صدى الأسبوع: الإصدار السابع
عامان لرئيس “غاس” في بونت لاند: إنجاز أم إخفاق
محتوى صدى الأسبوع
مقدمة …………………………………………………………………………………………
نظرة على الجانب السياسي …………………………………………………….
علاقة بونت لاند في دولة الفيدرالية ……………………………………………..
علاقة بونت لاند بالإدارات الصومالية …………………………………..
إدارة صومال لاند …………………………………………..
إدارة جوبا لاند ………………………………………………………………………………………….
إدارة غلمدغ ……………………………
إدارة جنوب غرب ……………………..
علاقة بونت لاند في الخارج …………………………………………………………………………………….
الوضع الأمني في بونت لاند………………………………………………….
الوضع التعليمي في بونت لاند…………………………………………………………..
التنمية في بونتلاند …………………………….
حرية الصحافة في بونت لاند …………..
نظرة على مستقبل بونت لاند ………………………………………………………………..
الخاتمة ……………………………………………
مقدمة:
مضت سنتان على انتخاب عبدالولي محمد على “غاس” رئيسا لإدارة بونتلاند بفارق صوت واحد لأقرب منافسية الرئيس السابق عبدالرحمن محمد محمود. على من وصف المشهد الانتخابي بمشهد دراماتيكي فوجأ كثيرُ من المحللين والمتابعين في شأن الأقليم وقتداك، الا أنه حظي النضوخ السياسي السياسي في ادارة بونت لاند مباركة جميع الفرقاء السياسين في الداخل وممثلي المجتمع الدولي في الصومال، وكانت بمثابة درس يدل على قدرة الصومال على حل مشاكلهم وارساء قواعد ديمقراطية سليمة.
عرض الرئيس عبدالولي محمد على غاس اثناء حملته الإنتخابية برنامجا انتخابيا وصف بأنه من أنجح البرامج السياسية التى قُدمت في الحملات الإنتخابية وفق ما ذكر موقع هرسيد ميديا بعد تحليل الخطب المترشحين لكرسي الرئاسة.
وبعد مرور سنتين من ذلك اليوم وحدوث وقائع سياسية كبيرة على مستوى المنطقة والصومال ككل، نستائل في هذه الورقة هل شكلت فوز ” غاس” في رئاسة بونت لاند نقطة تحول في نظام بونت لاند الذي يبلغ من العمر سبعة عشر عاما أم كان امتداد للأنظمة السابقة وما هي انجازات و إخفاقات التى مني بها خلال 24 شهرا التي كان على رأس إدارة بونت لاند؟
أولا: نظرة على الجانب السياسي:
حدث في بونت لاند وقائع سياسية منذ سنتين التى مضت سواء أكانت على مستوى داخل بونت لاند أو خارجها، ونتوقف على قراءة هذه الأحداث بشكل تفصيلي، ونبدأ بعلاقاته مع الإدارات الأخرى.
علاقة بونت لاند و الدولة الفيدرالية:
تصرف غاس في بداية مصيرته في الحكم كانت امتدادا لمواقف الرئيس السابق عبدالرحمن فرولي الذي شهدت فترته بهيجان سياسي خاصة لما وصل حسن شيخ محمود الى سدة الحكم في نهاية عام 2012م، وانتهج ” غاس” في اسلوب ” فرولي ” حيث قطع علاقته مع الدولة الصومالية بعد وصوله للحكم بعدما منع باخرة حمّلت معونات لمتضري في عاصفة ممطرة التى دمرت بعض من مدن في منطقتي نغال وبرى.
وكان يتوقع منه كونه شغل منصب الرئيس الوزراء في الحكومة الفيدرالية ومعرفته العميقة في دهاليز السياسة الفيدرالية في الصومال ان يبني جسرا للتواصل أو استراتيجية للتعامل مع دولة فيدرالية ولم يكن من المتوقع ان يقطع علاقة الدولة فيدرالية على غرار ما كان يفعله الرئيس السابق.
وبعد قطيعة دامت لشهور استضاف جرووي مؤتمرا لمناقشة تصحيح مسار العلاقات بين الجانبين في أكتوبر 2014م وشارك في مؤتمر الرئيس الوزراء عبدالولي شيخ محمد أحمد مع وفد مرافق له واعضاء من إدارة بونت لاند الصُومالية وفي ختام المؤتمر تم الاتفاق على تكوين لجنة فنية لمواصلة بحث القضايا المتختلف عليها، وكان جدل الأكبر يدور حول تهمة بونت لاند لدولة الفيدرالية في تغير الدستور المؤقت ونصيبها الضائع في منح التى تجدها الدولة الفيدراليّة في برنامج ” New Deal ” وتصديق شهادة الثانوية التى تصدرها بونت لاند، بعد تفاهم الذي حصل بين جهتين إلا ان صوّت البرلمان الصوماليّ بتأيد عريضة سحب ثقة للرئيس عبدالولي شيخ أحمد مما جعل الإتفاق بين الدولة وبونت لاند في ادراج الرياح.
واختار الرئيس حسن شيخ محمود رئيسًا وزراء ينحدر الى اقليم بونت لاندد عمر عبدالرشيد على شرمأركي كخطوة وصفة: امتصاص غضب ادارة بونت لاند واعادتها في حاضرة الدولة ، وإنتهاء حقبة القطيعة التى بدأت في وقت رئيس السابق عبدالرحمن محمود محمد ” فرولي “.
استمر الوضع كما كان وقلّت حدّت الإنتقاذات إدارة بونت لاند لدولة الفيدرالية وزار الرئيس الوزراء في بونت لاند في ابريل 2015م لكى يؤكد لهم أهميتة مشاركتهم في مؤتمر” New Deal ” ورجعت علاقات بشكل تدريجي إلاّ ان بونت لاند دائما تصدر صافرات إندار لعدم قناعتهم بما يجرى في فيلا صوماليا.
وتأزمت العلاقات مرّة أخرى بعد تأسيس إدارة غلمدغ التى أثارت جدلاً دستوريا في بدايتها ونصت في دستورها بندا توضح فيها حدودها الخغرافية حيث أشارت بأن إدارتها تضم في إقليم مدغ بشقيه الشمالي والجنوبي مما ولّع موجدة من الغضب والإستياء لسياسي ادارة بونت لاند، وبعد مرور الوقت وخاصة الحرب الذي وقع في نهاية العام الماضي ادى إلى إعتراف بونت لاند بإدارة الجديدة في غلمدغ وفتحت معها صفحة جديدة، وفي هذا قد تخلّصت دولة فيدرالية واحدة من أصعب الملفات التى أججت صراعها مع بونت لاند.
وفي جهة أخرى تشارك بونت لاند حاليا بمؤتمرات التشاورية التى عقدت في مقديشو وكسمايو واستنبول رغم اختلاف الإيدلوجي مع الدولة الفيدراليّة، مما يبشرا ان علاقة بين بونت لاند والدلة الفيدراليّة رغم تأزمها ومراحل عجاف التى مرّت مازالت هناك تواصل بينهم على مستوى قضايا الوطنية، وزيارة الرئيس حسن شيخ محمود الأولي لمدينة بوصاصو وقص شريط إفتتاح المطار بوصاصو الدولي دوّبت في كثير من حزازيّات التى كانت بينهما.
ومن المنظر ان تستمر التواصل بين بونت لاند والدولة الفيدرالية في المستقبل وعلى أقل في نهاية فترة دولة فيدرالية حالية.
علاقة بونت لاند مع إدارة صومالاند:
في اثناء حملته الإنتخابية رفع عبدالول محمد على ” غاس ” شعارا :”بأن مدينة لاسعانود لم تُحتلَّ بالفاتحة، ولن تُرجع بالفاتحة”. وكرّرها في أكثر من مناسبة كمشهد دراميّ مثير لسُخرية، ويبدو أنه تناسي ان ايُّ تحرّك في حدود بين إدارتين تخضع إلى رجوع اثيوبيا التى هي صاحبة كلمة الأخيرة لما يجرى بين الإدارتين ولا سيما في مَلف الحدود بينهما، لم تشهد اي جديد في علاقة بين الإدارتين ما عدا إتهامات – كما كان سابقا – تتعلق في أنشطة استطلاعية للتنقيب البترول في نواحى مدينة حدن – سول أو زيارة ممثلين في بعض من مدن التابعة لكلا الإدارتين، وقد تلاشت شعارات عبدالولي محمد على “غاس” لرجوع مدينة ” لاسعانو” بالقوة ولجأ الى منطق تعقل كما كان فعله الرئيس السابق عبدالرحمن شيخ محمد محمود ومحمود موسى حرس الرئيس الأسبق.
علاقته مع إدارة جوبا لاند:
لم تشهد ايّ مفاجآت في علاقة بونت لاند وجوبا لاند التى ساهمت بشكل كبير في تأسيسها إدارة بونت لاند في عهد ” فرولي ” ورسخّت علاقتهما فى اطار توحيد رؤيتهما فى “انتخابات 2016م” وشكلوا محورا ممانعا ” موازيا ” لسياسات التى تطبخ في “فيلا صوماليا”، ويتوقع ان تستمر علاتهما كما هي في سنوات الثلاثة التى بقيت في حكم ” غاس” على الأقل.
علاقته مع إدارة غلمدغ:
في سنة الأولي من حكم عبدالولي محمد على “غاس” شهدت هدوء نسبي في شريط الجنوبي من مدينة غالكعيو التى تمثل نقطة تلاقي بين الإدارتين، وبعد انّ طفقت حكومة الفيدرالية في تفعيل نظام الفيدرالي في عام الماضي وإنشاء منطقة غلمدغ التى تحتوى منطقة ونصف منطقة مما يعد إنتهاك صارخ على دستور المؤقت الفيدراليّ بل في بداية تأسيس إدارة غلمدغ استفزت في مشاعر شعب بونت لاند بحيث كتب في دستوره المؤقت بأن حدودها تصل إلى مشارف منطقة نوغال وبعد شد وجدب تنازلت إدارة الجديدة بهذه المطالب وأخدت تنتهج إلى سياسة نزع فتيل الأزمة .
علاقته مع إدارة جنوب غرب الصومال:
وفي نهاية في نهاية عام 2014م تم تأسيس إدارة جنوب غرب الصومال التي تتألف من ثلاث محافظات – باي ، بكول ، شبيلي السُفلي – و فاز في الإنتخابات الرئاسية شريف حسن شيخ آدم وقد وجدت ترحيبا في إدارة بونت لاند في تأسيسها ولكن بعد ان اعلن نظام بكول العليا في منطقة بكول رجبت بونت لاند في تأسيس النظام الجديد كخطوة استفزازية لإدارة جنوب غرب الصومال، وعبر الرئيس عبدالولي محمد على في حديثه في هذا السياق انهم يساندون لأبناء بكول العليا لكى يحصلوا حقوقهم الضائعة لأجل هذا قد اعترفنا إدارة بكول العليا ومن جهة اتهم الرئيس شريف حسن شيخ آدم بأن إدارة بونت لاند تأجج الوضع الراهن في منطقة باي وبكول.
علاقة بونت لاند الخارجية:
من بديهي ان بونت لاند ليست دولة ” مستقلة” تتمتع بكافة مقومات التى يمكن ان تأهلها ببناء منظومة علاقات قوية في الخارج كما يفعلها الدولة العالم، ولكن بقدر من الهامش التى تملتلكها بونت لاند قامت بترسيخ علاقتها مع الدول الجوار خاصة اثيوبيا وكينيا وجيبوتي وقام عبدالولي محمد على “غاس” زيارات رسميّة في بعض الدول الغربية والدول العربية وخاصة دولة امارات العربية التى هي راعية في مشروع مكافحة القرصنة في بونت لاند وبنت فى عهد “فرولي” قوات بحرية المعروف بـ ” PMPF ” ويوجد حاليا في بونت لاند قنصلية تابعت لأثيوبيا وأخرى لدولة اليمن في حاضرة بونت لاند جرووي.
ثانيا: الوضع الأمنى في بونت لاند:
ورث الرئيس عبدالولي محمد على “غاس” وضعا أمنيا مستتبا ولم تشهد بونت لاند لفترة الرئيس عبدالرحمن محمد محود فرولي سوى حروب في مدينة كلكلا الجبلية قرب مدينة بوصاصو، وتكرر نفس السيناريو في فترة “غاس” حيث شهد حروبا في أوقات متفاوتة وكلّ مرة تعلن بونت لاند بأنها الفائزة في تلك الصراع اللامنتهي؛ اصلا.
وفي فترة سابقة اعلنت جماعة تابعة للحركة الشباب المجاهدين انضمامها إلى دولة الإسلامية ” الداعش ” على لسان قائدها عبدالقادر مؤمن مما يمكن ان يسبب حالة من عدم الإستقرار فى بونت لاند اذا وجدوا دعما ماليا من ” الداعش” وبعد وقت سنرى بماذا يتغير عن أنشطتهم في بونت لاند.
وفور وصوله في سدة الحكم قام بتغيرات تراماتيكية على مستوى وزراء ومناصب العليا للدولة بمنشور رئاسي مما اثار موجة من غضب لبعض قبائل إلتى إرتأت ان رئيس يستهدفهم دون غيرهم ، وحصل تمرد لمسؤولين من سلك العسكري لإدارة بونت لاند ، حتّى تدخل رئيس إدارة جوبا لاند فى حلحلة الوضع المتأزم ومن ثم إنتهت بالتفاهم وانتهاء سوؤ التفاهم.
ومن ابرز الأحداث التى حصلت في سنتين الماضية وخاصة في نهاية عام الماضي حرب غالكعيو بين بونت لاند وغلمدغ التى نزح فيه الآلف من مدنين في كلا الجانبين واستمر في عدد من الأيام حتى تدخل فيه رئيس مجلس الوزراء واعضاء من مجلسه ورؤساء ادارات الفيدرالية مما ادى إلى انتهاء الحرب في المدينة وعودة الحياة الطبيعية في المدينة.
ونستطيع القول ان اوضاع الأمنية في بونت لاند عموما خلال سنتين حكم ” غاس” لم تشهد اي فلتان امني واستمرت الحياة كما كانت في فترة السابقة لحكم ” فرولي ” ومن المتوقع ان يستمر الوضع على هذه الشاكلة في فترة القادمة.
ثالثا: الوضع التعليمي في بونت لاند:
تعتبر وزارة التربية والتعليم العالي في بونت لاند أكثر الوزارة كفاءة ومؤسسية في الحكومة البونت لاندية، وتميزت بالديناميكية والعمل الدؤوب بفضل إستقطابها لعدد من الكوادر ذات الخبرة في مجال التربية والتعليم حيث تتمتع الوزارة بعدد كبير من الموارد البشرية بينهم 60 كادرا يعملون في المقر المركزي للوزارة في جرووي ومن بينهم 5 خبراء من صوماليي المهجر ويضاف إلي ذلك الكوادر التربوية العاملة علي مستوى المناطق والمحافظات والقيادات التربوية المجتمعية والأهلية وطاقم المدارس والمعاهد والجامعات، ويعزى ديناميكية الوزارة بعد مواردها البشرية إعتمادها على أسلوب المشاركة الجمعية في مناقشة القضايا المصيرية في التربية والتعليم، وأكثر مايميز الوزارة هي الجهود التراكمية للإنجاز بفضل وجود خطط إستراتيجية حددت أولويات العمل والأهداف والغايات، ووجود شركاء أقوياء محليين وعالميين كرابطة التعليم الأهلي في بونت لاند والهيئات الدولية المانحة الذين يساهمون في تمتين جودة التعليم وتنظيمه وتطويره.
وحدثنا مدير مكتب التربية والتعليم في جمعية التضامن الخيرية السيد عبدالله فارح مرى عن فروقات سياسية التعليمية في عهدي الرئيس السابق عبدالرحمن شيخ محمد محمود ودولة عبدالولي محمد على وقال ” وليس هناك فارق كبير في السياسة التعليمية المعتمدة بين حكومة فرولي والحكومة الحالية التي يقودها السيد “غاز” فالوزارة راجعت الخطط الخمسية وأضافت عليها تعديلات بسيطة وتسير على خطى السياسة التعليمية التي سطرتها الحكومة السابقة والتي تركز علي تنظيم التعليم ورفع جودته، والتركيز علي الأرياف والمناطق البعيدة، وتقليص الفجوة بين الجنسين في التعليم من خلال إتاحة فرص أكبر تشجع البنات على الإلتحاق بالتعليم، وتطوير الخبرات التربوية للطاقم الإداري في الوزارة وتطوير هياكلها”
ومن أبرز الإنجازات التي سطرتها حكومة عبدالولي غاز في مجال التعليم التوسع في تدريب المعلمين والكادر الإداري في المدارس وهيكلة وزارة التربية والتعليم وتدريب كوادرها، وأعطت إهتماما خاصا في مراجعة واقع التعليم في بونت لاند من خلال مؤتمر عام تشاوري جمع مختلف أطياف المجتمع البونت لاندي.
ويقول السيد عبدالله فارح مرى متحدثا عن سياسة الوزراة لرفع الجودة ” أن سياسة رفع الجودة التي ركزت عليها الوزارة قد أتت ثمارها المرجوة وعكست نتائج الإمتحانات الثانوية لسنة 2015 م تحسن أداء الطلاب والمدارس بشكل كبير حيث سجلت 10 مدارس لأول مرة مستوى أداء متميز في الجودة وحصلت على تقدير (B) بينما سجلت بعض المدارس تقدير (B+) للأداء والجودة والجدول الأتي يبين النقلة التي حدثت في الأداء والجودة في الإمتحانات المركزية ويقارن بين سنة 2014 وسنة 2015 م”.
يعاني قطاع التعليم في بونت لاند من ضعف التمويل فميزانية الحكومة المتواضعة والتي لا تتعدي 39 مليون دولار أمريكي لا تستطيع نسبة التعليم المتواضعة أن تغطي كافة المشاريع التطويرية الطموحة للوزارة، لكن الوعي المتزايد لدى المجتمع بأهمية التعليم ومساهماته المتميزة والإقبال الواسع علي المدارس والجامعات وحسن تدبير الموارد المتاحة وتوفر الخطط والسياسيات والقوانين المنظمة كلها فرص تبشر بمستقبل واعد، فأكثر مايميز قطاع التعليم في بونت لاند هو التنظيم وغياب الفوضي مثل ما هو سائد في أكثر مناطق البلاد بإستثناء حالات محدودة في المرحلة الأساسية.
ومن أبرز التحديات التي تواجه التعليم في بونت لاند ضعف التمويل للخطط الطموحة للوزارة كطباعة المناهج، وزيادة نسب المشاركة في التعليم من خلال دعم الأرياف والمناطق البعيدة، وتدريب المعلمين وتحسين الرواتب والحوافز، وتطوير قطاع التعليم المهني، ومحو الأمية، ومعالجة المشكلات التربوية كالتسرب الدراسي.
رابعا: التنمية في بونت لاند :
اعلن الرئيس عبدالولى محمد “غاس” فور وصوله لحكم في بونت لاند خطة استراتيجية لتطوير البنية التحتية الداعمة “المشخعة” في الإقتصاد ” Infrastructure ” ومن اكبر المشاريع التى نفدت في خلال حكمه مشروع بناء مطار بوصاصو الذي تم اجازه حتّى الان 1.8 كلم من 2.6 كم، وقبل قص شريط افتتاح مطار بوصاصو بأيام تم وضع حجر الأساسي لمطار جرووي حاضرة بونت لاند. وكذلك من ضمن المشاريع التى لم تنتهى بعد مشروع جامعة ماخر في مدينة برن.
وقد وصلت موارد اللازمة لتوسيع ميناء بوصاصو التى تمثل المصدر الرئيسي للإقتصاد بونت لاند، وفي حال انجاح مشروع توسيع ميناء بوصاصو وإنتهاء الوجه الثاني لمطار بوصاصو ستمثل دفعت قوية للإقتصاد بونت لاندي.
وفي مارس من عام الماضي تم فتح مشروع ترميم طريق الذي يربط بين جرووي وغالكعيو بتكلفة قدرة 21 مليون دولار والجهة الممولة للمشروع هي اتحاد الأوربي الذي يدفع 18 مليون من كلفة المشروع والباقي تدفعه جمهورية ألمانيا الإتحادية عبر هيئة الألمانية للتعاون الدولي المعروفة بـ ” GIZ ” وقد مكث الرئيس بونت لاند في مدينة غالكعيو في فترة طويلة حيث قام بفتح مشاريع تنموية في المدينة ودشن مشاريع لتعبيد، والرؤساء السابقون كانوا يبتعدون في مكوث المدينة وكذلك لم تشهد برامج تنموية كما شهدت في فترة “غاس” حاليا.
ومن خلال هذا الإستعراض الموجز عن التنمية في بونت لاند نستطيع القول ان خطة تطوير الموارد الحيوية للإقتصاد بونت لاند ستأتي أكلها في حين ادراتها بشكل صحيح وابعادها بالفساد الإداري ويمكن ان تساهم في تغطية رواتب العمال الدولة التى كانوا يعانون بعدم صرف رواتهم في سنتين المنتهية.
خامسا: حرية الصحافة في بونت لاند:
شهدت سنتين الماضية في حكم “غاس” اعتقالات وتضيق على الصحفين سواء أكانت المسموعة والمرئية فقد اغلق مكتب اقليمي للتلفزيون الوطني “SNTV” وكذلك اغلق مكتب إذاعة صوت امريكيا في بونت لاند بمسروم أصدره وزير اعلام في بونت لاند وفي مرسوم آخر أصدره وزرير اعلام اوقف حق مزاولة العمل الصحفي جامع دبراني ومن ثم اعتقل في جرووي بعد ان رفض في ادعان قرار الوزير ، مما دعى بتدخل المندوب الامم المتحدة وطلب دولة بونت لاند لإعادة حرية الصحفي جلمع دبراني وضرب قوات خاصة للرئيس “غاس” ثلاثة من صحفي مدينة غالكعيو في مطار عبدالله يوسف، وسجلت منظمة صحفي بونت لاند ” MAP ” المستقلّة انتهاكات في الحقوق الصحفين في بونت لاند وذكر احد صحفين في بونت لاند بأن مشكلة الصحافة في بونت لاند يحركها الوزير الإعلام في بونت لاند السيد محمود حسن صوعدي “Soocade ” وهو المسؤول في قرارات تضيق الحرية الصحفية في بونت لاند.
وقبل أيام توغلت قوات أمنية في بيت امين عام لإذاعة وتلفزيون بونت لاند Puntland Tv and Radio” ” السيد عدالفتاح اشكر بأوامر اصدرها وزير الاعلام في بونت لاند كما صرحها الأمين عام في احدى الإداعات المحليّة واخذوا من بيته عربة تابعة للمكتب العمل ومن الغريب ان الأمين العام لم يزل يشتغل في مكتبه ولم تصدر مرسوم لإعفاء مهمامه بعد، فكيف يمكن ان تنتهك قوات امنية في بيته وهو لم يزل يزاول عمله؟ فقد فشل رئيس عبدالولي محمد على “غاس” فى سنتين التى مضت في ضمان الحق التعبير لصحفين في بونت لاند والصومال ككل تمثل واحدة من اخطر دول في ممارسة مهنة الصحافة.
سادسا: نظرة على مستقبل بونت لاند؛
واجه عبدالولي محمد على “غاس” انتقاذات لاذعة في اوساط المجتمع البونت لاند في فترة التى مضت وقد عزل بعض من الوزراء المهمين في حكومته التى عينها في بداية مسيرته، ويقول بعض متابعي لشأن بونت لاند أن اختيارات الرئيس لم تكن موفقة بحيث الضعف الذي يواجه حكومته حاليا يأتي من اختيارات الرئيس الغير الموفقة.
والجدير بالذكر ان تلك الفترة الصّعبة قد تجاوزها الرئيس حاليا، خاصة بعدما تحول حلم بناء مطار بوصاصو الى حقيقية وبداية مشروع توسيع ميناء بوصاصو وكذلك مطار جرووي، كل هذه مشاريع الضخمة بإمكانها ان تساهم في دفع عجلة التنمية في الإقليم في المستقبل القريب وذلك في حال استفادة عوائد تلك المشاريع بشكل صحيح.
أما في جانب السياسي فهناك اصطفاف بين معارضي دولة الصومالية والرئيس “غاس” ويحاولون ان يكونوا لهم تأثير في انتخايات المزمع عقدها في 2016م، وهذا تحالف سري سيخوض معركة مع الرئيس حسن محمود.
وفي ثلاثة سنوات القادمة من الممكن أن يحقق الرئيس انجازا لم يحققه الرؤساء الذين مروا بونت لاند قبله، وقد وجد الآن بيئة صالحة لتنفيذ سياساته، ولكن الأيام وحدها كفيلة بأن نكتشف ما اذا كان الرئيس حقق تطلعات الشعب البونت لاند.
الخاتمة:
ومن خلال قراءتنا في وضع البونت لاندي الحالي سنتكشف ان الرئيس عبدالولي محمد على “غاس” لم يحقق الإنجاز الذي ينتظره الشعب بونت لاند خلال حملته الإنتخابية، وان عدم قدرة دولته في صرف رواتب العمال الدولة وادخال بونت لاند بعملة مزورة لكى يستطيع من خلالها بصرف الرواتب القوات الأمنية فإنها تدل على مدى فشل دولة الحالية في إدارة اقتصاد المنطقة، ولو لم يتمكن الرئيس “غاس” فى فتح المطار بوصاصو في شهر يناير الحاليى ووضع الحجر الأساسي في مطار جرووي في ديسمبر الماضي لعتبرنا السنتين التى مضت “ مخفقة” ؟؟؟؟؟؟؟؟؟