أديس أبابا (مركز مقديشو)- لم تستبعد تقديرات منظمة الأمم المتحدة تشريد 100 ألف إثيوبي على الأقل بسبب إعصار النينو خلال الأشهر القادمة في وقت يواجه فيه ثمانية ملايين إثيوبي مجاعة طاحنة، وأزمة غذائية تعد الأشد منذ أن ضرب الجفاف الأراضي الإثيوبية في العام 1984، والمجاعة التي نجمت عن ذلك.
وأشارت المنظمة إلى أن وكالاتها الإغاثية قد قدرت حاجة إثيوبيا لنحو 600 مليون دولار أمريكي من الإعانات الغذائية العاجلة خلال الشهور القادمة..لافتة إلى أن الاقتصاد الإثيوبي الذي هو الآن أحد أسرع اقتصاديات أفريقيا نموا بات أقدر نسبيا على مواجهة هذا النوع من الأزمات مقارنة بالعام 1984 وبرغم ذلك فإن العون الدولى للإثيوبيين لا يزال مطلوبا لا سيما وأن قطاعات الزراعة وإنتاج الغذاء في إثيوبيا لا تزال مساهمتها في اقتصاد هذا البلد الأفريقي دون المستوى.
وقال خبراء من مكتب منسق الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة: إن تأثير ظاهرة النينو المناخية سيكون مزدوجا على إثيوبيا حيث سيحدث جفافا في مناطقها الشمالية، والوسطى، والشرقية، وعلى النقيض من ذلك ستحدث النينو فيضانات في مناطقها الجنوبية والجنوبية الشرقية ما سيحلق ضررا، مؤكدين أن ما لا يقل عن 210 آلاف شخص سيتأثرون من تلك الفيضانات بينهم 105 آلاف سيكونون في عداد النازحين والمشردين.
وعلى ضوء تلك التقديرات الأممية قال الخبراء: “إن 16 مليون إثيوبي سيكونون في حاجة إلى شتى أشكال الغوث مطلع العام 2016 من بينهم 350 ألف طفل سيعانون سوء التغذية، وتحسبا لذلك استعدت الحكومة الإثيوبية بشراء 600 ألف طن من حبوب القمح من المتوقع وصولها عبر ميناء جيبوتى، وخصصت 6 ملايين بر إثيوبي(ETB) (287 ألف دولار أمريكي) لمواجهة الظروف الاستثنائية”.
وأضاف الخبراء الأمميون “وسيكون لظاهرة النينو أثرها على مسار الاقتصاد الإثيوبى خلال العام 2016، فبعد توقعات لابراهام تاكيستى نائب رئيس هيئة التخطيط الوطنى الإثيوبية بأن ينمو اقتصاد بلاده بنسبة 10 في المائة خلال العام 2015 / 2016، لم يستبعد الرجل تراجع تلك النسبة على نحو واضح بسبب ” النينو ” ويذكر في هذا الصدد أن هيكل الاقتصاد الإثيوبى قد تغير صوب مزيد من التنوع تسهم فيه الزراعة بنسبة 38 في المائة من الناتج المحلى الاثيوبى وهى النسبة التي كانت 60 في المائة قبل خمسة أعوام لا سيما إذا طالت حالة الجفاف بسبب الظاهرة.
وهناك مؤشرات تدل على قرب وقوع “النينو” في مقدمتها ارتفاع درجة حرارة مياه سطح البحر في المحيط الباسيفيكى وهو ما ينجم عنه امطار غزيرة في بعض بلدان العالم المطلة عليه أو القريبة منه الأمر الذي يتطور غالبا إلى فيضانات نهرية ويتوقع خبراء الأرصاد هجمة شديدة الوطأة للنينو خلال مطلع العام الجديد.
المصدر: البوابة نيوز