نشر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) دراسة بشأن عدد ضحايا قوات أميصوم في الصومال منذ 2009م. وقد أظهرت الدراسة أن مجموع عدد القتلى يصل 1100 مع استبعاد ضحايا الحوادث والوفيات الطبيعية من الإحصائية التي تشمل فقط الجنود لقوا حتفهم في المواجهات والتفجيرات.
وقال بول وليامز، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن، في دراسة نشرت مؤخرا أن المعهد يعتبر هذا الرقم بأنه “متحفظ، والحد الأدنى من التقدير.” وقال البروفيسور ويليامز إن تم الإفصاح عن المعلومات من قبل البعثة للمعهد ، وتشير إلى أن 69 من جنودها قتلوا العام الماضي نتيجة لعمل عدائي.
وقال الاتحاد الأفريقي أن هذا الرقم لا يشمل الوفيات الناجمة عن أسباب مثل المرض أو الحواد، وقد تراوح عدد القتلى –حسب باحثي المعهد السويدي- من ارتفاع 384 جندي في عام 2012 إلى مستوى منخفض بلغ 94 في عام 2011
كما أوضح البروفيسور ويليامز أن تقرير بعثة الاتحاد الأفريقي الوفيات لا يشمل ضحايا القوات الكينية الذين قتلوا خلال عملية ليندا نشي، التي شنتها كينيا من جانب واحد على جنوب الصومال في 2011 و 2012.
كما أنها لا تشمل الجنود والشرطة الإثيوبيين الذين لقوا حتفهم في الفترة ما بين أواخر عام 2011 وأوائل عام 2014، عندما كانت القوات الإثيوبية يقاتل خارج رعاية الاتحاد الأفريقي وقد انضمت رسميا إلى البعثة في يناير 2014م.
ولم تتضمن الإحصائية المقدمة من الاتحاد للمعهد أيضا ضحايا البعثة الإفريقية (أميصوم) في العامين الأوليين في الصومال، وقد ابتدأ نشر القوات الإفريقية في الصومال في مارس 2007م عندما تولت فرقة من 1600 جندي أوغندي مواقعها في مقديشو، وبشكل تدريجي ارتفع عدد أفراد البعثة حاليا إلى أكثر من 22000 من قوات الجيش والشرطة.
على الرغم من هذا الحذف لبعض الوفيات إلا أن البروفيسور ويليامز وصف إحصائية المعهد بأنها “أفضل الأرقام المتاحة للجمهور بشأن وفيات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال”.
وقد تبين من خلال مناقشات ويليامز الخاصة مع مسؤولي البعثة أن 110 الأوغنديين و95 بورونديا توفي في الصومال بين مارس 2007 وفبراير 2011 كما كشفت المعلومات الإضافية التي استقاها ويليامزمن سجلات البعثة أن القوة تعرضت لـ 439 حالة وفاة في الفترة ما بين أغسطس 2009 وسبتمبر 2012 .
تصريحات مختلفة
الجدير بالإشارة أن مصادر أخرى قدرت وفيات أميصوم بما يقارب ثلاثة أضعاف العدد الحالي 1100 المنشور من قبل معهد سيبري السويدي.
وفي أكتوبر عام 2012 أعلن نائب وزير الخارجية الكيني ريتشارد أونيونكا أن القوات الأوغندية في الصومال خسرت 2700 من قواتها منذ عام 2007م ولكن الأمم المتحدة شككت في الأرقام التي ذكرها المسئول الكيني قائلة إنه ليس مخولا لإذاعة عدد المقتولين وحديثه جاء في معرض الإشادة بتضحيات القوات الأوغندية والتزامها لتحقيق السلام في الصومال.(وكالة أسوشييتد بريس 31 أكتوبر2012). وعقب ذلك أعلن الناطق باسم أميصوم أن ذلك العدد غير صحيح بل صرح إن عدد الضحايا بما فيهم الجرحى لا يتعدى 500 جندي من البلدين منذ دخول القوات الأوغندية عام2007م.
وفي 10 مايو 2013م شككت الأمم المتحدة فى الأرقام المتعلقة بعدد الضحايا من بعثة الاتحاد الأفريقى فى الصومال “أميصوم”، والتى أعلنها نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون، أن “ما يصل إلى 3000 جندي اميصوم” قتلوا منذ بداية التدخل الاتحاد الأفريقي في عام 2007 ولكن بيانا أصدره المتحدث الرسمى باسم الأمين العام للأمم المتحدة رفض تصريحات يان ألياسون وقال:” إن أرقام الضحايا التى ذكرها نائب الأمين العام هى تقديرات تستند إلى معلومات من مصادر غير رسمية؛ كما أن الجهة المسئولة بشكل حصرى عن نشر إحصاءات الضحايا هى الاتحاد الأفريقى والبلدان المساهمة بقوات فى بعثة “اميصوم”.
وأشار بيان مكتب الأمين العام إلى أن تعليقات الياسون كان الهدف منها التعبير عن امتنانه الخاص وامتنان منظومة الأمم المتحدة بأسرها لعمل بعثة الاتحاد الأفريقى وتضحياتها الكبيرة على مدى السنوات العديدة الماضية”.
وقد حذر البروفيسور ويليامز من الأرقام المستقاة من بحثه الخاص وقال ” إنها بعيدة عن الشمولية وتعاني من العديد من القيود “، وأضاف ويليامز أنه من المستحيل تحديد عدد وكيفية وفاة العديد من أفراد قوات اميصوم في الصومال لأن البلدان المساهمة بقوات ترفض الكشف عن خسائرها، وأضاف أنه لا يعرف أيضا تقديرا يمكن الوثوق به لعدد من المسلحين من حركة الشباب الذين لقوا حتفهم.
هذا ، وفي حين تصر البعثة على أنها لا تبقي إجمالي الوفيات في طي الكتمان إلا أنها تؤكد أن إطلاق المعلومات حول الخسائر كل منها متروك للدول التي ساهمت بقوات في الصومال وهي: بوروندي وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا وسيراليون وأوغندا. ويضيف ويليامز أنه بسبب حجب البيانات المتعلقة بالوفيات، فإن مقاتلي بعثة الاتحاد الإفريقي لم يحصلوا التكريم اللائق بهم بشكل صحيح .
على النقيض من البعثة الإفريقية، فإن الأمم المتحدة تنشر في قوائمها علنا القتلى من قواتها محددة تاريخ الوفاة والموقع والجنسية ونوع الحادثة. وتبرر البلدان المساهمة بقوات بعثة الاتحاد الأفريقي عادة صمتها على أساس أن الإفراج عن أرقام الوفيات “سيشجع حركة الشباب، ويحد من الروح المعنوية بين جنود البعثة” ولكنه في نفس الوقت فإن ذلك سيجلب فوائد في مجالات أخرى، مثل تعزيز مصداقية بعثة الاتحاد الأفريقي” حسب البروفيسور ويليامز في رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى موقع EastAfrican.
وفي السياق نفسه يشير الباحث إلى أن رفض البلدان الإفصاح عن إحصائية دقيقة لخسائرها يجعل من المستبعد التحقق ما إذا كانت البلدان المساهمة بقوات تدفع المبالغ المتفق عليها كتعويضات لأهلي الضحايا ، وتنص مذكرة التفاهم التي وقعتها الحكومات المساهمة والاتحاد الإفريقي أن التعويض عن كل حالة وفاة سيكون 50،000 $. وتابع الباحث قائلا:
” أنا لا أعرف مجموع الأشخاص الذين تم التعويض عن وفاتهم أو تعرضوا للإعاقة أو العدد الكلي للمدفوعات التي قدمها الاتحاد الافريقي للبلدان المساهمة بقوات، أو ما إذا تلقت جميع العائلات التي فقدت أحباءهم في اميصوم مستحقاتهم”.
وأشاد ويليامز مشاعر الاستحسان التي أعرب عنها في يناير الماضي رئيس بعثة الاتحاد نكوسازانا دلاميني زوما قائلا: “يجب علينا وضع أنصابا تذكارية لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي الذين فقدوا حياتهم في خدمة شعوب القارة” وأردف البروفيسور ويليامز :”أعتقد أن هذا سيتطلب ان تكون أسماؤهم وتواريخ وفياتهم معروفة”.
وفي الأسابيع القليلة الماضية شنت حركة الشباب ليلة الماضية عدة هجمات ذات تأثير كبير على قواعد قوات أميصوم في جميع أنحاء الصومال.
ففي يونيو، سيطرت حركة شباب المجاهدين على قاعدة في قرية ليغو 99 كم شمال مقديشو، كان يحرسها أكثر من 100 جندي بوروندي.وقد أسفرت المعركة عن مقتل أكثر من 50 جنديا أغلبيتهم من بروندي.
في 1 سبتمبر، في الذكرى السنوية الأولى لوفاة أحمد عبدي جوداني في غارة جوية أمريكية، هاجم مسلحون من حركة الشباب قاعدة عسكرية للاتحاد الافريقي في مدينة جنالي Janale على بعد 90 كيلا من مقديشو بسيارة مليئة بالمتفجرات، مما أسفر عن مقتل أكثر من 70 جنديا، معظمهم من الأوغنديين ، وكان هذا أكبر هجوم على قوات بعثة الاتحاد الأفريقي منذ أن باشرت مهمتها في البلاد قبل ثماني سنوات رغم أن حركة الشباب نفسها لديها ميل لتضخيم عدد القتلى، في حين تقول السلطات في أوغندا إن 19 قتلوا بينما ستة فقط ما زالوا مفقودين.