يقوم السيد حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية بسلسلة من الزيارات لبعض دول المنطقة المشاركة في عملية السلام بالصومال (أتميس) التابعة لبعثة الاتّحاد الإفريقي.
وافتتح السيد حسن شيخ، جولته بزيارته إلى أوغندا التي وصل إليها السبت الماضي الـ19/أكتوبر_تشرين الأول/2024م، ليعرّج بعدها إلى كل من بورندي وجيبوتي اللتان وصل إليهما في اليوم التالي أي الأحد، الـ 20/أكتوبر_تشرين الأول/2024م، ثم إلى كينيا التي وصل إليها أمس الإثنين الـ 21/أكتوبر_تشرين الأول/2024م.

طبيعة الدّول التي يزورها السيد الرئيس:
تشكّل هذه الدول التي يزورها السيد الرئيس حسن شيخ محمود، عمودا فقريا لعملية السلام (أتميس) بالصومال، والتي تقودها بعثة الاتّحاد الإفريقي في الصومال.
دلالات التوقيت:
تتزامن هذه الزّيارات مع وقت تشهد فيه المنطقة توتّرات سياسية ودبلوماسية، بسبب الخلافات السائدة بين الصومال وإثيوبيا على خلفية مذكّرة التّفاهم الباطلة، التي وقعتها “أديس أبابا” مع إدارة صوماليلاند الانفصالية، بشأن وصول إثيوبيا إلى السواحل الصومالية لأغراض تجارية وعسكرية، بدون موافقة من الحكومة الفيدرالية الصومالية، التي بدورها ألغت هذا الاتّفاق واعتبرته انتهاكا صارخا لسيادتها ووحدة أرضها وشعبها، وتدخلا سافرا في شؤونها الدّاخلية.
كما تأتي هذه الجولة في وقت تستعد فيه القوات الإفريقية (أتميس) للانسحاب من الصومال مع نهاية العام الجاري 2024م، وبالتالي تقوم الحكومة الفيدرالية الصومالية بوضع خطة لما بعد انسحاب هذه القوات وإعداد القوات المشتركة التي تحل محل (أتميس)، دون أن تكون إثيوبيا جزءا من هذه القوات الجديدة لحفظ السلام، ما لم تنسحب عن مذكرة التفاهم الباطلة، الأمر الّذي تمتعض عنه إثيوبيا، وتحشد من أجله قوى إقليمية، إذ نشرت بعض وسائل الإعلام الإثيوبية، قبل أيام، استضافة “أديس أبابا” اجتماعا لوزراء دفاع الدول المشاركة بقواتها في عملية السلام لبعثة الاتّحاد الإفريقي في الصومال، وذلك لمناقشة كلّ من: خطة الانتقال وانسحاب قوات (أتميس) من الصومال، والقوات البديلة لـ (أتميس)، وخطة استعدادهم لعملية السلام الجديدة في الصومال.

ووفقا لهذه الوسائل، فقد أكّد المشاركون في هذا الاجتماع، على أنهم يعملون على تحقيق الأمن والسلام في الصومال، على مدار 17 عاما، وأنهم لا يزالون مستعدّين لمواصلة عملهم.
الأبعاد والأهداف السياسية والأمنية من هذه الجولة:
وفقا لوسائل الإعلام الحكومية الصومالية، فإن الرئيس الصومالي، ناقش مع قادة هذه الدول خلال جولته هذه: تعزيز علاقات الصومال مع هذه الدّول في مختلف المجالات الأخوية والأمنية والتجارية والتنموية، بما في ذلك دعم القوات الصومالية والبعثة الجديدة المعروفة اختصارا بأوصوم AUSSOM والتي من المتوقع أن تبدأ عملها في الصومال مع بداية العام المقبل 2025م.
الخاتمة:
يبدو أن الحكومة الفيدرالية الصومالية، تسعى إلى تعزيز التنسيق الأمني مع شركائها في المنطقة، لمواجهة التّحدّيات الدّاخلية والخارجية المهدّدة لسيادة البلاد ووحدتها، فبعد أيام من اجتماع ثلاثي، جمع بـ “أسمرا” كلا من مصر وإرتيريا والصومال، لمناقشة مسائل إقليمية ودولية حيوية، واتفاق هذه الدول على “تأكيد ضرورة الالتزام بالمبادئ والركائز الأساسية للقانون الدولي باعتبارها الأساس الذي لا غنى عنه للاستقرار والتعاون الإقليميين، خاصًة الاحترام المُطلق لسيادة واستقلال ووحدة أراضي بلدان المنطقة، والتصدي للتدخلات في الشئون الداخلية لدول المنطقة تحت أي ذريعة أو مُبرر، وتنسيق الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار الإقليمي، وخلق مناخ موات للتنمية المُشتركة والمُستدامة. وتطوير وتعميق التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث من أجل تعزيز إمكانات مؤسسات الدولة الصومالية لمواجهة مختلف التحديات الداخلية والخارجية، وتمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي لما سمي بـ “الإرهاب” بكافة صوره، وحماية حدوده البرية والبحرية، وصيانة وحدة أراضيه“، ها هو الرئيس الصومالي، يحشد مرّة أخرى دول المنطقة المشاركة في عملية السلام في الصومال، باستثناء إثيوبيا، لأبعاد سياسية وأمنية لصالح البلاد والمنطقة، فهل سيُوفَّق الرّئيس الصومالي في مساعيه هذه؟
