القات ورقة مخدرة، ما في ذلك شك، وتحتوى على مادة المنوامين الّتى تسبّب الادمان. فقد تمّ حظرها من معظم دول العالم كانت آخرها بريطانيا التي اعلنت قبل عام عن منع استخدام القات في بلادها بسبب آثاره السلبية على الأمن والاقتصاد ، وما يسببها من تففك الاسر وانتشار البطالة .
وفي الصومال طالت بصمات القات المدمّرة كلّ جوانب الحياة وترك آثارا سيئة على كلّ المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية والنّفسيّة المستنزفة اصلا.
بدأ استهلاك الصوماليين لهذه النّبتة التي يتمّ استيرادها من دول المنطقة، كينيا واثيوبيا، حديثا وفى القرن الماضى تحديدا، وكانت فى البداية مقتصرة على المسئولين والطّبقة الميسورة والفنّانين ورغم الحظر المفروض عليه من قبل الحكومة العسكرية الّا أن ّ ذالك لم يقضى على الظاهرة تماما وممّا ساعدها على الاستمرار و الانتشار:
1- حرص المدمن على نشر تناول القات كى يضمن زبونا جديدا يمكن أن يتعاونا معا على تدبير عناء تكاليفه
2- تصوّر البعض أنّ تناوله يضفى على المتعاطى المزيد من الذّكاء وسرعة البديهة بينما يرتبط بالرّجولة وقوّة الشّخصيّة والمكانة الاجتماعيّة لدى البعض الآخر
3- عدم تصدّى رجال الدّين لتلك الظّاهرة وقت ظهورها فورا , البعض منهم كان يستعينها على السّهر والمذاكرة
بسبب العجز عن مواجهة ظروف الحياة ومسؤولياتها وتسلل اليأس الى الشخص فانّ ذالك يدفعه الى الهروب والاستسلام فيتـــجه الى المخدرات ، والشعور بالسلبية في المجتمع والهامشية الاجتماعية يدفع الشّخص الى تعاطى هذا المخدّر لينسى بها هموم الحياة لذالك فانّ عادة مضغ القات وتناولها تكثر فى المناطق الّتى يغلب عليها الفقر والبطالة.
انتشر بعد انهيار الدولة الصّومالية بشكل مضطرد لغياب الرّقابة فلم تتوقّف طائرات نقل القات يوما عن مطارات الصومال بعكس الطّائرات ذات الاستخدامات الأخرى , يمكن استثناء فترة حكم المحاكم الاسلامية لجنوب الصّومال
مشاكل القات الاجتماعيّة
يؤدى ادمان القات على تنشيط المخّ والأعصاب لساعات ممّا يمنعه من النّوم واراحة البال لكنّه يصاب بنوم عميق بعد انتهاء المفعول المخدّر ربّما فى الصّباح عند الذّهاب الى العمل ويسبّب ذالك عدم الانتظام بالعمل والعبادات ممّا يترتّب على ذالك من فقدان الوظيفة ومن ثمّ البطالة وما يتبعها من مصاعب حياتيّة وطلاق وربّما تدفع المتعاطى الى الانغماس فى انواع جديدة من المخدّرات الأكثر خطورة
المشاكل الصّحّية
يؤكّد الأطبّاء أنّ مخاطره البعيدة المدى تتضمّن تلف في الكبد وتغير مستديم في لون الأسنان وزيادة احتمال حدوث القرح . وفي حين يزيد القات من الشهوة الجنسية لفترة زمنية قصيرة بعد مضغ النبات ، إلا أن تعاطي القات لفترات طويلة قد يسبب الإصابة بالعجز الجنسي . وفي الحالات الأكثر خطورة من التعاطي طويل الأمد ، قد يعاني المدمن من الهلاوس من حين لآخر . وحيث أن القات يزيد من ضربات القلب ويرفع ضغط الدم ، يكون المتعاطون أكثر عرضة للإصابة بالأزمات القلبية بالإضافة إلى قرحة الفم من مضغ القات . ومن المعروف أيضا أن تعاطي القات يسبب الإمساك
المشاكل الاقتصاديّة
تأتى الصومال طليعة الدول المستهلكة للقات حيث يصل الى الجانب الكينى من مقديشو فقط ايرادات لا تقلّ عن ملييون دولار الّا الرّبع يوميّا, فحسب مصادر موثوقة فى مطار مقديشو تصل اليه خمس طائرات محمّلة اجمالا ب15 طلب (Order) يوميّا كلّ طلب منها يتكوّن من 5000 حزمة ) (Pack علما بأنّ الحزمة الواحدة تكلّف 18-25 فاذا حسبنا قيمة الحزمة عند استلامها من المزارع الكينيّة التى لاتقلّ عن 10 دولار على أقصى تقدير وبالتّالى تساوى 750000 دولار يوميّا هذا بخلاف الرحلات المماثلة فى كلّ من مناطق بونت لاند و صوماللند , وعلى ضوء ذالك فانّ نزيف العملة الصعبة التى تذهب الى الخزائن الكينيّة والاثيوبيّة اعتباطا قد تصل مليونين دولار
تجدر الاشارة أنّ نسبة التعاطى فى ازدياد مستمرّ يوما بعد يوم كما أنّ الشّباب هم الفئة العمريّة الأكثر تناولا للنّبتة بنسبة 70% حسب احصائيّة البرنامج الانمائى لصندوق الأمم المتّحدة عام 2013