طيورنا المهاجرة .. غراً محجلين 7 (الحلقة الأخيرة)

الإنتاج الأدبي:

نشير هنا إلى الإنتاج الأدبي للكاتبة والروائية زهرة مرسل عمر ولكن فقط المكتوب باللغة العربية والمطبوع منه، وقد صدر للكاتبة حتى الآن – حسب علمنا – كتابان هما:

أميرة مع إيقاف التنفيذ

زهرة١وهذا الكتاب عبارة عن روايـة أدبية تم نشرها في القاهرة – في شهر يناير عام 2012م، وهو من إصدارات دار ليلى للنشر والتوزيع والطباعة. والـكتــاب ما هو إلا إبداع أدبي تمّ على قلم رشيق لا يعرف اليأس ولا يستسلم لأزمات العصر، بل يفتح نوافذ الرجاء والصمود سيما للفتيات.. وبذلك استتحقت الرواية تلك الكلمات الرقيقة والأوصاف الدقيقة من قبل الناقذ والكاتب العربي فتحي العرين حين قال: ” .. لـو فرضنــا أن النســـاء كالألــــوان … ستـجـــد ظـــلاً لـكـــل إمـــرأه في هذا الـكتــاب .. ستجـد طيفـــاً لكل إنفعالاتها .. وبريقاً لأحلامها .. وصورة لكل فارس في خيالها .. سواء كان هذا الفــــارس بـطــل حـــربٍ .. أو سيـــد عــرشٍ .. أو مـالـك قــــرش !! أو مجرد خرافة من قلم كاتب تحول مع الأيام لأسطورة وإستحوذ على تفاصيل أنثى لا تفرق بين الحلم والحقيقة .. 

وكما أسلفنا الرواية عبارة عن ابداعات رسمتها الكاتبة بعاطفتها الأدبية وحنينها الأنثوي عبر قلم ذات طابع فريد وأسلوب جذاب في غاية الروعة والجمال. كل هذا وأكثر في هذه الراويه، وهي الأولى لـ “زهرة مرسل”. والرواية تحمل باسم جديد وجذاب “… إسم يبعثر ضباب عقدين من الظلام على شواطئ القرن الإفريقي بِبَريق رائعه درامية تحت عنوان أميرة مع إيقاف التنفيذ قصة ستنتمي لها كل فتاة بطريقة أو أخرى، أحداثها معقدة .. بطلتها “عبيـر”.. تلك الفتاة المهووسة بفكرة “الأمير الساحر” من ما يعيقها من رؤية الأشياء الأخرى المميزة … في شخصيات أولئك الذين تصادفهم في حياتها .. تتعرض لمواقف كثيرة ذات طابع درامي كوميدي، تغير نظرتها للحياة ..هي أميرة .. ولكن مع إيقاف التنفيذ ! ويستوقفنا السؤال المحير .. لماذا هي أميرة مع الإيقاف ! .. هل ستتحول لملكة ام ستتدهور لما دون ذلك. كما عبر ذلك الناقد الأدبي  فتحي المزين”.

آجوران عين إفريقيا

زهرةوالكتاب من إصدارات دار الفارابي للنشر والتوزيع في عام 2015م، بالقاهرة – مصر. وهو عبارة عن رواية أدبية تتمحور حول تفاصيل منسية لإمبراطورية أو سلطنة آجوران العظيمة التي كانت قائمة على أرض الصومال في القرن الخامس عشر. وذكرت زهرة مرسل بأنّ للرواية جانبان تاريخي ودرامي. يصف الأخير المصاعب التي قد تواجهها فتاة حالمة في بيئة تتسلط على أحلامها من دون مبررات حقيقية تحت مسمى الدين والعادات والتقاليد، ذلك رغم أن أحلامها لا تتنافى مع الدين في شيء. لذا كان الغرض من كتابة هذا المسار الدرامي الموازي للمسار التاريخي في الرواية تحفيز الحالمين على المثابرة والاجتهاد وعدم اليأس من تحقيق أحلامهم بسبب ضغوط المجتمع وقيوده. وأردفت الكتابة هدف كتابة الرواية  حيث ذكرت “  كانت لي أهداف عدة أسعى إلى تبليغها وأهمها:

– تغير الصورة النمطية للصومال وتعريف العالم العربي بأن هذا البلد أكثر من مجرد حرب أهلية ومجاعات، وتعزيز ثقة الإنسان الصومالي بنفسه وبتاريخ بلده، ودعم الطموحين والحالمين من خلال الجانب الدرامي للرواية وتحفيزهم تحت فكرة «القادم أجمل وقريب»، وذلك عن طريق:

أ – تعريفهم إلى طبيعة الأراضي وأسماء بعض المدن المهمة في الصومال، كذلك تعريفهم إلى الإنتاج الحيواني والزراعي وتواتر الفصول وطبيعة الحياة بتقلباتها كافة في البلاد.

ب- كشف الستار عن الجوانب التقليدية الصوماليين من عادات وتقاليد ولباس وأسماء ليكون وقعها على آذان القراء «العرب» مألوفاً.

زهرة٥وعلى الرغم من أن الفترة التي تتحدث زهرة مرسل فترة قديمة نسبياً، لكن يبدو أن الكاتبة أرادت أن تقول إن مشكلات النساء هي نفسها في كل الأزمنة والأمكنة، فتذكر كيف أن النساء ” يهدرن نصف يومهن في المطبخ ونصفه الآخر في الزينة. بالنسبة إليهن جمال المرأة في ملامحها وقدراتها في المطبخ فقط ولكني لم أوافقهن في الرأي، فقد أحببت مبدأ جدتي أكثر، كانت دوماً تخبرني بأن العقل زينة الإنسان وأن العلم هو مفتاح النجاح”. وتضيء الرواية على علاقة منطقة إفريقيا بالبرتغاليين في تلك الفترة، إذ نشأت بينهم عداوات كان سببها حادث تسبب به أحد بحارة البرتغال، وأساء إلى العلاقات بين القبائل الأفريقية والبرتغال. والرواية تصدرت حديث المجالس الأدبية في الكويت بعد الإنجاز غير المسبوق الذي حققه ” نادي أصدقاء الحرف ” حيث أختيرت الرواية كأفضل رواية في الحفل السنوي لمشروع الجليس بحضور لفيف من الأدباء والكتاب والروائيين.زهرة٣

ومن هنا فليس غريباً أن تكون زهرة الصومال وبهجتها مرشحة للجائزة العالمية للرواية العربية المعروفة بـ بوكر، كما هي مرشحة أيضاً جائزة الابداع العربي – قسم الابداع الأدبي. وأخيراً وليس بآخر فقد تم للكاتبة ترشيح رواية ” أجوران عين إفريقيا” لجائزة الشيخ زايد للكتاب في دروته الثامنة. كما أنّه لم يأت من فراغ عند ما وصف كاتبنا القدير الأستاذ محمد ضاهر الزيلعي واصفاً بالكاتبة زهرة بأنّها: ” أديبة وفي قلمها ألق يعقبة مطر”. وقد استحقت الكاتبة دعوة حضور مؤتمر ” الثقافة العربية” والذي أقيم في الإسكندرية واستمرت فعالياته لثلاثة ايام كان تحت رعاية رئيس الجمهوريه وبإدارة طاقم مكتبة الإسكندرية العريقه وفي حضور عدد كبير من نخبة وأساتذه الأدب والإعلام في الوطن العربي.زهرة

ومن جانب آخر عملت الكاتبة زهرة مرسل عمر في مجال رعاية الأيتام ومساعدة المسنين، بحيث عملت مركز الأورمان لرعاية الأيتام ، وعملت دار المسنين، كل ذلك في القاهرة. وعملت أيضاً مركز رعاية الأحداث بالجيزرة. كما أنّها لم تهمل كفتاة دورة المرأة وحقوقها السياسي، ولكي تطور دور المرأة في ذلك المجال خاضت دراسة علمية ، واستطاعت انجازه من خلال بحثها متكامل عبارة عن مادة التدريب الميداني حول دور المرأة ومشاركتها السياسية في الوطن العربي، وقد تمّ انجاز هذا البحث في جامعة القاهرة، كما أنجزت دورة قوة الحب والتسامع للدكتور إبراهيم الفقيه.

وقبل الختام ينبغي أن نشير إلى أن طيورنا المهاجرة لا حصر لهم، وبسماتهم واضحة في أكثر من ميدان، وحديثنا عن الكاتبة زهرة مرسل عمر وقبلها الكاتب الدكتور محمد علي ديرية ما هو إلا نموذج من تلك الطيور الجميلة وهم كثر، وأتمنى أن يأتي من يكمل المسيرة ويحقق الهدف.

انظر الروابط التالية:

http://www.rewity.com/forum/t188499.html 

http://raseef22.com/culture/2015/12/04/%D8%A2%D8%AC%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%8C-%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9/

http://www.alraipress.com/news29014.html

د/ محمد حسين معلم علي

من مواليد مدينة مقديشو عام 1964، أكمل تعليمه في الصومال، ثم رحل إلي المملكة العربية السعودية ليواصل رحلته العلمية حيث التحق بجامعة أم القرى قسم التاريخ الإسلامي حيث تخرج في عام 1991م، ونال الماجستير بنفس الجامعة في عام 1998م ،كما واصل دراسته في كل من السودان والنرويج، حيث نال درجة الدكتوراة بجامعة النيلين عام 2006م، أما في مملكة النرويج فقد تخصص بالدراسات التربوية وكذا الثقافات واللغات المتعددة في جامعة همر بالنرويج. وعمل أستاد التاريخ والحضارة الإسلامية في الجامعة الإسلامية في مقديشو - الصومال، وهو عضو في عدد من المنظمات المحلية والإقليمية والدولية، أصدر "ديوان الشاعر بعدلي" عام 2002م ، و"الثقافة العربية وروّادها في الصومال" عام 2010م، وله عدة بحوث أخرى، يقيم الآن بالنرويج .
زر الذهاب إلى الأعلى