أتذكر في بداية زيارتي لهرجيسا عادة ما كنت أقضي الفترة المسائية في إحدى المقاهي التي يجتمع فيها عيّنة من أصناف المجتمع الشباب والكبار، المتعلمون وطبقة انصار السياسة وغيرهم ، وفي احدى الليالي وأثناء حديثي مع احد الاحباب تفاجأت بسؤال وجه لي ممن كان يشاركنا الطاولة بالرغم من عدم معرفتي به ! عن الى أي المذاهب الاسلامية أنتمي ؟.!
طبعاً لم يفاجئني السؤال نظراً للتجربة القصيرة والثريّة التي مررت بها اثناء دراستي الجامعية بالمدينة المنورة حرسها الله، فقلت له : انا مسلم ! علت الحيرة جبين الشاب ونظر باستغراب نظراً لأن الجواب لم يعجبه وقال : مسلم . لاشك اننا جميعاً مسلمون لكن الى أي المذاهب السائدة لدينا اليوم تنتمي ؟
عموماً دار بيننا حوار ساده الاحترام والتفهم بإسلوب حضاري وانتهى الى ضرورة نشر الاعتزاز بالمسمى الرباني الذي اختاره الله لنا فقط كمسلمين وكفى به من إسم ، والتعبير بأسى عن حال الفرق والمذاهب السائدة الحركية منها او السلوكية والتي نخرت جسد المجتمعات الاسلامية .
وبرأيي الذي انتهت اليه سنوات مشاركتي مع هذه المذاهب المعاصرة بدأ من المذهب الجهادي مروراً بالمذهب الصوفي الى الاخواني والسلفي “الجامي” ، وتجردي – بعد عناء- من التمييز المذهبي ، واختياري عن قناعة ورضى الانحياز الى المسمى الالهي الكريم، كان لزاماً مني ضرورة التوضيح بصيغة يفهم منها القاريء التحذير بمحبة عن ليبدأو من حيث انتهيت لا ان يخسروا بعضاً من أجمل وأثمن سنوات عمرهم فيما لا طائل من وراء بأدبيات مبادئهم وفلسفة جوهر ما يدعون ، أقول :
أنهم عبارة عن معسكرات بمسميّات “اسلامية” ، الداخل لها مبتلى والخارج منها معافى، اصحاب طموح وتملق سياسي شره ، إرهابيون بالأجر ، وبالكراهية لكل آخر ، وبالعداء للحياة ، تشهد عليهم عصبيتهم الساذجة اثناء حوارهم مع خصومهم من المعسكرات المقابلة ، والتشويه المتعمد لهم بوسائل ميكافيلية غير شريفة وذات طابع غير اخلاقي ، وبشرائط صوتية هيستيرية تحت مسميات وعنواين بذيئة ، ظناً منهم أنهم يحسنون صنعاً بذلك ، وكان من نتاج ما أسلفت وقوع الشاب الصومالي في وحل التدين السطحي ، والاهتمام اليومي بينوفيرم محدد يميزه عن باقي افراد المعسكر الآخر ، واستغلالهم في الدفاع عن اهداف وهمية للجماعة بما يعود بالنفع لقادتهم وشيوخ طريقتهم .
كل هذا وأكثر وفي ظلّ حالة الإحباط السياسي والتدهور الاجتماعي للأمة الصومالية والذي تعانيه منذ فترة ، اصبح من البديهي ان يسود الوعي الزائف ، والضمير المنهزم ، وضياع معنى الحياة ، والفتن الوطنية ،
خطورة تغلل هذه الأحزاب الطفيلية بين المجتمعات وتغذيها على دماء الشباب خاصة تؤكد حتمية الاصطفاف الفوري لتحجيمها واحلال فكر بديل أساسه التسامح والوسطية وسلامة الصدر للجميع والانشغال اكثر بمحاولة اثراء وتعزيز قيم الثقافة والهوية والوطنية الصومالية ، في ظل عصر ذوبان المفاهيم واندثار ثقافة الشعوب باهتة الملامح، تحت مدّ نفوذ الرأسمالية الضخمة والعملاقة .
ختاماً
هذي نصيحة عاقل متفضّل … ألقى أليكم سطره كي تعلموا.!