الذهب في الصومال

يعود تاريخ إنتاج الذهب في الرقعة التي يقع عليها الصومال الحالي إلى فترة زمنية غاية في القدم، وتشير المدونات المصرية القديمة في الدير البحري إلى وفرة الإنتاج من الذهب، كما يشير المؤرخون الإغريقي أن ملكة “سبأ” كان مصدر ذهبها بلاد “بونت” في القرن الإفريقي[1]،

ولم يتوقّف اهتمام الصوماليين بالمعدن الأصفر، منتقلين في إنتاجه من داخل بلادهم للتوسع في أعمال التنقيب خارج التراب الصومالي، تبعًا للأوضاع السياسية في داخل الصومال، وتطور علاقات الصوماليين بما حولهم من الأمم والشعوب، كما في المستوطنة الصومالية التي قامت تحت رعاية ملك “موتابا” في “موزمبيق” الحالية لإدارة عمل المناجم، وتسويقه والتجارة به في أسواق العام القديم.

جيولوجيا الذهب في الصومال:

تقع البلاد في مجملها، ضمن الدرع النوبي المتكوّن بانفصال الدرع العربي عنه نتيجة لحركة الصفيحتين العربية والإفريقي شمالًا سرعتين متفاوتتين، وظهور الاخدود الإفريقي العظيم الذي نشأ عنه “البحر الأحمر” و”خليج عدن”، ويشمل الدّرع النوبي مساحة واسعة في الساحلين الغربي والجنوبي للحر الحمر وخليج عدن ممثلًا في  مصر والسودان وإرتريا وإثيويا وجيبوتي والصومال[2]، كما تحتوي الصفيحة الصومالية خصائص مقاربة للحزام الموزبيقي.
ومن الملفت أن تقع جميع مواقع الذهب المعروفة في المملكة العربية السعودية واليمن ضمن النطق الجيولوجية النظيرة لما في شمال الصومال، إذ تقع في المملكة العربية السعودية ضمن صخور دهر طلائع الحياة (ما قبل الكمبري) من الدرع العربي الواقع في الجزء الغربي من شبه الجزيرة العربية، كما أن مواقع الذهب في جمهورية اليمن “محافظة حضرموت” تقع في صخور الأساس التي يعود عمرها للعصر البريكامبري ضمن الصخور البركانية والرسوبية المتحولة وكذا الصخور الجرانيتية المتداخلة ،وقدرت دراسة حديثة أجرتها الهيئة، خلال العام الجاري في وادي مدن (حضرموت) بأن الاحتياطي من مادة الذهب في الوادي يصل إلى نحو 678 ألف طن بدرجة 15 جرام ذهب في كل طن صخور حاوية على الذهب .

  • وتتميز التراكيب الجيولوجية في بلاد الصومال، ونظرًا لموضعها وطبيعتها بصفات منها[3]:

1-         حدوث تجمعات القباب البركانية المرتبطة بالصخور الافيوليتية و الجرانيتية .

2-        تجدد التضاريس في القشرة الأرضية القديمة.

3-        تراكم الرواسب و / أو الصخور البركانية في صدوع أو أحواض التكتونية ، تعرضت لاحقًا للتحوّل أو التشوّه.

تنقسم التراكيب الجيولوجية في الصومال حسب موقعها في القرن الإفريقي إلى قسمين رئيسيين، القسم الشمالي ويعدُّ امتدادًا لـ”الدرع النوبي”، والقسم الثاني امتدادًا للتشكيلات الجيولوجية الممتدة شمالًا من “موزمبيق”.

أعمال استكشاف الذهب في الصومال:

تعود الدراسات التي عُنيِت بالجيولوجيا في بلاد الصومال إلى القرن التاسع عشر منذ صدور كتاب الدليل الجيولوجي للهند A manual of the geology of India لمجموعة باحثين جيولوجيين إنجليز هم هنري بينديكت ميدليكوتHenry Benedict Medlicott  و وليام توماس بلانفورد William ThomasBlanford فالتاين بول V . (Valentine)Ball فريديريك ريتشارد ماليت Frederick Richard Mallet سنة 1879م، وقد وردت في الدليل معلومات قيمة عن جيولوجيا شرق فريقيا من ضمنها بلاد الصومال خاصة أن الباحث بلانفورد، كان قد شارك سنة 1866 في حملة استكشافية للقرن الإفريقي والحبشة. ، وتوالت منذ ذلك الحين أعمال الاستكشاف حول الثروات الباطنية في البلاد عمومًا، وقد صدرت دراسة حول إمكانية وجود مخزونات اقتصادية للذهب في البلاد، وخرجت بمحصلات غاية في التفاؤل حول إمكانية قيام صناعة تنقيب عن الذهب في البلاد، خاصة مع وجود أدلة محسوسة على وجود خام الذهب بكميات اقتصادية في شمال البلاد “صوماليلاند” و جنوبها “غرب مقديشو”.[4]

مناطق التنقيب الرئيسية في البلاد:

شمال الصومال “صوماليلاند”[5]:

نشطت عدد من الشركات في التنقيب عن الذهب في صوماليلاند كمجموعة “كوبنهاغن الدينماركية” التي حصلت على تراخيص التنقيب سنة 2002م، وشركة ” Nubian Gold Corp ” الكندية، التي حصلت على تراخيص للتنقيب في كل من مناطق “أربسيو” و”عبدالقادر” و”قبر بحر” سنة 2011م، إضافة إلى شركة ” مينديستا” الكندية أيضًا في ذات السنة.

ويمتد النطاق الجغرافي للمناطق التي تحمل الخصائص الجيولوجية المترافقة مع وجود خام الذهب ممتدة بالدرجة الأولى ضمن محافظات “أودل-وقويي غلبيد – توغطير-سناغ” حسب التقسيم القديم، والمحافظات “سلل، أودل، جبيلي، مرودي جيح، ساحل، توغطير، سناغ” حسب التقسيم الجديد، في ممتدًا مع التشكيلات الصخرية المتجانسة الممتدة على مدى 400 كيلومترًا من الجنوب الغربي باتجاه الشمال الشرقي ضمن مرتفعات سلسلة “غوليس” شاملة جبال “سيمودي” و مرتفعات شمال “مرودي جيح” و جبال “غعن لباح” والسفوح الجنوبية لجبل”شيخ” وجبال “علمدو” شرقًا، خاصة مع رصد رواسب ذهبية على امتداد وديان تلك المناطق، عبر التنقيب بالأساليب التقليدية.

وقد تم رصد وجود لخام الذهب في 11 موقعًا في شمال الصومال “صوماليلاند”، تمثلت في أربع مواقع في محيط مدينة بورما “شمال غرب، شمال و شمال شرق”، وخمسة مواقع في محيط مدينة هرجيسا “شمال غرب، شمال، شمال شرق”، وثلاثة مواقع إلى الشرق من مدينة “لاسقوري”.

وفي تقرير من جمعية المنقبين في كل من “دعربرق و”طبتو” و”مانطيرا”، وتحت نظر  عمودية ناحية “لاسغيل” موجهًا إلى “اللجنة الدنيماركية للاجئين”، صدر سنة 2003م في بلدة “دعربرق” مركز إدارة الناحية، فقد وردت المعلومات التالية:

–          أنه في أولى سنوات إعادة متابعة أعمال التنقيب التقليدي سنة 1993م فقد بلغ الإنتاج 160 كيلوجرامًا من الذهب الخام.

–          أن أعمال التنقيب جارية بدءًا من سنة 1998 في مناطق “غولنله” و”كلاها” و”عدّا”.

–          وجود أعمال استخراج لأحجار كريمة كالياقوت والزمرد.

جنوب الصومال:

على الرغم من وجود امكانيات كبيرة للتنقيب على مستوى اقتصادي للذهب في الجنوب الصومالي، خصوصًا في محافظتي “شبيلي السفلى” و”باي” نظرًا لكونها امتدادًا للتراكيب الجيولوجية الممتدة حتى “موزمبيق” والحاوية على احتياطيات اقتصادية من الذهب، فإن بطئ عملية التعافي الأمني تعدُّ عائقًا حقيقيًا في طريق عودة النشاط لأعمال الاستكشاف والتنقيب عن المعدن الأصفر.

ضروريات العمل في مجال التنقيب:

من الضروري لممهتمين في شأن التنقيب عن الذهب وسائر الخامات الأرضية، الانتباه إلى ضرورة الإلمام بالمسائل التالية:

–         نطاقات التنقيب القديمة عن الخامة المحددة.

–         الإلمام بالأماكن المصرّح فيها بالتنقيب.

–         الإلمام بالتشريعات والقوانين الناظمة لأعمال التنقيب.

–         الإلمام بنطاقات الرواسب الحاوية على الخام وجيولوجية تلك النطاقات.

–         الإلمام بأساليب وتقنيات التنقيب.

تشريعات التعدين في الصومال:

لازال القانون المختص بشؤون التنقيب الصادر سنة 1984م، هو الساري في البلاد، سواءًا المناطق التابعة للحكومة الفيدرالية أو في جمهورية صوماليلاند المعلنة في طرف واحد، باستثناء تعديلات طفيفة تم إدخالها في صوماليلاند على قانون سنة 1984م والتي لا تشكّل تغييرًا يُذكر على أرض الواقع.

قائمة الإجراءات والتراخيص المطلوبة للتنقيب في البلاد[6] جملة ما بين “طلبات تصاريح” و”استئجار امتيازات” وتصاريح متفرقة:

1-      طلبات التصريحات:

–          طلب تصريح استكشاف.

–         طلب تصريح استكشاف حصري.

–         طلب إذن تنقيب.

–         طلب تأجير امتياز تنقيب أو تمديده.

2-      استئجار الامتيازات والالتزامات السنوية:

–         التجديد/ اصدار  التصريح السنوي للاستكشاف.

–         التجديد/ اصدار  التصريح السنوي للاستكشاف الحصري.

–         التجديد/ اصدار  التصريح السنوي للتنقيب.

o       تتباين الرسوم حسب المساحة والخامة المستهدفة.

–         الرسم السنوي للتجديد/ اصدار  عقد تأجير منجم بمساحة كيلومتر واحد مربع.

–         الرسم السنوي للتجديد/ اصدار  عقد تأجير سطح الأرض بمساحة كيلومتر واحد مربع.

3-      تصاريح ورسوم متفرّقة:

–         رسم تسليم تصريح “استكشاف/ستكشاف حصري/تنقيب”.

–         ترخيص تفجير.

–         ترخيص استخدام متفجرات.

–         رسوم تفتيش.

–         رسوم نسخ طبق الأصل من التصاريح.

–         تصريح تصدير.

–         تصريح بـ”التداول/ التجارة” بالمعادن.

–         تصريح تداول معادن كريمة.

–         رسوم تسليم تصريح.

زر الذهاب إلى الأعلى