عقد في مدينة بيدوا عاصمة إدارة جنوب غرب الصومال في 22 – 25 من يونيو مؤتمر للتشاور ضمن المؤتمرات التشاورية للقادة الصوماليين ورؤساء الإدارات الإقليمية حول كيفية إدارة ملف الانتخابات المزمع عقدها في شهر أغسطس من العام الجاري. وذلك بحضور ومشاركة ممثلين عن المجتمع المدني والمجمتع الدولي.
تأخّر اختتام أعمال المؤتمر ليوم عن المدّة المقررة له بسبب خلافات نشبت بين الفرقاء الصوماليين، وبعد جلسات مطولة من النقاشات الشائكة صدر البيان الختاميّ للمؤتمر، والذي يتكون من 13 بنداً بعضها مكرّر ورد في بيان المؤتمر التشاوري الأخير في مقديشو في 30/مايو.
وقد توصل القادة إلى تفاهمات حول جلّ المواضيع العالقة كما هو واضح من نص البيان الختامي، ولكن كالعادة لم يأت هذا المؤتمر أيضا حاسما وقاطعاً للجدل القائم حول العديد من القضايا المتعلقة بأجواء الانتخابات، ولم يخل من الإحالات إلى مؤتمر قادم أو إلى لجان، إذا استثنينا بعض البنود الواردة في البيان الختامي، والّتي جاءت قاطعة للتّساؤلات والجدل حول عدد من المسائل كتقرير إجراء الانتخابات في موعدها المحدد وعدم إمكانية تأجيلها، ووضع الجدول الزمني لأعمال الانتخابات وترتيباتها.
فهناك جدليّة اللجنة الوطنية للانتخابات، وجدليّة الوضع التمثيلي لإقليم بنادر في المجلس الأعلى للبرلمان، وجدليّة رفع نسبة تمثيل المرأة في البرلمان إلى %30 ، بالإضافة إلى قضية أثيرت في المؤتمر وهي تمثيل صوماللاند في البرلمان وتشكيل لجنة لصياغة مقترح يمكن بواسطته تحقيق ذلك، وكلها قضايا كان يفترض على المؤتمر الحسم فيها وتقديم آليّات لتطبيقها.
ففيما يتعلق بإعادة هيكلة لجنة الانتخابات المزدوجة يوجد كثير من الغموض، حيث سحب كلّ من الحكومة الفيدرالية والإدارات الإقليمية ممثليهم، ولم توضح طبيعية الشخصيات المدنيّة التى سوف يتم اختيارها في الأيام القادمة، مما يفتح الباب بمصراعيه على حالة من الغموض تعيدنا إلى المربع الأول. وكان يجب حسم شأن هذه اللجنة داخل المؤتمر بتعيين العدد الناقص منها لتفادي اللبس. وهي التي أثار تشكيلها امتعاضا محلّيّا ودوليًّا لضمّها في عضويتها شخصيّات مترشحة لعضوية البرلمان أو ساعية للحصول على مناصب أخرى سياسية.
وباستثناء تحديد مقعدين للقبائل البنادرية في مجلس الشيوخ لم يضف شيء جديد حول الجدل القائم في وضع العاصمة مقديشو ، بعد تأسيس اللّجنة التى تم إقرارها للنظر في وضع العاصمة في المؤتمر التشاوري السابق الذي عقد في مقديشو في 30/مايو، وكان من المناسب أن تقدّم تلك اللجنة توصياتها ويتوصّل المؤتمرون إلى قرار بهذا الخصوص بناء على توصيات اللجنة، بدل تأجيل النظر في مصيرها إلى المؤتمر القادم في مقديشو، مما ينبئ عن أن الاختلاف في الملف العاصمة ما زال محتدماً حتى الآن بين القادة، والمؤتمر التشاوري الأخير المزمع عقده في 17 يوليو القادم سيشهد جدلاً واسعاً إذا ما أصدرت اللّجنة توصياتها بأحقية تمثيل إقليم بنادر في مجلس الشيوخ 2016م.
وقبل الخوض في كلّ مواسم سباق الانتخابات أصبح من العادة طرح قضية مشاركة المرأة في السياسة عموماً، ولكن تنتهى بانتهاء الانتخابات بأن نسبتهم التمثيلية في البرلمان لم تصل 30% كما يراد تحقيقه ، وذلك نتيجة عدم جدّيّة الحكومة وعدم استعدادها لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإلزام القبائل تخصيص هذه النسبة من ممثليهم في البرلمان للمرأة وقت اختيار النوّاب، إضافة إلى غياب ثقافة مشاركة النساء في السياسة لدى الصوماليين، ومحدوديّة قدرة الحكومة على إحداث تغيير بهذا الشأن بشكل عاجل.
من خلال هذه الوقفات نستطيع التوصل إلى خلاصة مؤدّاها أن القادة الصوماليين توصلوا إلى نتائج جيّدة في مؤتمر بيدوا، رغم أن بعضاً من بنود البيان مكررة استنسخت من المؤتمرات السابقة، ورغم أنّ بعض القضايا ما تزال عالقة. وننتظر كيف ستكون النسخة الأخيرة لمنتدى التشاور القادم الذي سينعقد في مقديشو في منتصف الشهر القادم.