نحن نعيش في عالم اختلت فيه الموازين، وتباينت فيه القوى، ونطقت فيه الرُّوَيْبِضَة وأكل القوي الضعيف، ثم يذرفُ القوي بالدموع، ويزعم: بأنه حارس العالم بأخطار الأشرار الصغار الخارجة على النظام ، وأنه ما يريد وراء انقضاضه على الضعيف إلا رحمة للعالمين، فلا يسمع مِمَن حوله إلا تصفيق الأغزام المنهزمين، وزَغَاريد حَنَاجرهم ! فحالُهم وحالُه كحالِ ذلك الذي اصطاد عصافيرا في وقت الشتاء البارد، فبدأ يذبح العصافير واحدة تلو أخرى، وعينه تنهمر دموعُها لفعل البرد، فرق له أحد العصافير فقال في غباء : يا له من مسكين يبكي شفقة بنا ! فقال له أحد العصافير: يا غبي لا تنظر دموع عينيه بل أنظر أفعال يديه .
الأغبياء دائما وأبدا لا ينظرون إلى الأفعال، وإنما تخدعهم الألفاظ المعسولة ، والشِّنشنة المنافقة، والأفكار المضللة، والخطب الإبليسية، ( وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين )،
فهذا إبليس أضفى على نفسه لقب الناصح وأكد على ذلك بحلفاته وقسماته، بأنه من الناصحين، وعلى سَنَنِ إبليس تجد لدى كثير من الساسة والقيادة أنهم يُبدون للرعاع – الذين لا يقرؤن ما وراء الأقوال – أقولا معسولة، وشعارات برّاقة، لكنها تحمل في طياتها سما زاعفا، وسكينا ذابحا، وأفعالهم أفعى لهم، وألماسهم أفحام، فهذا فرعون القائد المحنك، الذي أقر له خالقه – وهو يعلم حقيقته- بأنه ” إمام” لكنّه إمام في عالم الدجل والكذب، والتمويه وتقليب الحقائق، وقلب الحق باطلا والباطل حقا بحنكة ولباقة، وقدرة على تسويق الكذب والضحك على العوّام، يقول بكل صفاقة ووقاحة : ( ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم وأن يظهر في الأرض الفساد )
فموسى متهم – لدى فرعون – بجريمتين: أولاهما: التلاعب بدين الشعب ومعتقداته المقدسة من تأليه فرعون.
ثانيهما: الإفساد في الأرض من زعزعة الأمن والاستقراء، وإغراء الشعب على القيادة والتمرد عليها. وجزاء كل من الجريمتين هو القتل إذن ” ذروني أقتل موسى”.!
{ وقال فرعون: ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد}، وما أكثر فراعنة في هذا العصر التي تحلف أنها لا تريد للمسلمين إلاّ سبيل الرشاد. ومن هؤلاء ذلك الرجل – وحزبه- الذي كان يوما من الأيام يُعدّ أنه من دعاة الخير لكنه حَار بَعْدَ الكَور، وزلت قدمه بعد الثبات، ألقى زمام أمره لولاية الفقيه في” قم”، وبدأ يسبح صباحا ومساء بلعن الشيخين إبي بكر وعمر وبنتيهما رضي الله عنهم أجمعين. لما وصلني نبؤه اتصلت به لأقف على أمره، وأختبر معدن أفكاره، وأعرف وجهة هو موليها، فألفَيت رجلا خططه أعظم مما كنت أتصوره، ومكره على أهل السنة أعمق مما أُخبرت، لأنه باح لي بعضَ أسرارٍ استراتيجيةَ للتشييع البلاد، كما أظهر لي مَن يقف ورائَه بالتأييد والتمويل مِن “ملالي” طهران!
تساءلتُ عن مغزى إظهار الرجل نواياه السيئة تجاه صحابة رسول الله صلى الله وسلم والشعب الصومالي وعلمائه وهو لم يَشبَّ عن الطوق بعد، ولم يتزحزح عن مكانه، ولم يجد طاقما من الأتباع!
تساءلتُ ماa معنى أن يُكشِّر الرَّجل أنيابَه في هذا الوقت بالذات، وأنا أعلم يقينا – كما يعلم غيري – أنَّ أباطرةَ التشيع، ووأعداء الشَّعب الصومالي السني، وكثيرا ممن ينفخ نارَ الطائفية، ويشعل الفتنة بين المؤمنين، حاولوا وسيحاولون الوصول إلى سِدَّة الحكم بمحاربة الله ورسوله والمؤمنين وإرضاء لولاية الفقيه والمنافقين.
فإذا وصلوا إلى مراكز التنفيذ، ووقَعتْ مقاليدُ الحكم في أيديهم ليفعلنَّ ما لم يفعله إبليس ، وليهلكنَّ الحَرث والنَّسل، وليَعبثنَّ في الأرض فسادا، وليجعلنَّ سنّة الصومال أثرًا بعد عين.
هذا ونَمَطه وحزبه سيحاولون جادين باغتيال شَعبنا المؤمن، وهدم حضارته الشامخة الثابتة على أقدامها، التى سَهر على تعهُّدها ورعايتها رجال أوفياء ، وعلماء أتقياء، حرروها من استكبار خَبيث، ومن كل رافضي حقير، وبنَوها بدمائِهم وعرُوقِهم، فلما استقامت وأتت أكلَها ضعفين ، قالوا لشعبهم: أدخلوها بسلام آمين ، فتدفقت فيها الجماهير بنيات مختلفة، وأوطار متباينة، وقُدِّر أنْ كان مِن الداخلين خُبثاء وأذناب الرافضة الذين ساءتهم قوة حضارة أمتنا، وإيمانها الراسخ بالله.
هؤلاء الخبثاء سيكونون في أهبة الاستعداد للانقضاض على حضارتنا عندما يغفل عنها أولئك النجباء البُنَّاة ، وفي ظلام الليل الدامس سيجد الخبثاء ضالتهم بمساندة إخوانهم الشياطين من الملالي الرافضة، فيقلعون صروح عقديدتنا حجرا حجرا، حتى يجعلوها أثرا بعد عين، ويؤول بنا الحال إلى خراب، وفتنة، وقتال، وتمزيق، وتدمير، وتخلف، والخبثاء يشمّتون بنا.
ويسوّقون البلاد والعباد إلى سوق النَّخاسة للعدوِّ الرافضي، ليستلموا منهم بضعة دراهم ألا بئس ما يفعلون …