تفاؤل زهرة مرسل بالأدب الصومالي:
وزهرة جزء لا تتجزأ من المجتمع الصومالي والذي تفتخر بانتماءه، بل وتتفاءل بشبابه وكتابه… وفي هذا السدد ترى زهرة المشهد الثقافي الراهن في بلدها الصومال عموماً والأدبي خصوصاً بأنّه لا بأس به وتتفاءل في مضمونه رغم الحالة الصعبة التي تمر الصومال لأنّها لا تنسى العوامل الأخرى وأنّه في حالة مقبولة مقارنة بباقي الأحوال والظروف الصعبة. ومما يقوي رأي الكاتبة قرآءتها الصحيحة بالشارع العربي ورؤيتهم تجاه الأدب العربي في الصومال والكتاب الجدد في الميدان ونتاجهم الروائي والنظمي، وهذا الأمر لاحظت الكاتبة نفسها وقالت:” لاحظتُ في أعين ورسائل قرائي الفضول والحيادية، فهم يتقبلون شخصي وهويتي ولا يرونني غريبة جاءت من المجهول، بل نافذة تريهم الواقع من زاوية جديدة لم يعتادوها“. وأكثر من ذلك أنّ الكاتبة لم تخف ما ذهبت إليه، بل أكدت عبر الوسائل الإعلام العربية ولاسيما صحيفة الأهرام المصرية بحيث ذكرت: ” …أنّ المشهد الأدبي الثقافي في الصومال في حالة مقبولة مقارنة بباقي الأوضاع في البلاد، وهناك كثير من الكتاب الناشئين والشعراء وكثير من القراء وهذا شيئ جيد ومبشر“. ورغم تراث الصومال الغنية بالمفردات الإبداعية وتميّز أبنائها المبدعين، لا تزال الصومال تحتاج إلى مزيد من الكشف الإبداعي والنقد الأدبي لإبراز مكانتها في المشهدين العربي والإفريقي، فهي تملك تراثاً سخياً وأرضاً إبداعية بكراً وطزاجة في الرؤى الثقافية… هذا ما تراه وتطالب به الروائية الصومالية الشابة زهرة مرسل في حوارها مع «الجريدة»، وتؤكد أن كتاباتها وكتابات جيلها بمنزلة نافذة يرى القراء من خلالها الواقع من زاوية جديدة.
وعلى النقيض الآخر ترفض الكاتبة زهرة مقارنة الحركة الأدبية الحديثة في الصومال بالحركة الأدبية في البلاد العربية الأخرى، وعندما سئل الكاتبة: ” اين تضعين الحركة الأدبية الحديثة في الصومال مقارنة بالحركة الأدبية في البلاد العربية؟” أجابت زهرة بقولها: ” أنّه لا يصح مقارنة الأدباء الصوماليين بغيرهم في العالم العربي“، لأنّ الكاتبة تنظر الأمور بوجوه مختلفة وتعطي الاعتبار بعوامل متعددة عند المقارنة، ولا تريد المقارنة بهذا الأدب بالأخرى دون الاعتبار الظروف الثقافية والحالة الاجتماعية والاقتصادية.. وفي هذا السدد تقول الكاتبة زهرة مرسل: ” الوضع الراهن لا يسمع لنا بطرح مقارنة بهذا الشكل، فوضع الكاتب أو الأديب الصومال يختلف تماما عن قرينه من حيث الدعم والتقبل، ناهيك كون الكاتب الصومالي متعدد اللغات والثقافات، فليس كل كاتب الصومالي يكتب باللغة العربية هناك من يكتب الإنجليزية، وهناك من ما يزال يستخدم لغتنا الأم ، وبكل الأحوال لدينا بعض الأسماء اللامعة والمتميزة، سواء بالأدب الصومالي أو ا لإنجليزي وحتى العربي لذلك أنا أجد أن الحركة الأدبية في الصومال فريدة من نوعها ، فهي متشعبة ومترامية الأطراف لا يصح مقارنتها بأي حركة أدبية لأي بلد توحد شعبه في اللغة والثقافة” “… ولعل سبب رفض زهرة بتلك المقارنة عدم بخس أدب بلدها الفياض عند مقارنة الصومال بعد الحروب الأهلية التي انهارت البنية التحتية، بتلك البلدان العافية – زادها الله حرصاً وعافيةً –
والمتتبع بكتابات الكابتة الشابة ومداخلاتها الثقافية يلاحظ الانتماء الوطني للكاتبة وحرصها على إبراز الأدب والأدباء من بلدها ليس في العالم العربي أو لمن يكتب باللغة الضاد فحسب، وإنما في المهجر الغربي أو حتى لمن يكتب بلغة رضانة … ومن هنا ولكي تبرز قيمة الأدباء والكتاب من بلدها لا تنسى بتلك الطيور المهاجرة من أهلنا في العالم الغربي أو أؤلئك الذين استطاعوا إيصال أدبهم إلى الغرب عموماً والذين أرغبوا القراء هنا وهناك بقرائته وإعجابه، وترى زهرة بأن الأدب الصومال بألوانه المختلفة ليس منغلقاً بل هو منفتح ومتشرب للكثير من اللغات والثقافات حول العالم، بل من خلاله نال الميداليات والجوائز العالمية، وأخرى مرشحة في الحصول على الجائزة العالمية ( نوبل ) في مجال الأدب والرواية، ولذلك تتمنى زهرة اعطاء الفرصة والدعم لهؤلاء المبدعين في الوطن العربي على الرغم من أنّها ترى بأن الفرصة موجودة بالطبع ولكل مجتهد نصيب، ورغم ذلك كله ترى الكاتبة أن النجاح في الدول الغربية يضمن للشخص الانتشار العالمي بعكس النجاح في الوطن العربي فهو كما نعلم جميعا لا يعطي نفس الامتيازات… ومهما كان فإنّ زهرة الصومال تقدر هؤلاء الذين ينحدون من التراب الوطن الكبير في المهجر ولاسيما في الغرب مثل الأديب نور الدين فارح والشاعرة وريس ديريه وورسن شري ، بحيث ترى بأنّ الكاتب العالمي نور الدين فارح كاتب ذكي كبير وعريق وله كثير من المنشورات.. كيف ولا وقد وجد روايتاته الأدبية مساحة واسعة على المسرح العالمي وبالذات بالعالم الغربي.
اهتمامها بالأدب العالمي:
ورغم أن كاتبنا زهرة تفتخر ببلدها الصومال وانتمائها العربي إلا أنّ ذلك ليس معنى بأنّها تتعصب بالوطنية والعروبة، وإنّما في ثقافتها الواسعة وابداعتها الأدبية لا تعرف الحدود، لأنّ أفقها العلمي أوسع من ذلك وليست فقط مقتصرة بما تقرأه من الأدب العربي، وإنّما بالجملة تستمتع جداً بقرآءة الكتب المترجمة والكلاسيكية، وفي هذا المضمار يعتبر العصفورة الصومالية عالمية تقرأ الأدب العالمي هنا وهناك، بل هي معجبة جدا بالأدب في الجنوب الأمريكي وعلى رأس ذلك ما يكتبه الروائي باولو كويلو و نظرته ا لإيجابية للأمور… مثلها مثل الأدب الشاب الدكتور محمد علي ديرية، ولا يستغرب في ذلك إنّما طيورنا المهاجرة تربوا على السماحة وتعدد الثقافات، ولديهم قابلية في استيعاب كل ما له فائدة في عالم القرآءة والابداع الثقافي، مع مناعة قوية لا تسمح الذوبان في المتاهات والخزعبلات. ولعل أحدنا يتساءل لماذا تركز الكاتبة على الرواية والقصة كما يبدوا انتاجها الثقافي حتى الآن من أنّ أغلب جهدها تسلط على الرواية؟ ولا غرابة في ذلك لأنها تجد في هذا القطاع متعة _ أي في كتابة الروايات – كما جاء لسان العصفور – حفظها الله.
الإعلام والبرامج التلفزيونية:
= كما يردد البعض جهلاً أو غير ذلك.
وعملت الكاتبة زهرة مرسل أيضاً لدى مجلة ” إعدلها ” المصرية، كما أنّها ساهمت في كتابة مقالات وابداعات ثقافية وأدبية أخرى في أكثر من موقع الكتروني مثل شبكة الشاهد الإلكترونية وغيرها. وفي مجال الإذاعي عملت زهرة في برنامج راديو صومالي أسبوعي يدعى أرنتينا Arinteena– أي أحوالنا – كما أشأت زهرة مدونه بالاشتراك مع زوجها واسمها The – Voyagers وصفحة على الانستقرام تبتعد فيها عن فلسفة عملها الادبي وتوثق فيها أجمل اللحظات التي تعيشها والأشياء إلي تلهمها بشكل عام وهي تعتبرها مساحة للطاقة الإيجابية بعيداً عن زحمة الحياة و تحدياتها المختلفة.