يبدو أن هجوم حركة الشباب الصومالية على القاعدة العسكرية للقوات الأوغتدية ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) فى مدينة جانالى فيي محافظة شبيلى السفلى فى الأول من شهر سبتمبر الجارى وما خلفه هذه الهجوم من خسائر فى صفوف القوات الأفريقية لم يكن مفاجئا فى راي كثير من المحللين، بحيث إن حركة الشباب شنت هجوما مماثلا على قاعدة عسكرية للقوات البوروندية في مدينة ليغو في المحافظة نفسها، وقتلت ما لايقل عن 50 جنديا من قوات الاتحاد الأفريقي المتمركزة فى تلك القاعدة.
والاختلاف بين الهجومين هو ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول أسر جنود أوغنديين جراء الهجوم الأخير في الأسبوع الماضي نقلا من تصريحات نسبت إلى بعض قادة حركة الشباب والتي نشرت في مواقع يعتقد أنها محسوبة على الحركة، ولم تعلن حركة الشباب عدد الجنود الذين سقطوا في يدها أسرى إلا أنها أشارت إلى أنهم على صحة جيدة. ولو فرضنا صحة المعلومات حول سقوط جنود أوغندين أسرى في يد حركة الشباب فإن الأمر يحمل في طياته على سبيل المثال لاالحصر المؤشرات التالية:
1- ضعف معنويات القوات الإفريقية
لوحظ خلال الأشهر الماضية أن القوات الأوغندية ضمن بعثة الإتحاد الأفريقية فى الصومال كانت تتصرف بصورة عشوائية، حيث قتلت فى حوادث متفرقة مدنين عزل فى مناطق مختلفة من اقليم الشبيلى السفلى، ما يدل على ضعف معنويات هذه القوات وأنها تعانى من أزمة حقيقية، أضف إلى ذلك أن القوات الأوغندية لم تستلم رواتبها منذ تسعة شهور مضت، حسب ما اوردته بعض الصحف العالمية، وهذا يؤثر سلبا على أداء هذه القوات على الأرض، بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها، الأمر الذي يجعلها ضعيفة أمام اتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون وقوع هجمات ضدها والرد عليها على الشكل الأمثل.
2- تماسك حركة الشباب
هذه العمليات النوعية التى قامت بها حركة الشباب ضد القوات الإفريقية تدل أيضا دلالة واضحة على أن الحركة لاتزال قوية ومتماسكة بعد مقتل قائدها أحمد عبدي غودنى فى غارة امريكية استهدفت موكبه بالقرب من مدينة براوى في إقليم شبيلى السفلى فى شهر سبتمبر من عام 2014م، حيث لم تتأثر لحركة باغتيال قادتها العسكريين كما يبدو.
3- ضعف دور القوات الحكومية
على الرغم من انتشار قوات صومالية في المناطق التي تتواجد فيها أيضا القوات الأفريقية،الا ان بعض المصادر تشير إلى أنه لم يكن هناك تعاون ملحوظ لتبادل المعلومات الاستخبارية والقتالية بين الجانبين، ما يؤثر سلبا على سير العمليات العسكرية على الشكل المطلوب بسبب غياب علاقات الجانبين اللذين يشتركان في المهام العسكرية.