تم انتخاب السيد محمد عبدالله فرماجو من قبل ممثلي الشعب الصومالي بأغلبية ساحقة وعمت الفرحة كامل تراب الصومالي ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا تم الاتفاق على انتخاب السيد فرماجو؟ وما هي سر الشعبية العارمة التي يتمتع بها؟
ليست شخصية السيد فرماجو ما أحبه الشعب بقدر ماهي العدالة الاجتماعية التي طبقها أثناء فترة رئاسته للوزاراء هي التي جعلته حبيب الشعب ومالك قلوبهم لقد كان قريبا من الشعب يشارك في اتراحهم وافراحهم ولم يشغل نفسه كغيره من السياسين بجمع المال العام و في وقته كانت تؤخد الرواتب في حينها بينما اليوم تتأخر الرواتب الي خمسة اشهر وفي بعض القطاعات أكثر وفي وقته قلل المصروفات التي كانت تثقل كاهل خزينة العامة الي رقم قياسي وصرفها في أوجه النفع العام وعم الأمن نسبيا في فترة رئاسته للوزارة واشتهر باليد النظيفة واعاد روح الوطنية التي حلت محل القبلية المقيتة والتي كانت دائما رهان الأعداء في تقسيم الصومال وتمزيق الوطن الي دويلات متناحرة.
ما انتخبه البرلمان بالأمس القريب هو العدالة التي كان يبحثها الشعب مند ردح طويل ..انتخب اليد النظيفة عن أموال العامة… انتخب استقلالية القرار السياسي وعدم التبعية انتخب الوطنية بدل العمالة انتخب من يقدم مصلحة العباد والبلاد عن إي مصلحة أخرى.
لقد كان مشهدا مهيبا فبينما كانت الفرحة تعم وجوه الشعب الصومالي كانت هناك وجوه مكفهرة وعابسة داخل قاعة الانتخابات وهي من دول الجوار ومن شخصيات ميولها كانت الي جانب الفساد والمفسدين تفاجئت بالنتائج وبروح الوطنية التي سادت المكان تفاجئت أيضا مدي تكاتف بين الرؤساء الثلاثة في المنصة المنتخب والمنتهية ولايته والسابق ولعلهم يراجعو حساباتهم وتكتيتاهم قبل فوات الأوان.
لقد سطرت الانتخابات الرئاسية أمس درسا للساسة قبل العامة وهي : ان إرادة الشعب فوق الجميع، فوق المال الفاسد، فوق شراء الذمم، فوق دعم دول الجوار، فوق زمرة ما او قبيلة، فوق ذا وذاك وتحقق قول الشاعر المناضل الشابي ( اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد للقيد ان ينكسر ولابد لليل أن ينجلي ولابد القدر أن يستجيب ).
لقد انست الفرحة ولو بالقدر القليل قطاعا عريضا من الشعب آلامهم من القحط والتشرد فنزلو الي الشوارع والميادين مرددين الكلمات والاناشيد الوطنية واحيت آمالهم بولادة فجر جديد عل أن يزيل ولو بالقليل من الوقت أحزانهم وآلامهم.
أمل الصوماليين فيك كبير يا فخامة الرئيس فرماجو فكن كما عودتنا دوما قريبا من الشعب، وأعمل في إعادة اللحمة الوطنية بين أفراد الشعب وأعادة الأمن والأمان الي البلد الجريح، وجاهد في القضاء علي الفساد المستشري في الدولة والمحسوبية من خلال إنشاء هيئة وطنية مستقلة لمحاربة الفساد والمفسدين.
أمام الرئيس تحديات جمة أهمها، دفع الرواتب المتراكمة مند أشهر وتكملة المصالحة الوطنية بين أفراد الشعب وخلق فرص وظيفية وحرفية للشباب واعادة الأمن الي ربوع الوطن كماان التركة ثقيلة والخزينة العامة شبه خاوية بسبب الفساد في الانتخابات الأخيرة التي وصلت الي أرقام فلكية الكل يعرفها ممازاد من حدة الشعب التي اثقلته الديون كاهله في هذا الظرف الحساس من تاريخ أمتنا العريقة.
“مصلحة العباد والبلاد” هذا الشعار الذي قادك الي الفوز نرجو من الله الكريم ان يتحقق في أرض الواقع وينعم البلاد والعباد في رخاء وامان في ظل قيادتك الحكيمة مستعينا بالله ثم بالكفاءات الوطنية المخلصة ولاعزاء علي الفاسدين الذين امتصو مقدرات الشعب كما نرجو أن يتم تغير ثقافة السياسة الانتفاعية فلا يمكن الجمع بين السياسة والمال كما حذر منه العلامة ابن خلدون سابقا.
وأخيرا نقدم تحية إجلال وتقدير للرئيس السابق والخاسر في الانتخابات إلى السيد حسن شيخ محمود بقبوله النتيجة والانتقال السلس والشجاعة التي قبل خسارته بصدر رحب حيث طلب من الجميع مؤازرة الرئيس الجديد في مهامه.