أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن بلاده ستواصل دعم وحدة الصومال واستقرارها وسيادتها ورفاه شعبها، قائلاً في تغريدة عبر حسابه الرسمي في “تويتر” إن قطر والصومال “تربطهما علاقة أخوة واحترام متبادل، ومباحثاتي مع أخي الرئيس محمد عبدالله فرماجو أعادت التأكيد على هذه المعاني وتركزت على سبل تعزيز التعاون المشترك بين بلدينا”.
وكان أمير ورئيس الصومال قد شهدا الاثنين التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الصحي بين حكومة دولة قطر وحكومة جمهورية الصومال الفيدرالية، تتويجاً لزيارة الدولة الرسمية التي يقوم بها الرئيس فرماجو للدوحة.
وقالت وكالة الأنباء القطرية (قنا) الاثنين إن الزعيمان بحثا دعم وتعزيز أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، ومستجدات الأوضاع على الساحة الصومالية، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
دعم الصومال للتغلب على مختلف التحديات
وفي بداية جلسة المباحثات التي عقدت قبل ظهر الاثنين بالديوان الأميري، رحب أمير قطر بضيفه، مؤكدا أن هذه الزيارة ستسهم في تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين في كافة المجالات، وأن قطر ستواصل دعمها للصومال ولجهود رئيس الصومال للتغلب على مختلف التحديات والصعوبات التي يواجهها، متمنيا لبلده دوام الأمن والاستقرار.
تقدير صومالي للدعم القطري وموقفها الإيجابي
من جهته، أعرب الرئيس الصومالي عن شكره وتقديره للشيخ تميم على دعم قطر للصومال، وعلى جهودها ومساندتها للشعب الصومالي اوتقديم المساعدات الإغاثية والتنموية له بشكل مستمر خاصة في المجالات الصحية والتعليمية ومشاريع البنية التحتية، مشيدا في الوقت نفسه بموقف قطر الإيجابي تجاه الصومال في المحافل الدولية.
مناقشة التطورات في الصومال وجهود مكافحة الإرهاب
واستعرض الشيخ تميم والرئيس فرماجو خلال الجلسة التعاون الثنائي بين البلدين والسبل الكفيلة بتنميته في مختلف المجالات، بالإضافة الى تطورات الاوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في الصومال وجهود الدولتين في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، من أجل تعزيز وحدة واستقرار وأمن الصومال.
وكان في استقبال الرئيس الصومالي والوفد المرافق لدى وصوله مطار حمد الدولي أمس الأحد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات، وحسن بن حمزة أسد هاشم سفير دولة قطر لدى جمهورية الصومال، ومختار علي يوسف القائم بأعمال السفارة الصومالية الفيدرالية لدى الدولة.
وتعدّ زيارة الرئيس فرماجو الثانية له إلى قطر، واللقاء الثالث الذي سيجمعه مع الشيخ تميم في أقل من عام، حيث سبق لهما اللقاء على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، قبل لقائهما مجدداً في زيارة رسمية للدوحة قام بها الرئيس فرماجو في أذار/ مارس من العام الماضي.
دعم 210 مليون دولار مساعدات إنسانية قطرية للصومال
ومنذ عام 2010، قدمت قطر للصومال 210 ملايين دولار أمريكي كمساعدات إنمائية، مثلما وقعت الدوحة مع الحكومة الصومالية اتفاقية ثنائية بقيمة 200 مليون دولار بتاريخ 28 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، والتي تركز على خلق فرص العمل، ودعم البنية التحتية، والتعليم والتمكين الاقتصادي، وغيرها من القطاعات الاقتصادية التي ستنفذ بالشراكة مع الأمم المتحدة، بحسب ما ذكره في وقت سابق السفير طارق بن علي الأنصاري مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية.
كما قدمت قطر عديد المساعدات للحكومة والشعب الصومالي، بينها مساعدات عسكرية لدعم الشرطة الوطنية من دولة قطر، تتكون من ثلاثين سيارة للدفع الرباعي، خصصت لمهام قوات الشرطة الوطنية.
كما قام في وقت سابق وفد فني من هيئة الأشغال العامة “أشغال” بزيارة الصومال، تحقيقاً لأهداف مذكرة التفاهم الموقعة بين ”أشغال” وصندوق قطر للتنمية، لتقديم خدمات ومشورات فنية، وإدارة المشاريع الممولة من قبل الصندوق خارج دولة قطر.
موقف إيجابي للصومال من الأزمة الخليجية
في المقابل، التزم الرئيس الصومالي موقف الحياد من الأزمة الخليجية، رغم الضغوط التي مارستها دول الحصار، الأمر الذي تسبّب لاحقا في توتر العلاقات بين الصومال والإمارات العربية المتحدة بدرجة خاصة، على رفض دولة الصومال التدخلات الإماراتية في الشأن الداخلي لبلد أفريقي، ودعم أبو ظبي لولاية تطالب بالاستقلال.
المصدر:القدس