غادر الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو بلاده يحذوه أمل كبير في أن تكلل زيارته لتركيا بالنجاح، وأن تحقق نتائج ملموسة تعكس إيجابا على حياة المواطنيين الصوماليين في الداخل باعتبار تركيا الداعم الأساسي والرئيسي للصومال في هذه المرحلة.
كما كان متوقعا تلقى الرئيس استقبالا حافلا من قبل نظيره التركي رجب طيب أوردعان والذي تعهد له برفع مستوى الدعم التركي للصومال خلال السنوات المقبلة.
جرى خلال لقاء الرئيسين بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات لما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
كما جرى استعرض الرئيسان التطورات السياسية والانسانية في الصومال ودور تركيا في مساعدة ملايين الصوماليين الذين يتعرضون للمجاعة في عدد من المناطق بالصومال.
وكذلك شهد الرئيسان توقيع عدد من الاتفاقيات في المجالات التعليمية والثقافية والتنموية.
أكد الرئيس التركي أردوغان للرئيس فرماجو أن بلاده أعدت مساعدات إنسانية عاجلة، عبر الهلال الأحمر التركي، ووكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، لإرسالها إلى المناطق المتضررة من الجفاف والمجاعة، في شرق إفريقيا، مشيرا إلى إرسال تركيا 15 ألف طن من المساعدات الغذائية، والطبية، كمرحلة أولى إلى المحتاجين في الصومال في شهر رمضان المبارك.
وتوقع الرئيس التركي بإن تجرى منظمة التعاون الاسلامي دراسة شاملة حول مكافحة الجفاف في شرق إفريقيا، مشدّدا على أن بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب “المظلومين الذين يتشبثون بالحياة وسط الفقر والحرمان، رغم تجاهل مشاهدهم من قبل الدول المتقدمة”.
كما أوضح أردوغان أن بلاده يساهم في تحريك عجلة التنمية في أرياف العاصمة الصومالية، مقديشو، ومناطق أخرى، من خلال دعم الإنتاج الزراعي، ودعم التصنيع، وتشجيع القطاع الخاص التركي للاستثمار في البلاد.
وبدوره، أعرب الرئيس فرماجو عن شكره وتقديره للحكومة التركية على دعمها المستمر للشعب الصومالي، مثمنا مساهماتها في انجاز العديد من المشاريع التنموية في بلاده.
وأضاف الرئيس أن حكومته تتطلع إلى مواصلة الدعم التركي للصومال، موجها دعوة إلى الرئيس التركي لزيارة مقديشو في أقرب وقت ممكن.
وشهد الرئيس فرماجو بعد لقائه نظيره التركي طيب رجب أردوغان مراسم توقيع وزير التنمية التركي “لطفي ألوان”، ووزير الخارجية والتعاون الدولي، “يوسف غراد عمر”، على اتفاقية التعاون الإنمائي، واتفاقية أخرى تتعلق بتبادل الخبرات في المجال الثقافي وإنشاء مراكز ثقافية ونشاطاتها في البلدين.
لن تكون زيارة الرئيس لأنقرة زيارة عادية عابرة وانما ستكون زيارة مختلفة عن سابقاتها وستعطي دفعة قوية للعلاقة بين البلدين، وخاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والعسكرية على الرغم من وجود تحديات وعقبات تعتري طريق تلك العلاقة وعلى رأسها الوضع الأمني في الصومال والصراعات الدولية على منطقة القرن الافريقي.