يتساءل العديد من المراقبين سبب عدم نيل صوماليلاند بالاعتراف الدولي.الجواب هو علاقة أحزاب المعارضة في هذا الإقليم بالشيوعية العالمية، فمنذ حرب ،1977 بين الصومال وإثيوبيا، وبعد قطع الصومال علاقاتها مع الاتحاد السوفيتي احتجاجا على انحيازها لإثيوبيا الشيوعية، و انضمام الصومال للمعسكر الغربي الرأسمالي بقيادة أمريكا وحلفاؤها بالشرق الأوسط، كانت إثيوبيا ومن يوجهها خلف الكواليس-الاتحاد السوفيتي- تجتهد في تمويل جبهات المعارضة الصومالية، ومنها جبهة(SNM) والجبهات المسلحة الصومالية الأخرى ، وفي المقابل كانت الحكومة الصومالية و بدعم من حلفائها في الغرب،والشرق الأوسط، تمول جبهات المعارضة الإثيوبية ،واستمر الأمر على هذا الحال حتى جاءت فترة الإصلاحات في الاتحاد السوفييتي بقيادة جورباتشوف في الثمانينات ، حيث طلب جورباتشوف قروضا من البنك الدولي والعالم الغربي لإنقاذ اقتصاد بلده، والتي قابلها الغرب مطالبات بتقديم تنازلات كثيرة من قبل الاتحاد السوفيتي في مناطق كثيرة بالعالم، منها:
أولا: طلب معسكر الغرب غورباتشوف بإنهاء حلف وارسو، والذي كان يضاهي حلف الناتو من حيث القوة العسكرية، ويضم دولا معظمها من أوروبا الشرقية، وهو ما استجاب به غورباتشوف، وحل حلف وارسو. ثانيا: طلبوا منه بإنهاء التواجد العسكري السوفييتي في ألمانيا الشرقية،وضمها إلى ألمانيا الغربية، ونفذ غورباتشوف ايضا هذا المطلب. واستمر على هذا الحال في تقديم التنازلات في مناطق كثيرة في العالم، إلى أن طالب الغرب من غورباتشوف أن يطلب من الزعيم الاثيوبي آنذاك منغستو هيلا مريم بإصدار الأوامر لوقف نشاطات الحركات المعارضة الصومالية التي كانت تنطلق من الاراضي الاثيوبية، على أن تقوم في المقابل حكومة سياد بري بوقف نشاطات المعارضة الإثيوبية. و بوساطة أمريكية -سوفيتية، وقعتا الصومال وإثيوبيا ما يشبه بمعاهدة السلام. وأصدرت الحكومة الصومالية آنذاك عفوا عاما لمن يريد الرجوع للصومال من المعارضة ، وقد رجع البعض إلى الصومال.
ولكن بعض الحركات المعارضة الصومالية خالفت الأوامر التي أصدرتها الحكومة الإثيوبية آنذاك بوقف أنشطتهم، واجتمعوا سرا على الحدود الإثيوبية -الصومالية، واتفقوا على المغامرة،واستعمال عنصر المفاجأة، و نجحوا في انقلاب الحكومة المركزية، ثم أعلنت صوماليلاند انفصالها عن بقية الصومال، ولكن للأسف، فقد اعلنوا الانفصال سنة ١٩٩١، وهو نفس العام الذي انهار فيه الاتحاد السوفيتي، وبالطبع بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ،أصبحت أمريكا تتسيد العالم(نظام أحادي القطب).
وبالعقل والمنطق ،كيف تعترف أمريكا صوماليلاند ،ومؤسساتها التي انبثقت عن جبهة كانت ممولة من قبل الشيوعية العالمية( SNM)، وأزاحت عن الحكم حليف الغرب في الصومال آنذاك محمد سياد بري.