هل سيساهم الخلاف الصومالي- الإثيوبي في عودة القراصنة إلى سواحل الصومال؟

الخلاف بين الصومال وإثيوبيا خلاف حقيقي وخطير وقد يصل في الشهور المقبلة إلى نقطة اللاعودة ما لم يقل مجلس الأمن كلمته ، وأن هذا الخلاف قد يلعب دورا كبيرا في زعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي التي كانت تعاني أصلا بالحروب الأهلية والكوارث الطبيعية.

ما قامت به إثيوبيا في 1 يناير الجاري من توقيع مذكرة تفاهم مع الإنفصاليين في أرض الصومال والذي تحصل بموجبها على مساحات واسعة من سواحل الصومال دون موافقة الحكومة الفيدرالية في مقديشو ، يأجج مشاعر العداوة في نفوس الصوماليين الذين لهم تاريخ مليئة  بالخلافات والصراعات والحروب مع الإيثوبيين. ما لم تتحرك المؤسسات الدولية بما فيها مجلس الأمن  و المؤسسات الإقليمية مثل الاتحاد الإفريقي ولم تقم بخطوات ملموسة وسريعة لتهدئة الأوضاع ولردع إثيوبيا واجبارها على احترام القانون الدولي والمعهدات الأقليمية  قد يلجأ الصوماليون  إلى بدائل أخرى تترك أثرا سلبيا على السلم والأمن الدوليين، لأن الصوماليين الذين عاشوا منذ أكثر  من 30 عاما في الفوضى والأزمات ليس لديهم ما يخافون عليه وإثيوبيا هي التي تنطبق عليها  المثل العربي ” من كان بيته من زجاج.. لا يقذف الناس بالحجارة”  وأن لدى الصوماليين العديد من وسائل الضغط المزعجة التي قد تربك العالم وتخلط أوراق إثيوبيا.

 ولذلك يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته تجاه تهدئة الأمور قبل أن تخرج عن السيطرة  وتتسبب إلى مشاكل ، العالم في غنى عنها.

لا يختلف إثنان أن إثيوبيا سواء في رئاسة الأوروميين أو الأمهريين أو قومية التغراي لن تتخلى عن طموحها في الحصول على موطئ قدم في البحر الأحمر،  ولن تتواني من الاعتداء على النظام الدولي ما لم تتدخل قوى اقليمية توقفها عند حدها، وتفهمها خطورة واستحالة الوصول ما ترمي إليه.   فالساسة في إثيوبيا وعبر التاريخ  ليس لديها وازع اخلاقي أو سياسي  عندما يتعلق الأمر بالساحل في الصومال إو في إريتريا، وإنهم غاضبون على الطبيعة وغير راضين بما منحهم الله من أراضي ، ومصرون على تكرار  الماضي وتحقيق ما فشلوا فيه أسلاهم؛ أبرهة …وملليلك.. وهيلي سلاسي،  ومحاولة تغيير الواقع الجغرافي في قرن إفريقيا وخليج عدن ، ولكن هذا أمر مستحيل في ظل التغيرات الهائلة التي يشهدها العالم.

تعرف إثيوبيا أن للصومال  تاريخ معروف والشخصية الصومالية معروفة وكذلك تعرف أن عقلية السياسيين الصوماليين في مقاديشو تتميز بما لديهم من حساسية تجاه إثيوبيا وأنها لن يترددوا عن اتخاذ كل الإجراءات الضرورية ، واستخدام كل ما لديها من وسائل في حال استنفاد جميع الأوراق الأخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى