مقديشو ( مركز مقديشو) ثمن سعادة عبد القادر شيخي محمد الحاتمي سفير جمهورية الصومال لدى دولة الإمارات عاليا وقوف الإمارات قيادة وشعبا إلى جانب الصومال في التفجير الإرهابي الذي وقع الأسبوع الماضي في العاصمة مقديشو وأسفر عن مئات القتلى و الجرحى ….مؤكدا ان التدخل الإماراتي السريع لنقل 100 مصاب من جراء الحادث للعلاج على نفقتها ساهم بالتخفيف من حدة الخسائر البشرية جراء هذا الاعتداء الآثم..
وأكد سعادته في حوار مع وكالة أنباء الإمارات ” وام ” أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وطن يعلي قيم الإنسانية حيث يشهد التاريخ أن مساعداتها لدولة الصومال لم تتأثر على مدى عشرات السنين من تاريخها بأي تطورات تشهدها الساحة الداخلية لهذا البلد خاصة على الصعيد السياسي والعسكري لأن الهدف كان وما يزال هو نجدة الشعب الصومالي الشقيق ومساعدته على تجاوز المحن و الملمات التي أصابته دون أي مقابل أو غاية.
وقال أن الإمارات تعد الدولة الوحيدة التي نقلت ضحايا التفجيرات والاعتداءات الإرهابية التي يتعرض لها الصوماليون على مدى السنوات الماضية إلى العلاج في المستشفيات الإماراتية مما يؤكد قيم الخير من وطن الخير المتجزرة في نفوس المجتمع الإماراتي حتى بات قبلة الإنسانية على مستوى العالم.
وأضاف السفير الصومالي أن رجال الإمارات يؤكدون دائما عبر كل المواقف والمحن التي يمر بها الشعب الصومالي أن قيم وطنهم ومواقفهم الثابتة منطلقة من الخصال الحميدة التي زرعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” في نفوس شعب الإمارات الأصيل.
وأشار السفير الحاتمي إلى أن الشعب الصومالي لن ينسى لدولة الإمارات مواقفها الدائمة لنجدته في الأوقات العصيبة التي يحتاج فيها إلى مد يد العون والمساعدة حيث تكفلت الإمارات إلى جانب علاج 100 جريح من مصابي تفجير مقديشو الانتحاري وبإرسال كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية بصورة عاجلة للمستشفيات الصومالية لتعزيز قدرتها على تقديم الرعاية الصحية للمصابين مما يؤكد للعالم أن الإمارات حاضرة بقوة وبإنسانيتها ومواقفها التي باتت مثالاً يحتذى في نجدة المستضعفين.
وكانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي سارعت إلى اتخاذ الترتيبات العاجلة لنقل الجرحى إلى دولة كينيا المجاورة على وجه السرعة التي تتطلبها أوضاعهم الصحية وتسخير الإمكانات لتوفير الرعاية الطبية للجرحى وتحسين أوضاعهم الصحية… إضافة إلى تقديم كل ما من شأنه أن يحد من معاناة الجرحى ويساهم في عملية شفائهم ويوفر سبل الراحة لذويهم ومرافقيهم.
كما أعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أنها ستقوم بتوفير الرعاية الشاملة لنحو 300 يتيم ممن فقدوا أسرهم في التفجير الانتحاري لمدة ستة أشهر ومن ثم ستتم كفالتهم ضمن برنامج كفالة الأيتام الذي تنفذه الهيئة في أكثر من 25 دولة حِول العالم.
المصدر- وام
وأشار الحاتمي إلى أن رجال الإمارات لم يدخروا وسعا في القيام بواجباتهم الإنسانية تجاه الشعب الصومال دون أن يخشوا المخاطر حيث تبرع أعضاء البعثة الدبلوماسية الإماراتية بالدم لإنقاذ حياة المواطنين الصوماليين المصابين في التفجير الدموي الذي وقع بمقديشو السبت الماضي وهذا الموقف سيسجله التاريخ بأحرف من نور إلى الإمارات قيادة وحكومة وشعبا على مساندتهم الدائمة لأشقائهم في الصومال لتجاوزهم محنتهم فهدفهم الإنساني النبيل هو الدافع والمحفز الأكبر.
وقال سعادة سفير الصومال أن الإمارات لم تتوقف يوما خلال مسيرتها الخيرة في الصومال من تقديم المساعدات الإغاثية دون مقابل.. وكانت خلال مسيرتها المباركة تلك تكفكف الدموع وترسم الابتسامات وتعمل على دعم الحياة الكريمة للمناطق المستهدفة في الصومال فقدمت المساعدات وأقامت المشاريع التنموية والخدمية لدعم الذين يمرون بأزمات .. مشيرا إلى أن يد الإمارات تجهد على مدار الساعة للتخفيف من المعاناة ودعم أشقهائهم الصوماليين على تجاوز محنتهم التي يمرون بها.
ويشار إلى الجهود الإغاثية الإماراتية في الصومال بدأت منذ عقود من الزمن وهي لاتزال مستمرة في كل المجالات والميادين، ويكفي في هذا الصدد الإشارة إلى أن مكاتب هيئة الهلال الأحمر الإماراتي موجودة في الصومال منذ أكثر من 20 عاما بناء على توجيهات القيادة الرشيدة بالمساهمة في توفير كافة الاحتياجات الإنسانية الضرورية للأشقاء في الصومال.
وبحسب إحصائيات هيئة الهلال الأحمر الإماراتي فإن قيمة المساعدات التي قدمتها الهيئة لجمهورية الصومال منذ عام 1993 وحتى نهاية 2016 أي خلال 23 عاما بلغت 277 مليونا و553 ألف درهم وقد شملت هذه المساعدات العديد من المشاريع التنموية وبرامج الإغاثة ومشاريع رمضان والأضاحي والأيتام والمساعدات الإنسانية للمحتاجين.
وأشار السفير الصومالي في الدولة إلى أن الإمارات لم تكل يوما من الاستمرار في تقديم العون والمساعدة للشعب الصومالي حيث تستمر المساعدات بسخاء إضافة إلى إقامة المشاريع التنموية دون توقف .. مشيرا إلى أن العلاقات الإماراتية الصومالية أرسى دعائمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه حيث مواقفه التي لا تنسى وحيث كان يقدم المساعدات الإنسانية والتنموية غير المحدودة لبناء المصانع والمدارس والبنية التحتية وغيرها من الخدمات في مختلف القطاعات التي تصب في مصلحة الشعب الصومالي.
ولفت إلى أن الإمارات حاضرة بقوة في الصومال تدعم وتغث وتساعد وتقدم كل دعم ممكن للمساعدة على تجاوز الظروف الصعبة التي تمر بها الصومال ليوضح ذلك إيمانها بنهجها الإنساني الخالد ومواقفها المشرفة التي تستهدف المستضعفين والمنكوبين والمحتاجين.
وأوضح سفير الصومال أن بلاده قطعت شوطا كبيرا في التصدي للإرهاب الذي تمثله حركة “الشباب” والقضاء عليها وطردها من معظم مناطق البلاد ..
مؤكدا أنه بفضل القرار الشجاع الذي اتخذه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالوقوف إلى جانب الشعب الصومالي وتقديم المساعدات الإغاثية والمشروعات التنموية استطاعت الصومال تحرير العديد من المناطق واستعادة السيطرة على البلاد.
ولفت إلى أن الهدف الرئيسي للإمارات هو إعادة الإعمار والبناء في الصومال وذلك من خلال تنفيذ عدد من المشاريع التنموية منها بناء أكبر مستشفى في مقدشيو وهي مستشفى الشيخ زايد حيث تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى ويجري حاليا البدء في المرحلة الثانية .. مشيرا إلى أن هذا الصرح الطبي سيقدم خدمات جليلة للشعب الصومالي فور الإنهاء منه بالإضافة إلى العديد من المشاريع الأخرى التي تشمل بناء المدارس وحفر الأبار وحل مشكلة المياه عبر إعادة تأهيل الأحواض التي كانت تستخدم لتجميع مياه الأمطار وبناء سد في شمال الصومال الأمر الذي سيكون له أثر كبير في مواجهة الأزمات.
وأكد السفير الحاتمي أن المساعدات الإماراتية للشعب الصومالي طالت مختلف القطاعات وذلك ليس بغريب على دولة الإمارات.. فهي معروفة بكرمها وحرصها على تقديم المساعدات وتقديم يد العون لكل المحتاجين في كل مكان بالعالم حيث تولي دولة الإمارات العمل الإنساني والإغاثي أولولية قصوى وذلك إيمانا منهم بأهمية تقديم يد العون والتخفيف من المعاناة وحفظ كرامة الإنسان.
وأشاد بدور دولة الإمارات في العمل الإنساني والخيري في الصومال وإغاثة المحتاجين حيث لم تقتصر مساعدات الإمارات على مجال محدد بل شملت كافة المجالات الاقتصادية والصحية والتعليمية .. مشيرا إلى أن الدعم الإماراتي يساهم في تخفيف معاناة الشعب الصومالي حيث تأتي دولة الإمارات في مقدمة الذين وقفوا إلى جانب الشعب الصومالي وقامت بافتتاح المدارس والمستشفيات.. فنحن ننظر بتقدير كبير للدور الذي قامت وما زالت تقوم به المؤسسات الخيرية والإنسانية الإماراتية.
وكانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أطلقت في إبريل الماضي حملة “لأجلك يا صومال” التي جاءت تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله لدحر المجاعة في الصومال حيث لبى مجتمع الإمارات خلال الحملة نداء الإنسانية لإغاثة الشعب الصومالي في محنته بسبب المجاعة والجفاف وقد بلغ إجمالي التبرعات للحملة في اليوم الأول فقط نحو 165 مليون درهم.
كما أعلنت مؤسسة “سقيا الإمارات” تحت مظلة مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” خلال عام 2017 عن مشروعين لتوفير مياه الشرب لأكثر من 90 ألف نسمة في الصومال بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية.
وأكد سعادة عبد القادر شيخي محمد الحاتمي سفير جمهورية الصومال لدى الدولة في ختام تصريحه أن العلاقات الإماراتية الصومالية تاريخية ومتأصله منذ القدم حيث كان البحارة والتجار الإماراتيون يترددون إلى الموانئ الصومالية وكذلك السفن من الصومال إلى دول الخليج.