مقديشو ( مركز مقديشو) يواجه النازحون في مستوطنات المشردين داخليا في العاصمة مقديشو تحديات كبيرة جعلتهم يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة.
ففي تقرير نشرته منظمة العمل الإنساني البولندي، أمس الإثنين، تكتظ مخيمات النازحين داخليا في مقديشو بأعداد كبيرة من الفارين من تصاعد المواجهات العسكرية بين الجماعات المسلحة المقاتلة والجفاف الذي ضرب عددا من المناطق الزاعية في جنوب الصومال.
وقالت المنظمة إن هؤلاء النازحين يعيشون في وضع صعب في ظل تدني الخدمات التي تقدمها الجهات الفاعلة في المجال الإنساني، مشيرة إلى أنها أكثر من طاقة المنظمات الانسانية حيث ما زالت مرافق تلك المنظمات المحدودة أصلا تستقبل عائلات جديدة كل يوم.
ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ، تستضيف منطقة بنادر أكثر من700 ألف من المشردين داخلياً ، ويواجه حوالي 270 ألف منهم حالة من انعدام الأمن الغذائي الحاد بينما يعاني الباقون من مستويات حرجة من سوء التغذية الحادة.
وأضح التقرير أن 70٪ من هؤلاء من النساء والأطفال ، وهؤلاء النساء يعانين من ظروف قاسية وأن افتقارهن إلى الدخل لإعالة أسرهن يجعلهن أمام خيارات صعبة إما للبقاء في المخيمات أو التنقل في أحياء مقديشو بحثاً عن فرص دخل متاحة نادراً ما تؤدي بها إلى قبول عمل استغلالي لا يوفر لهن سوى أقل من دولار واحد في اليوم.
وأضاف التقرير أن البقاء على قيد الحياة على وجبة واحدة في اليوم وعدم القدرة على الوصول إلى السلع الغذائية هو سبب رئيسي لارتفاع حالات سوء التغذية بين الرضع والحوامل في المخيمات.
وكشف التقرير أن النزاع الذي طال أمده في الصومال وتدهور الوضع الأمني في منطقتي شبيلي الوسطى وشبيلي السفلى بسبب تتصاعد المواجهات العسكرية بين الجماعات المسلحة المقاتلة أدى إلى عمليات نزوح واسع النطاق في أجزاء كثيرة من جنوب ووسط الصومال .
وقال التقرير إن الفترة ما بين نوفمبر وديسمبر عام 2017 ، فرت أكثر من 2000 أسرة من منازلها في قرى جنوب منطقة بلعد في اقليم شبيلي الوسطى بعد أن داهمت القوات الحكومية الصومالية مناطق يعتقد أنها تستضيف جماعات مسلحة، لافتا إلى نزوح قسري لجماعات تصنف بالأقليات الاجتماعية في مقاطعة مركه باقليم شبيلي السفلى بسبب الاشتباكات العشائرية حول السيطرة على الأراضي.
كما أشار التقرير إلى التأثيرات المؤلمة لموجات الجفاف على المجتمعات الرعوية والزراعية في مناطق باي ، وشبيلي السفلى ، وباكول، منبها إلى الوضع المزري الذي تعيش فيه الآلاف من العائلات التي لا تزال تواجه انعدام أمن غذائي متزايد نتيجة انخفاض الأنشطة الزراعية وبسبب فترات الإمطار المنخفضة.
ولفت التقرير إلى أن النتيجة المؤلمة المباشرة لموجات الجفاف كانت نضوب مياه نهر شبيلي الذي كان يستخدم كمصدر لمياه الشرب في جنوب وسط الصومال، وفقدان المجتمعات الرعوية مواشيها ، مما جعل الحياة في القرى الريفية أمر لا يطاق ما أسفر عن نزوح أعداد هائلة من سكان تلك القرى المنكوبة إلى مقديشو للانضمام إلى المستوطنات غير الرسمية.
واختتم التقرير إلى أن منظمة العمل الانساني البولندي يقوم بدعم بعض العائلات النازحين في المخيمات من خلال توزيع التحويلات النقدية غير المشروطة ، وفي إطار هذا المشروع ستحصل 770 عائلة معظمها من الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي والتي تعيش على طول الطريق الرابط بين أفجوي ومقديشو وكذلك العائلات المتضررة من الجفاف في شبيلي على ثلاثة أشهر من التحويلات النقدية غير المشروطة. تصل هذه التحويلات 70 دولارًا أمريكيًا شهريًا ، وستحصل كل عائلة على 210 دولار أمريكي لمدة 3 أشهر.