شاركت تشكيلات ووحدات القوات المسلحة في المناورة (قادر 2020) على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، وذلك في إطار خطة التدريب القتالي للقوات المسلحة.
وتشهد الأيام القليلة المقبلة قيام القوات المسلحة بتنفيذ المرحلة النهائية من المناورة “قادر 2020″، حيث شاركت تشكيلات ووحدات القوات المسلحة من القوات البرية والبحرية والجوية وقوات الدفاع الجوي، بالإضافة إلى عناصر القوات الخاصة من الصاعقة والمظلات في تنفيذ عدد من الأنشطة التدريبية تتضمن عمليات الفتح الاستراتيجي للقوات على جميع الاتجاهات الاستراتيجية للدولة وعلى ساحلي البحرين الأحمر والمتوسط.
إن الاتجاه الاستراتيجي الغربي أصبح مهدد في ظل التدخل التركي في ليبيا، منوها إلى إن ليبيا هي الأمن القومي والعمق الاستراتيجي لمصر مناورة قادر 2020 تحمل رسائل داخلية اطمئنان للمواطنين تؤكد أن القوات المسلحة تمثل ذراع الشعب المصري على أهبة الاستعداد دوما للدفاع عن أرضه، أما الرسائل الخارجية، فتتضمن التأكيد بأن القوات المسلحة لها مهمة رئيسية وهى تأمين الأراضي المصرية والمياه الإقليمية المصرية الاقتصادية.
أن مصر باتت مهدّدة لأول مرة من الاتجاهات الأربعة الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية، ولهذا تم تدعيم القوات المسلحة بالغواصات وحاملات الطائرات وغيرها من الأسلحة الحديثة. أن المناورة “قادر 2020” تُعد تأكيداً على قوة وجاهزية القوات المسلحة لحماية مقدرات وثروات الوطن، حيث شهدت القدرات القتالية للقوات المسلحة تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الخمس الماضية.
كما قامت القوات البحرية من مناطق عملياتها بتأمين الاتجاهات الإستراتيجية بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والتشكيلات التعبوية والقوات الخاصة وتستمر فى تأمين المنشأت الحيوية بالبحر وبالمياه الاقليمية والاقتصادية
ونفذت العديد من الأنشطة القتالية فى المرحلة الأولى والثانية ومنها تنفيذ عملية برمائية على ساحل البحر المتوسط بالتعاون مع القوات الجوية وقوات الدفاع الجوى وتنفيذ عدد من الرمايات لعدد من الطوربيدات والفرقاطات وطائرات الهيل المحمولة بحرًا إضافة إلى وحدات مكافحة الغواصات كما قامت بتعزيز إجراءات الأمن البحرى بمسرح عمليات البحر المتوسط والأحمر وتأمين الممرات الملاحيه الدولية.
وقامت قوات الصاعقة بتنفيذ بعض الأنشطة التدريبية تضمنت إصطفاف وتحميل إستراتيجى لعناصر من الوحدة 999 قتال بواسطة عدد من الطائرات مختلفة الطرازات، وتنفيذ الإبرار البحرى لوحدة صاعقة محملة على عربات هامر بالوسائط البحرية من حاملة المروحيات وتكليفها بمهمة الاستيلاء على رأس شاطئ وتأمينه بالتعاون مع القوات البحرية والجوية، وكذلك الإبرار الجوى لعناصر من الوحدة 999 قتال بواسطة عدد من طائرات الهليكوبتر مختلفة الطرازات وتكليفها بمهمة القضاء على العناصر المعادية وتعاون أعمال قتال الجيوش والمناطق على كافه الإتجاهات الاستراتيجية.
أن مشاركة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة في العملية العسكرية “قادر 2020” يكشف عن تخطيط عال. إنه على الرغم من ان المناورات العسكرية لا تستهدف دولا بعينها في العالم, أن لكل جيش حول العالم، أساليبه وقواعده ونظامه الخاص، ويتيح التدريب المشترك بحث تلك الأساليب والأخذ منها، والوصول إلى أساليب تعاون جديدة ومبتكرة، والعمل على حل المشكلات التي تواجه الجيوش العربية، سواء كانت في السلاح الجوي أو البري.
احتمال تعرض مصر لبعض الضغوط الاقتصادية عن طريق خفض أو منع المعونات الاقتصادية وبما يترتب على ذلك من تأثير سلبى على الاقتصاد القومي وبالتالي على حرية اتخاذ بعض القرارات بعد الموافقة على تنفيذ بعض التدريبات أو عدم توفير بعض التسهيلات أو المطالب للقوات الأجنبية الصديقة لتعارضها مع أمن وسلامة البلاد ..
زيادة خبرات القادة وهيئة القيادة والقوات من خلال :
🙂 الاشتراك في تخطيط وإدارة العمليات المشتركة مع القوات الصديقة ..
🙂 العمل في مراكز القيادة والتنسيق المشترك وما توفره من إمكانيات التعرف على أحدث الوسائل والأساليب المستخدمة فى التدريب ..
🙂 صقل مهارات القوات وكسر الحاجز النفسى لدى الجندى المصرى تجاة التعامل مع قوات الدول الغربية المتقدمة وبث الثقة فى النفس نتيجة إثبات قدراته العالية فى التدريب وإمكانية إستخدام أحدث الأجهزة والمعدات العسكرية وشهادة جميع المشتركين من الدول الصديقة (ب) تدعيم خبرة عناصر الأمن على كافة المستويات من خلال الممارسة العملية فى تأمين القوات المصرية والأجنبية المشتركة فى التدريبات فى جميع المراحل مع التعرف على إسلوب تأمين الدول الصديقة لقواتها خارج أراضيها وكذا أحدث الوسائل الفنية المستخدمة فى ذلك ..
(ج) توسيع مجال الاختيار لدعم قواتنا المسلحة بأحدث المعدات والأسلحة والتى يتم التعرف عليها من خلال إستخدام الدول الصديقة لها خلال فترة تنفيذ التدريبات ومما يعطى مجال أكبر لتقييمها عملياً ..
(د) فتح مجال لتسويق السلاح المصرى خاصة للدول العربية والأفريقية ..
(هـ) رفع كفاءة ومستوى الخدمات والمرافق والبنية الأساسية بالقواعد الجوية والبحرية التى تستقبل قطع حربية أجنبية لمساعدة الدول الصديقة ..
(و) إكتساب الخبرات من الدول المتقدمة عسكرياً فى جميع المجالات ..
على الرغم من كثافة برامج التدريب والتمارين التي أُجريت في مصر والولايات المتحدة على مدى السنين الماضية، ظلت العقيدة المصرية وسبل تنظيمها حتى وقت قريب تركّز بشكل كبير على العمليات التقليدية واسعة النطاق. كما اتّسم تسلسلها القيادي بعدم المرونة والثقل واكتظاظ الأعداد. عملت سلطة اتخاذ القرار على أعلى مستوى ممكن، لكنها نادراً ما أعطت فرصة إظهار المبادرة.
كما أنه من النادر أيضاً أن يعمل ضباط الصف كمشرفين، وبدلاً من ذلك يتم إخضاعهم ليقوموا بواجبات روتينية ينفّذها عادةً صغار المجندين في الولايات المتحدة. وفي الواقع، حجم المسؤولية والسلطة التي تُعطى على أي مستوى في الجيش المصري أقل بشكل ملحوظ من نظيره الأميركي، ويواصل العديد من الضباط وضباط الصف القيام بالمهام ذاتها ويتم ترقيتهم داخل الوحدات لفترات طويلة، ما قد يكسبهم قدرات عالية من الخبرة الفنية في وظيفة معينة، لكن ذلك يقتصر على وظائف محدّدة ذات نطاق ضيق للغاية.
تزامن تدهور البيئة الأمنية في المنطقة مع تدهور البيئة المحلية. فقد أصبح النزاع في ليبيا وغزة متوطّناً بعد العام 2011، بينما انزلقت سورية واليمن على الجانب الآخر إلى حروب أهلية استقطبت العديد من جيران مصر. وقد أعطى ازدياد نفوذ روسيا في جميع أنحاء المنطقة وظهور تحرك وتحالف بقيادة السعودية والإمارات
بهدف مواجهة إيران على المسارح المختلفة، بما في ذلك في سورية واليمن، فرصة لمصر للاستفادة من تلك المواجهات بالرغم من المخاطر المرتبطة بذلك. نتيجةً لهذا، احتاجت مصر إلى تطوير قواتها، خاصة أن هذه المهمة باتت أكثر جدوى من الناحية المالية بسبب الدعم المقدّم من مختلف الأطراف المتنازعة، كروسيا والسعودية، أو الدول الغربية المتلهفة لدعم صناعاتها العسكرية المحلية، وعلى الأخص فرنسا.
إن قبول تغيّر استراتيجية مصر لتعيد تركيز قدراتها ومهامها العسكرية مع تطوير رفع مستواها، يوفّر فرصة للاستفادة أخيراً من المساعدات العسكرية الأميركية، التي لم تُستغل بعد ولاتحظى بالتقدير الكافي. لكن إيقاظ عملاق من سباته شيء، وتقويته شيء آخر. وسيتطلّب ذلك مزيداً من الوقت، هذا مع فرضية استمرار التزامات الولايات المتحدة تجاه مصر، ما يُعد الآن موضع تساؤل لنرى أي طريق سيسلكه الجيش حتى يحظى بنجاح مهني حقيقي.
سيعتمد المسار الذي ستسلكه العلاقات العسكرية الثنائية جزئياً على نجاح القوات المسلحة المصرية في تبني الأساليب الأميركية وعلى نسبة ذلك النجاح. لكن ذلك يقدّم فرصة لتركيز المساعدات في مجالات تحتاج إلى مساعدات بشكل فعلي، ليُنظر إليها على أنها دولة صديقة خلال الأوقات المحفوفة بالمخاطر، وربط المساعدات بشكل مباشر وصارم بالتقدم نحو تحقيق أهداف متفق عليها.