الشيخ  عبدي أبيكر غافلي : مسيرة حياته وكفاحه ضد الاستعمار الإيطالي(3)

اجتماع عيغالي

بعدما قام الاستعمار الإيطالي بشن هجمات تتخللها علميات قصف مدفعي تنفذها سفن حربية في سواحل مقديشو على  قرى نيمو مقر الشيخ أحمد حاج مهدي  أحد أبرز القيادات في الكفاح المسلح ضد الاستعمار، وتورونلي  وطناني انتقاما من مجزرة “لفولي” التي قتل فيها عدد من جنوده بينهم Antonio Cecchi   قنصل ايطاليا في زنجبار، شارك الشيخ عبدي أبيكر في  سبتمبر عام 1904  في اجتماع عقد بقرية “إغالي”  ودعا المشاركين فيه إلي مواصلة القتال ضد الاستعمار  وحذرهم من دخول المفاوضات معه ، وبعدما علم  الايطاليون هذا الاجتماع هاجوا منطقة عيغالي واستولوا عليها[1]،  واتخذ فيها مقرا مؤقتا مهددا ومحذرا سكان القرية من دعم المقاومة والثوار، لكن لم يرضح السكان لهذه التهديدات وواصلوا دعهم للثوار، حيث استمر الهجمات المباغتة التي كان المقاومون بقيادة الشيخ عبدي أبيكر غافلي يشنون على مقرات قوات الإستعمار والكمائن التي يضعونها في الطريق الرابط بين مدينتي مركه ومقديشو. أدت هذه الهجمات إلى صعوبة تنقل قوافل الإستعمار بين المدينتين، وبداية لحصار مطبق فرضه المقاومون على مدينة مركه استمر لعدة سنوات.

معركة عيغالي   

وفي عام 1905 قاد  الشيخ غافلي هجوما واسعا يعتبره البعض المؤرخون الأول من نوعه لاستعادة السيطرة على قرية عيغالي من الإيطاليين. لم يتمكن قوات الشيخ من تحقيق هذا الهدف، وسقط عدد من الثوار قتلى وجرحى في هذه المعركة. عززت هذه الخطوة علاقة الشيخ عبدي أبيكر مع غيره من قيادات الثوار من العشائر الأخرى ولا سيما مع  الشيخ أحمد حاج مهدي الذي جاء من مقديشو مهاجرا معتبرا المدينة  دار كفر واتخذ قرية “نيمو” القريبة من منطقة لفولي مقرا له  ، وينتمي الشيخ أحمد حاج مهدي إلى عشيرة رير حمر، وحركة الدراويش التي كان يقودها السيد محمد عبد الله حسن في المناطق الشمالية الا أنه عاش مع عشيرة وعدان وكان معظم مريديه من تلك العشيرة. 

اجتماع قرية مويالي غرب بلدة لانتابوري

في  6 فبراير عام 1907 علم الاستعمار  بأن مؤتمرا قبليا ضده سيعقد في قرية  مويالي  برئاسة الشيخ عبدي أبيكر غافلي  وكان الهدف من المؤتمر شن هجمات متلاحقة على القوات الإيطالية، ولكن الاستعمار الإيطالي علم الاجتماع وقرر اتخاذ خطوة استباقية لإفشال خطة الشيخ أبيكر غافلي الذي رصد بحقه مبالغ مالية لمن يلقي القبض عليه أو يساهم في اعتقاله هو وصاحبيه  عبدي يوسف ومعلم مرسل، وأرسل قوات بقيادة الكابتن (Grered Pantano)  في يوم 5 فبراير  مؤلفة من 500 جندي ينقسمون إلى  300 جندي جاؤوا من  مقديشو  بقيادة Gustavo  Pesenti  و 200 جندي جاؤوا من مركه بقيادة  الملازم Streva. في يوم 6 فبراير  التقى الجيشان في منطقة تسمي ” بوقلكا عيل ” في الساعة 9 صباحا وكان مسار القوات في الطرق البادية ووصلوا إلى قرية تسمى ”  داعرلي ” القريبة من قرية مويالي الذي كان تجتمع فيه القبائل لكن علمت القبائل بوصول قوات الاستعمار تلك المنطقة ولذلك ألغي الاجتماع. في يوم 7 فبراير وصلت قوات الاستعمار بلدة طناني وأرسلت جواسيس إلى القرى المجاورة للإطلاع على خطة ثوار  القبائل.

اجتماع قرية داي صوماني

بعدما فشل مؤتمر قرية مويالي نظم  الشيخ ابيكر غافلي اجتماعا آخر عقد في قرية ” داي صوماني،” وكان اجتماعا حافلا و شكل نقطة تحول في مسيرة الحرب ضد الاستعمار الإيطالي وتم الاتفاق على[2]:

  1. توجيه نداء لجميع القبائل في المناطق البعيدة من القرى الثائرة ودعوتهم للمشاركة في الحرب ضد الاستعمار
  2. إرسال مقاومين  إلى أرض المعركة للاطلاع على أوضاع قوات الاستعمار في منطقة طناني
  3. شن هجمات متتالية على مواقع القوات الإيطالية في اقليم شبيلي السفلى
  4. أن تكون قرية ” داي صوماني” قاعدة  لقيادة الثوار

[1]  https://walaalblog.wordpress.com/2017/11/21/dagaalkii-lalagalay-gumeystihii-talyaaniga-xeebta-magaaalada-marka-cadeey-lagu-jabiyey/

[2]      مقابلة مع الشيخ نور  جيلي مرجع سابق

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى