إختتمت مؤسسة الشيخ عيد الخيرية عام 2014 بإعلان حصادها السنوي هذا العام، وصرح سعادة الشيخ د. محمد بن عيد آل ثاني رئيس مجلس إدارة المؤسسة بأن الإيرادات في هذا العام بلغت 457 مليون ريال، وشهدت المؤسسة زيادة في مشاريعها الداخلية والخارجية.
وأضاف سعادته أن المؤسسة بعد عشرين عاما على تأسيسها تضع بصماتها الخيرية وتجسد معالمها الإنسانية الواضحة والجلية في قطر الحبيبة، فحرصت على توجيه طاقاتها لخدمة أهلنا في قطر، مقدمةً البرامج الاجتماعية والثقافية والتربوية التي تخدم شرائح المجتمع مواطنين ومقيمين وتلبي بعض حاجاتهم مع حرصها الدائم على الرقي والتحديث لمشاريعها وبرامجها الإغاثية والإنشائية والتنموية والطبية والتعليمية عاماً بعد عام، هادفة خدمة الإنسان وتوفير متطلبات المعيشة والحياة الكريمة، وواضعة ضمن أولوياتها الخطط والبرامج التأهيلية للأسر والأفراد لتنمية ذاتهم وتطوير مجتمعاتهم.
وأشار سعادته إلى أن هذه الجهود أسست على عمل الخير والإخلاص، والرؤية والتخطيط والمتابعة المستمرة لما ينفذ من مشاريع تتوافق مع رؤية قطر 2030 في أغلب جوانبها.
ولفت إلى عالمية المؤسسة فقال: إن عيد الخيرية تنطلق رافعة رسالة الخير والعطاء حول العالم بالتوازي مع هذه الجهود المحلية، حيث انطلقت المؤسسة في أكثر من 50 دولة، فرصدت حاجاتهم بعد دراسة واقع مجتمعاتهم عبر شركائها المحليين، ونفذت أكثر من 4000 مشروع إنشائي وإغاثي وتنموي وطبي وتعليمي ودعوي وثقافي.
وبين أن المؤسسة من أوائل المؤسسات الإنسانية العربية المسارعة لنجدة إخواننا في غزة، وأطلقت حملة كلنا غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، وتواصلت القوافل والحملات الإغاثية لمساعدة إخواننا في سوريا، وسعت لتخفيف آثار الأزمة العراقية واليمنية، وتابعت جهودها في إفريقيا الوسطى وبورما، مساهمة في تخفيف آلام إخواننا وتضميد جراحهم.
مشاريع إغاثية
من جهته قال السيد علي بن عبد الله السويدي: إن المؤسسة من خلال قطاعاتها وإداراتها استطاعت أن تحقق مزيدا من المشاريع الاجتماعية والإنشائية والتنموية والإغاثية والثقافية والدعوية، حيث أنفقت في الداخل نحو 119 مليون ريال على أنشطة اجتماعية وثقافية، استفاد منها الفقراء والمرضى والأسر المتعففة محدودة الدخل، كما استفادت أيضا شرائح المجتمع كافة من الجهود الثقافية والدعوية والحملات التوعوية والمسابقات والمشاركات المجتمعية، انطلاقا من حرصنا على أن نتواجد في الميدان مع أهلنا ووسط أبنائنا وإخواننا، مؤمنين بأن خير الناس أنفعهم للناس، وموقنين أن نجاحنا لا بد أن يأتي من بلدنا قطر التي نفكر دوما في نهضتها والرقي بها
المبنى الجديد
وأشار السويدي إلى أن المؤسسة ستفتتح المبني الجديد هذا العام، وهذا المبنى سيكون معلما من معالم قطر وقد بناه أبناء الشيخ عيد رحمه الله، بتمويل من البنك الدولي الإسلامي حيث يسدد التمويل أبناء الشيخ ولم يكن المبنى من أموال التبرعات.
أما المشاريع الخارجية فقد صرح السيد علي بن خالد الهاجري المدير التنفيذي للمشاريع الخارجية أن المؤسسة انتشرت في أكثر من 50 دولة وبلغت تكلفتها أكثر من 338 مليون ريال بزيادة 44 مليون ريال عن العام الماضي. وقد ترجمنا ذلك في 4000 مشروع إنشائي وتنموي وإغاثي وثقافي وتعليمي وموسمي.
ولفت الهاجري إلى أن المشاريع الإنشائية بلغت التكلفة فيها أكثر من اثنين وثمانين مليون ريال، حيث افتتحنا هذا العام أربعمئة وثلاثة وثلاثين مسجدا، وواحدا وعشرين مركزا إسلاميا متكاملة خدماته بالإضافة لخمسة عشر مركز تحفيظ، وشيدت المؤسسة دارين للأيتام وثمان وثلاثين مدرسة وسلمت واحدا وستين بيتا للفقراء، وقمنا بتوفير أكثر من ألفي بئر وبراد مياه استفاد منها قرابة 668 ألف نسمة.
وأشار إلى أن الأيتام والأسر استفاد منهم خمس وخمسون ألفا في ست وعشرين دولة من كفالات شهرية ومشاريع دورية وموسمية، ومن أبرز المشاريع إطعام أسرة يتيم والكسوة والعيدية والدورة الشرعية للأيتام والحقيبة المدرسية وتقوية المناهج الدراسية.
26 دولة
ولفت إلى أن الإغاثات تصدرت فيها سوريا ستا وعشرين دولة قدمت لهم أعمال إغاثية، إذ نفذنا بها في العام الماضي مشاريع طبية وغذائية ومأوى بتكلفة تجاوزت ثلاثة وخمسين مليون ريال تلتها فلسطين التي ازداد حضورها في المشهد بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، ومن بعد ذلك كان مسلمو مينمار واليمن وإفريقيا الوسطى والسودان وغيرها، ليبلغ مجموع الإغاثات هذا العام ما يقارب واحدا وتسعين مليون ريال، استفاد منها أكثر من 600 ألف أسرة
وعن المشاريع التعليمية والثقافية ذكر الهاجري أنه تمت كفالة 550 داعية وإماما وكفالة ما يقرب من 91 ألف طالب وإقامة خمسين دورة وتسيير مائتي قافلة، لافتا إلى إقامة الملتقى الدعوي الأول بالسودان الذي استضاف الدعاة والعلماء من 26 دولة إفريقية وافتتحه نائب الرئيس السوداني، كل هذه الجهود الدعوية كانت تكلفتها تزيد على ثمانية وعشرين مليون ريال.
المشاريع التنموية
وبين أن المشاريع التنموية مثلت محورا مهما هذا العام، امتد لسوريا وفلسطين رغم ما يمران به من أحداث، حيث نفذنا أكثر من ثلاثمائة مشروع بتكلفة عشرين مليون ريال، واستفاد منها 90 ألف أسرة.
وتحدث عن الرعاية الصحية حيث أقيمت المخيمات الطبية واستطعنا توفير نفقات علاجية وأجهزة طبية وميزانيات تشغيلية وبلغ إجمالي ذلك قرابة ثمانية ملايين ريال، واستفاد منها 16 ألف مريض.
وأوضح أن المشاريع الموسمية استفاد منها أكثر من مليون حول العالم بتكلفة تقارب أربعة عشر مليون ريال.
المشاريع الداخلية
وتحدث السيد المهندس عبد الله النعمة المدير التنفيذي للقطاع المحلي فبين أن المشاريع الداخلية تمثل واجبا يحتمه علينا الإسلام إذ الأقربون أولى بالمعروف، واجب سخرنا له طاقاتنا وأعددنا له خبرات وكفاءات لنخدم شرائح المجتمع كافة.
عيد الاجتماعي
وبين محمد حسن الإبراهيم مدير مركز الشيخ عيد الاجتماعي أن المؤسسة قدمت مساعدات مالية مقطوعة لنحو خمسة آلاف تقدموا بطلب للمساعدات، كما استفاد 245 مريضا من برنامج علاج المرضى، حيث أقيم لبعضهم عمليات جراحية كبرى، وخدمات علاجية غالية الثمن، وكان التنسيق في علاجهم داخليا وخارجيا يتم مع مستشفى حمد الطبي الذي كان يمدنا بتقارير دورية عن هذه الحالات.
وأثنى على أهل قطر الذين قدموا بصفة يومية مساعدات عينية من أثاث منزلي وملابس وأدوات كهربية وغيرها بلغ مجموعها أكثر من 23 ألف قطعة وسلمت جميعها إلى الأسر المتعففة أو تم بيعها بسعر السوق ليستفيد من ثمنها الفقراء.
حفظ النعمة
وأشار إلى أن حفظ النعمة يتقدم بثبات نحو تحقيق رسالته التي تحث على ترشيد الاستهلاك، وتقديم الطعام لمن يحتاج، واستطعنا في العام المنقضي أن نوزع وجبات وأغذية جافة على أكثر من 151 ألف عامل، ونحو 17 ألف أسرة متعففة.
ولفت إلى أنه في المشاريع الموسمية قدم برنامج إفطار صائم العام الماضي خدماته للجمهور حيث أفطر أكثر من 300 ألف طوال شهر رمضان المكرم، بتكلفة قاربت 6 ملايين ريال، ووفرنا برنامج السلة الرمضانية بنحو نصف مليون ريال، بالإضافة للبرنامج الأضاحي وكسوة العيد التي تكلفت نحو 800 ألف ريال.
ضيوف قطر
ولفت السيد منصور اليامي عضو مجلس إدارة مركز ضيوف قطر إلى أن عدد المهتدين هذا العام قارب ألفي مهتد، وأن أعداد المهتدين في زيادة والحمد لله، فمثلا في عام 2006 كان عدد المهتدين 257 مهتديا، واليوم وصل عدد المهتدين في 2014 إلى 1973 مهتديا، ليكون عدد من اهتدوا إلى الإسلام في مركز ضيوف قطر منذ إنشائه وحتى هذه اللحظة 8785 مهتديا.
مشاريع عيد في الصومال
تقوم مؤسسة الشيخ عيد الخيرية منذ تاسيسها وحتى الآن بتقديم خدمات جليلة تتمثل في المشاريع التنموية ، والإغاثية والصحية والمشاريع الإنشائية، وكفالة الأيتام والأسر، ورعاية الطلبة والدعاة والمحفظين، ولها شركاء في الصومال أبرزهم منظمة التنمية الاجتماعية في مقديشو وهيئة القرن الافريقي في هرجيسا، وتقوم المؤسسة حاليا بكفالة 17 طالبا لمرحلة الدكتوراه، 50 طالبا لمرحلة الماجستير، 54 طالبا للبكالوريوس، بالإضافة إلى آلاف من الأيتام والأسر المتعففة، وتنفذ مشاريع تنموية تتمثل في ، قوارب الصيد، ودكاكين وقفية، واستصلاح أراضى زراعية وحفر قنوات الري