دور الصومال لدعم السلام في السودان

تعد السودان من أبرز الدول التي  وقفت إلى جانب الشعب الصومالي خلال السنوات العشرين الماضية، وبذلت جهدا كبيرا لإنهاء الحرب الأهلية من خلال استضافتها العديد من جولات المفاوضات العلنية والسرية بين الفصائل الصومالية المتقاتلة. كما لا يمكن أن تمحو من الذاكرة الصومالية قرار السودان حول فتح أبواب جامعاتها ومعاهدها أمام الطلاب الصوماليين وتقديم منح دراسية لهم بمختلف التخصصات ودون قيود أو شروط.

لم تتخذ السودان هذا القرار الا تأكيدا على أهمية العلاقة الأخوية بين البلدين الضاربة في جدور التاريخ وحفاظا على الدور الصومالي في التوازن الاقليمي وصناعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.

 اليوم جاء دور الصومال لترد الجميل بأجمل منه، وحان الوقت لتقوم الحكومة الصومالية  رغم امكانياتها السياسية والدبلوماسية المتواضعة بدور رائد في الجهود الجارية لإيجاد حل للأزمة السودانية الراهنة والمستمرة منذ أكثر من عام والتي تكاد  تدمر مقدرات الشعب السوداني وحضارته التي بناها بعرق جبينه عبر أجيال.

لا تقتضي الحكمة السياسية في أي حال من الأحوال أن تكون الصومال صامتة أمام الوضع السياسي والأمني المتدهور في السودان الشقيق، ومكتوفة الأيدي أمام المؤامرات التي تحاك ضد الشعب السوداني، بل تقتضي أن تتولى زمام المبادرة لحل المشكلة السودانية.

هناك عدة خيارات أمام الحكومة الصومالية لدعم السودان والشعب السوداني وللوقوف إلى جانبه كما وقفه في السنوات الماضية ، ولإبداء ما يكن الشعب الصومالي للسودان من احترام وتقدير لدوره الكبير في تطوير قطاع التعليم الصومالي وفتح أبواب جامعاته ومعاهده ومدارسه  للطلاب الصوماليين، ومن أبرز  تلك الخيارات :

  1. التأكيد علنا وبصورة لا لبس فيها على ضرورة إنهاء التمرد في السودان والإلتفاف حول الحكومة السودانية وجيشها ومؤسساتها الشرعية وإنهاء كل الخلافات عبر المفاوضات وفي البيت السوداني العريق
  2. الإعلان عن استعداد الصومال بصفتها العضو الإفريقي في مجلس الأمن الدولي للعب دور في الجهود الجارية لإنهاء الأزمة السودانية واستضافة مؤتمر سلام حول السودان يشارك فيه جميع الأطراف ذات العلاقة بالأزمة السودانية
  3. إرسال وفد صومالي رفيع المستوى إلى بورتسوان العاصمة المؤقتة للسودان واللقاء مع رئيس السودان المشير عبد الفتاح البرهان للتعبير عن قلق الصومال الشديد إزاء ما يحدث في السودان ومساندته القوية لوحدة البلاد واستقلاله وسيادته وتماسك شعبه ورفضه القاطع عن أي عمل من شأنه المساس بها، وكل المؤامرات المحاكة للنيل من دور السودان الشريف في المحافل الدولية والإقليمية
  4. أن يناقش الصومال مع القيادات السودانية المختلفة  كل الوسائل الممكنة لمشاركه الصومال في الجهود الإقليمية والدولية  الجارية لإيجاد حل للأزمة السودانية أو ما يمكن للصومال أن تقوم به من جهود فردية لدعم الدولة السودانية والشعب السوداني الشقيق، مستغلة من مقعدها في مجلس الأمن الدولي وعضويتها في التكتلات الاقليمية.
  5. يجب أن تطلق الحكومة الصومالية بإعتبار أن جزءا كبيرا من قياداتها وكوادر الدولة درسوا في الجامعات السودانية ومعاهدها ، حملة واسعة لجمع التبرعات للنازحين السودانيين في الصومال وفي البلدان الأخرى ردا للجميل واظهار أنبل معاني الوفاء والعرفان.
  6.  كما ينبغي أن تستضيف  الحكومة الصومالية الأساتذة السودانية في بلادها وعلى نفقتها، وتعرض لهم العمل في جامعاتها ومعاهدها وهذا الأمر من ناحية يساهم بقوة في تطوير التعليم العالي في الصومال ، كما أنه يعبر عن شكر الشعب الصومالي للأساتذة السودانية على دورهم النبيل في انقاذ الشباب الصومالي وتثقيفه وفتح آفاق جديدة لمستقبله .

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى