ذكرت مصادر صحفية أن رئيس ولاية جلمدغ الأسبق عبد الكريم حسين جوليد رفض قبول عرض من الرئيس محمد عبد الله فرماجو لتعيينه رئيسا للوزراء. وأشارت المصادر إلى أن الطلب نقله شفهيا رئيس ولاية جلمدغ الحالي أحمد عبدي قور قور الذي قام بزيارة مفاجأة يوم الجمعة الماضي إلى العاصمة الكينية للقاء جوليد واقناعه بتولي هذا المنصب الشاغر منذ أكثر من شهر ، لكن رد الأخير كان جازما واعتذر عن شغل هذا المنصب في هذا التوقيت الحساس والمفصلي ، مبررا ذلك بأن لديه طموحا أبعد من ذلك، وأنه مرشح للإنتخابات الرئاسية المقبلة، وعاد الرئيس أحمد قورقور إلى مقديشو بخفي حنين.
هذا الخبر إن دل على شيئ إنما يدل على صعوبة الوضع وأن الرئيس فرماجو وقع في ورطة عندما وافق على إقالة مجلس الشعب رئيس الوزراء حسن علي خيري نهاية شهر يوليو الماضي . فالرئيس يواجه اليوم تحديا كبيرا يتمثل في ضيق الوقت وخطورة المرحلة إذ أن رئيس الوزراء المقبل لن يشغل هذا المنصب سوى عدة شهور وأن مهامه لن يتعدى تنظيم الانتخابات، وهذا الأمر ذاته بالتأكيد لن يكون سهلا وخصوصا في ظل وجود احتقان سياسي شديد، وخلافات حادة وعدم ثقة مفرطة بين الحكومة ورؤساء الولايات الإقليمية حول من سيكون له الدور الأبرز في إدارة الإنتخابات.
وكذلك مما يعقد الوضع أن خيارات الرئيس فرماجو بشأن شخصية رئيس الوزراء المقبل محدودة وأنه فيما يبدو لا يرغب في أن يسمي رئيس الوزراء الأ من عشيرتين إثنين من العشائر الكبرى فقط ، وهما أبغال ، وهبجذير ، وأنه يجب أن يحقق شرطين مهمين الأول ، الولاء التام للرئاسة والاستعداد الكامل لدعم إعادة انتخاب الرئيس فرماجو لفترة رئاسية ثانية ، والشرط الثاني هو الخبرة والعلاقة الواسع مع مختلف أطياف المجتمع الصومالي ولاسيما الإدارات الإقليمية المختلفة وقدرته على اقناعهم بسياسات الرئاسة وإدارة ملف الانتخابات الذي تعبر شائكا ومعقدا ومصيريا بحكمة وحنكة .