جيبوتي من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية وتقع على الشاطئ الغربي لمضيق باب المندب في منطقة القرن الإفريقي، يحدّها من الشمال إرتيريا، ومن الجنوب إثيوبيا، ومن الجنوب الشرقي الصومال، ومن الشرق خليج عدن والبحر الأحمر، ومن الغرب إثيوبيا.
حصلت جيبوتي على استقلالها من فرنسا في 27/يونيو – حزيران/1977م.
إن الموقع الاستراتيجي الّذي تحظى به جيبوتي منحها امتيازات عسكرية واقتصادية، إذ تتنافس الدول الإقليمية والدول الكبرى على وجود موطئ قدم لها في جيبوتي للمشاركة في التّحكم على البوابة الغربية لمضيق باب المندب الّذي يعتبر من أهم الممرات المائية في العالم.
وتسعى جيبوتي إلى الحصول على مقعد لها غير دائم في مجلس الأمن الدولي، مما أدّى بعض الخبراء إلى البحث عن الفرص المتاحة لجيبوتي والتي ستساعدها على الحصول على هذا المقعد.
وقبل أن نتطرّق إلى الحديث عن الفرص المتاحة لجيبوتي لا بدّ من الإشارة إلى النظام الانتخابي للأعضاء غير الدّائمين في مجلس الأمن الدّولي.
تنتخب الجمعية العامة كل سنة، في أثناء دورتها العادية، خمسة أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن لمدة سنتين كما تنص بعض قرارات الجمعية العامة حيث تشير هذه القرارت إلى أنه يجرى انتخاب أعضاء مجلس الأمن غير الدائمين العشرة وفقا للنمط التالي:
- خمسة أعضاء من دول آسيا وأفريقيا.
- عضو واحد من دول أوروبا الشرقية.
- عضوان من دول أمريكا اللاتينية.
- عضوان من دول أوروبا الغربية ودول أخرى.
كما يُطلب من الدّول المتنافسة على المقاعد غير الدّائمة لمجلس الأمن بعد مراعاة التوزيع الجغرافي أن تساهم هذه الدول في صيانة السلم والأمن الدّوليين وفي بقيّة المقاصد الأخرى للمنظمة.
فلدى جيبوتي فرصا تساعدها على الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدّولي بسبب موقعها الجغرافي ، ودورها الرائد في عمليات حفظ السلام في المنطقة، كما أن منافسها القوي في هذا المقعد ضمن دول المنطقة ، كينيا لا تحظى بنفس الامتيازات.
تحظى جيبوتي على اهتمام دولي وإقليمي واسع، حيث استطاعت أن تستغل موقعها الجغرافي المتميّز لصالحها مما أدّى إلى ازدياد الاهتمام الدولي والإقليمي بها، ويظهر هذا الاهتمام الدولي والإقليمي في القواعد العسكرية المتواجدة في جيبوتي إذ يوجد بها مقرّ القيادة الأمريكية للقوات الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، كما يوجد فيها قاعدة عسكرية للصين وأخرى لفرنسا، كما تسعى المملكة العربية السعودية أيضا إلى إقامة قاعدة عسكرية لها في جيبوتي. هذا الاهتمام الدّولي لجيبوتي سيساعدها على الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي.
تشارك جيبوتي في عمليات حفظ السلام في عدد من الدول الإفريقية ولديها قوة كبيرة في الصومال تعمل ضمن بعثة قوات الاتّحاد الإفريقي لحفظ السلام، مما يعني أن جيبوتي من خلال هذه الخطوة تساهم في عمليات إعادة الأمن والاستقرار إلى الصومال، وهذا من أهم أهداف مجلس الأمن الدولي، وعليه فإنه يمثل فرصة ستساعد جيبوتي على الفوز بهذا المقعد.
تبذل جيبوتي جهودا جبّارة للحصول على المقعد غير الدائم في مجلس الأمن الدولي للفترة المقبلة وتجري لقاءات مع عدد من قيادات ومسؤولين في الدول الافريقية وخصوصا دول شرق أفريقيا، ففي لقاء جمع بين كلّ من الرئيس الصومالي السيد محمد عبدالله فرماجو والرّئيس الجيبوتي السيد إسماعيل محمود غيللي قبل يومين تباحث فيه الطرفان أهمية تعزيز التعاون بينهما وأهمية حصول جيبوتي على صوت أشقائها الصوماليين عند التصويت للمتنافسين على هذا الكرسي في الجمعية العامة، وهذا يدلّ على المساعي التي تبذلها جيبوتي للحصول على هذا المقعد.
وعلى الرغم من هذه الفرص المتاحة لجيبوتي والتي ستساعدها على الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدّولي إلاّ أنّه لا يمكن الجزم بحصول جيبوتي على هذا المقعد، حيث إنها عملية تخضع للمنافسة، والتي قد تأتي في بعض المرات بنتائج غير متوقّعة، ومع ذلك فإن غالبية المجتمع الصومالي يتمنى أن تفوز جيبوتي على هذا المقعد بسبب العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين، خاصة وأن جيبوتي تتنافس على هذا المقعد مع كينيا التي في خلاف حدودي مع الصومال مما يجعل المجتمع الصومالي يقف إلى جانب أشقائه في جيبوتي.