منذ تشكيل إدارة جلمدج بمدنية عدادو بوسط الصومال في يوليو الماضي كانت هناك أزمة انقسام بين الفرقاء السياسيين في محافظة جلجذود وجنوب محافظة مدغ، وربما يكون الصراع المسلح للسيطرة على المدن الاستراتيجية مثل طوسمريب وجري عيل بين الحكومة الفيدرالية وتنظيم أهل السنة، قبل تنظيم مؤتمر جلمدج في ديسمبر 2014م كانت هناك مؤشرات إلى الشرخ السياسي في المنطقة.
فتنظيم أهل السنة والجماعة الذي تشكَّل في أعقاب حرب خاطفة مع حركة الشباب ما بعدمنتصف عام 2008 وسيطر على معظم الإقليم يسعى إلى التأثير في السياسية الصومالية وخاصة في الإقليم الاسترتيجي المهمِّ بوسط الصومال، بينما ترفض الحكومة الصومالية سيطرة التنظيم المسلَّح سيطرة تامة على المشهد السياسي في الإقليم، وبالتالي سعت الحكومة إلى الحصول على موطئ قدم من خلال تشكيل إدارة إقليمية في ظل نشر النظام الفيدرالي في البلاد، حيث فاز برئاسة الإقليم حليف مقرب من الرئيس الصومالي وهو عبد الكريم حسين غوليد.
وتقول إدارة جلمدج الجديدة إن إدارة بونت لاند الخصم اللدود لها تسعى إلى تسليح تنظيم أهل السنة لعرقلة مسيرة الإدارة الإقليمة الجديدة حسب ما صرح به نائب رئيس إدارة جلمدج محمد حاشي عربي في منتصف أغسطس الماضي، بينما تنفى بونت لاند هذا الاتهام.
وقد تزايدت وتيرة الصراع بين إدارة جلمدج وتنظيم أهل السنة حيث شن مسلحو تنظيم أهل السنة والجماعة هجوما على منزل يسكنه وزير التجارة والمصانع في إدارة جلمدج عبد القادر عبد الله ورسمه في مدينة عابد واق في محافظة جلجذود، أعقبتها اشتباكات عنيفة صباح هذا اليوم في المدينة.
وأخير يتسائل بعض المتابعين بالتطورات في المنطقة: الصراع المسلح بين إدارة جلمدج وتنظيم أهل السنة… هل يقوّض جهود تشكيلة إدارة توافقيَّة.