناس اليه، وأشار الى أن نعم الله الوافرة التي تستوجب منا الشكر والثناء عليه.
وذكر أمثله لمواقف دعوية مرت به خلال نشاط دعوي الى الاسلام في نيوزيلاندا أقصى مكان في العالم ، وقد تكللت احدى هذه الزيارات بالنجاح حين أسلم أحد الملحدين على يده.
وتخللت في كلماته فوائد تاريخية مثل زيارة والده للقارئ الشيخ محمود خليل الحصري وصداقته ونقل عن الشيخ صوفي رحمه الله قوله: ان الشيخ خليل يعيش عيشة الملوك.
ومن بين ما ذكر أن والده الشيخ علي الصوفي طلب منه قراءة ايات من القران في حفل افتتاح مسجد التضامن الاسلامي عام 1980 أي قبل 36 عاما وكان اذاك صغير السن فاعتذر لهول المشهد الغاص بكبار مسئولي الدولة وعلية الناس ، وقد حضر حفل الافتتاح سعود الفيصل وزير خارجية السعودية انذاك، وكان قد بقي على منصبه 42 عاما وتوفي عام 2014.. وقال الشيخ: اعتذرت ولكن الوالد شجعني قائلا: اقرأها فاني أرجو أن يصل صوتك الى أطراف العالم،، ثم أردف الشيخ قائلا: وقد تحقق شيء من ذلك بفضل الله فان قناة الحرم وهي أشهر قناة تبث القران القران الكريم اتصلت به واستأذنت ببث قراءته فأذن ذلك..ولكنه أضاف أنهم طلبوا منه السماح بحذف نسبة (الصوفي) قال: قلت لهم : لا مانع. (( وهذا يدل على سماحته وسهولته وتشددهم)).
ومما ذكره أيضا أن والده ثناه عن رغبته في تعلم الانجليزية ، قائلا له: يا ولدي كل ما عندي مما تراه من المال -وأشار إلى محل تجاري يملكه -رزقني الله بدونها فاحرص على العناية بكتاب الله-مع اشارته الى أنه لا يمانع تعلم اللغات الأجنبية.
المشهد كان مهيبا وقد امتلأ المسجمد وقد غص بأهله وكان كثير من الحاضرين يتابعون حديثه خارج المسجد متعلقين بنوافذه.
ازدانت كلمة الشيخ بالقصص المؤثرة والنكات الهادفة والنظرات العميقة.
كان برفقة الشيخ مجموعة من علماء التبليغ بصفتهم مرافقين وحراس أمنه الشخصي كما عرفت من التأهب والنشاط من بعضهم.
الصورة العامة للحضور أعطت انطباعا بأن الشيخ شخصية جامعة بعيدة عن التقوقع والانزواء في جماعة بعينها.
سألت أحد الحاضرين عن رأيه في كلمة الشيخ فقال: لقد غيرت سلم اهتماماتي في العلم وقررت أنظر الى القران الكريم والى أهله نظرة جديدة.
واختتم الشيخ كلمته بوصية لمحفظي القران الكريم بالعناية بتلاوة القرأن الكريم واتقان مخارجه حتى يصير قدوة لطلابه واتقانه، ونبه على بعض الأخطاء الشائعة، كما أوصاهم بعدم ضرب الأطفال وخصوصا في حالة الغضب فإن ذلك يؤدي إلى عواقب وخيمة.
وأخير شكر لمؤسسة المنهاج والقائمين عليها ولكل المشتغلين بالدعوة الى الله، وانتهت كلمته بالدعاء.
الجدير بالإشارة أن الشيخ عبد الرشيد بن علي الصوفي يقيم حاليا بمدينة الدوحة القطرية يحمل الجنسيتين الصومالية والقطرية ويعتبر من أشهر القراء المعاصرين في العالم.