يخيم شبح المجاعة على مئات من الأشخاص معظمهم من الأطفال وكبار السن في مخيمات النازحين المنتشرة في العاصمة مقديشو.
وقد توفي ثلاثة أطفال على الأقل تتراوح أعمارهم ما بين 4 و6 أعوام، في 14 من الشهر الجاري، في مخيم للنازحين في منطقة كحذا جنوب العاصمة مقديشو نتيجة الجوع والكوليرا، بحسب تصريح صحفي لعبد الناصر حسن علي نائب مدير المنطقة وعدد من سكان المخيم.
يأتي هذا الخبر بعد أقل من ثلاثة أيام من دعوة الحكومة الصومالية وكالات تابعة للأمم المتحدة إلى ضرورة توفير مليار دولار لإنقاذ حياة ودعم سبل العيش لـ 3 ملايين شخص في الصومال.
وأطلقت وزارة الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث الصومالية، الأربعاء الماضي بالتعاون مع الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني خطة الاستجابة الإنسانية في الصومال لعام 2020 التي تستهدف 1.7 مليون شخص نزحوا جراء الصراع وانعدام الأمن وعمليات الإخلاء القسري والجفاف والفيضانات في العديد من المناطق الصومالية .
وبحسب تقرير لموقع ”رليف ويب“ نشر في الرابع والعشرين من الشهر الجاري ، ازاد انعدام الأمن الغذائي على 6.2 مليون صومالي ، أي أكثر من ثلث السكان، وذلك بسبب حدوث حالات جفاف شديدة في جميع أنحاء البلاد جراء أربعة مواسم متتالية من انخفاض هطول الأمطار بين أبريل 2016 وديسمبر 2017 .
وذكر التقرير أن أكثر من مليون شخص غادروا منازلهم هربا من النزاع والعنف المستمر في البلاد.
وأضاف التقرير أن العديد من النازحين داخليا لا يجدون أماكن يذهبون إليه للاستقرار ويعيشون في أراض عامة وخاصة في المدن وأطرافها، وهم معرضون للإجلاء القسري، حيث تم إجلاء أكثر من 109،000 نازح يعيشون في أمكان غير رسمية في جميع أنحاء البلاد بالقوة في الفترة ما بين يناير وأغسطس عام 2017 وأن 77٪ منهم كانوا يعيشون في العاصمة مقديشو.
في نهاية يناير عام 2019 ، دق برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة ناقوس الخطر معلنا أن شبح المجاعة عاد ليخيم مجددا على الصومال، إذ يواجه نحو 4.2 ملايين صومالي خطر المجاعة ما لم تتوفر مساعدات إنسانية للحد من تداعيات هذه المجاعة الفتاكة.
وبحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (النظرة العامة على الاحتياجات الإنسانية في الصومال 2020 )الصادر في شهر ديسمبر الماضي، فإن 1.72 من النازحين داخليا من أصل أكثر من 5 ملايين فقير في البلاد بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وأضاف التقرير أن الأطفال في الصومال يعانون من انتشار سوء التغذية الحاد ، خاصة بين الأطفال النازحين ، حيث تشير النتائج الأولية إلى أن 10 من بين 33 من المجموعة الذين شملهم الاستطلاع لديهم مستويات حرجة من سوء التغذية الحاد.
وأشار التقرير أن مليون طفل صومالي سيعانون من سوء التغذية الحاد خلال الفترة ما بين يوليو عام 2019- يونيو 2020 بسبب سوء التغذية إلى جانب الإفتقار الشديد إلى المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي الأمر الذي زاد من خطر تفشي الأمراض التي تنقلها المياه ، لا سيما عندما تكون الخدمات الصحية قليلة للغاية أو بعيدة جدا، حيث بات 35 ٪ من الأشخاص النازحين داخليا غير قادرين على الوصول إلى مرفق للرعاية الصحية.