تنفس الرئيس حسن شيخ، وتبسم ضاحكاً محمداً ربه ونواب البرلمان، وذلك بعد أن تم الطلاق بالثلاثة بينه وبين الرئيس الوزراء عبدالولي شيخ عندما صوت اليوم الموافق 2014/12/6 البرلمان علي قرار حجب الثقة عن حكومة عبدالولي شيخ.
فاسقاط حكومة عبدالولي شيخ عبر البرلمان لم يكن أمراً سهلا، حيث فشل البرلمان عدة مرات مناقشة قرار حجب الثقة لأن عبدالولي شيخ قد خطط لهذا الظرف منذ ان تم تعينه لأنه كان يعلم أنه أكل يوم أكل الثور الأبيض، أعني رئيس الوزراء السابق عبدي شرودون ، لأن ذلك من شيمة رؤساء الصومال فحين يختلفون… فتلك فرصة سانحة للنواب.
ومن أهم الأسباب التي أدت إلى تأجيج الخلاف بين رئيس الجمهوية وبين رئيس وزرائه ، في الأونة الأخيرة القرار الذي أتخذه الرئيس الوزراء عبدالولي بإجراء تعديلات وزارية وهو ما أثار حفيظة حسن شيخ، ونشبت بينهما خلافات تجاوزت حدود الإختلاف في المواقف وتباين وجهات النظر، بل أخذ منعطفا خطيرا لم يكن لينتهي الا بخروج أحد المسؤولين كما جرت العادة، لأن الخلاف بينهما انتقل من الاختلاف في الرؤي الي صراع كسر العظم.
فعبد الولي شيخ سعى جاهدا إلى البقاء على الخارطة السياسية ومناوشة خصومه بينما الرئيس كان يرى أن بقاء عبدالولي في رئاسة الوزاء له إنعكاسة سلبية على فرص عودته في الحكم في إنتخابات عام ٢٠١٦، ولهذا وذاك فإن كلا الطرفين سعى في الأيام الأخيرة إلى حشد تأييد نواب البرلمان، ولم تقتصر معركة كسر العظم بين الشيخين( حسن شيخ و عبدالولي شيخ) على الشد والجذب في اطار البرلمان بل تعدت الى التصريحات الاعلامية .
لكن وبما أنه تم الطلاق بـ عبدالولي، فإنني ومن باب النصيحة كمواطن في هذا البلد المنكوب، أرى أن المواصفات الواجب توافرها في الرئيس الوزراء القادم ، هي استشعار المسئولية، وأن يكون صاحب رؤية مستقبلية، متواضع قادر على القيادة، عادل متسم بالموضوعية، لدية إنتماء للوطن، متصف بالعزم والحسم، لدية طموح اللا نهائي، متوافق نفسيا، نزيه غير مرتبط بطريقة مباشرة أو غير مباشرة باحدى شبهات الفساد ، ذو مؤهل عالى.
أرى أن تلك المواصفات هي الحد الأدنى الذي يحقق طموح الشعب، وقد أدركت- كباقي المثقفين والسياسيين- بعد كل الأحداث التي مرت بها البلد، الحاجة لمثل تلك المواصفات في رئيس الحكومة القادمة، لذلك لا بد أن لايكون قرار التعيين سهلاً وسريعاً، بل لابد وأن يستغرق بعض الوقت ، خاصةً وأن أي مُرشح سيحاول التفاوض في الحصول على أكبر قدر ممكن من الصلاحيات التي تمكنه من القيام بما هو مطلوب منه في ظل التجاذبات والتحديات التي يعيشها البلد، لذلك على الرئيس حسن شيخ أن لا يستعجل في تعين خليفة عبدالولي.
