الكاتبة والروائية والمترجمة الصومالية الشابة زهرة مرسل عمر
الحديث عن العصفورة والروائية الصومالية الأستاذة زهرة مرسل عمر حديث له مذاقه ونكهته الخاص، لاسيما أنّ القلم لم ينكسر بعد، بل ويعشق بأن يصل مداده إلى زهرة الصومال وبهجتها وسفيرتها الشابة، صاحبة القلم الرشيقة، بنت بارطيرى البارة لتكتمل العدالة بين الجنسين، عقب الحديث عن الأديب الشاب محمد علي ديريه، تنفيذاً للوعد الذي سبق من قبل، ووفاءاً لحملة رسالة الصومال في المحافل الإقليمية والدولية وفي وطننا العربي وغيره، بالإضافة إلى تشجيع فئة الشباب الأخرين وخلق الأمل والرغبة في العلم والتقدم الحضاري.
والروائية الصومالية زهرة مرسل عمر قد فرضت نفسها على جماهير القرآء العربية في مصر والخليج والشام، عند ما أصبح كتابها الأخير «أجوران عين إفريقيا» مسيطراً على معارض الكتب والساحات الأدبية،بالإضافة إلى أنّه قد لمع نجمها في زهرة شبابها ولا تقل أهمية عن أديبنا الطبيب الدكتور محمد علي ديريه. ويأتي الحديث عن زهرتنا في هذه الحلقة ضمن طيورنا المهاجرة لأنّها من مواليد مدينة بارطيرى الزراعية في بلاد الصومال في شهر أغسطس عام 1987م، وكانت في طفولتها تعيش مع أهلها على ضفاف نهر جوبا وتشرب من مائه العذب إلا أنّ الله سبحاته وتعالى قدر في عمر شبابها بأنّ ترقص على ضفاف نهر النيل أطول نهر في العالم في مصر المحروسة كنانة الله في أرضه وبالذات القاهرة المعز، مغردة بصوتها الجميل ومروية بروايات الزمان الأصيل، في رحاب ممالك الصومال القديمة والحضارة العريقة، ولكن عبر القوالب الأدبية الرفيعة والموجات البحرية الساحرة بيد الفنانة الصومالية المغمورة عبر قلمها اللين ذات مداد الخفيف، بغية تدكير شعبها في مصر والصومال في آن واحد عبق التاريخ القديم والعمق الحضاري في غابر الزمان عبر العلاقات التاريخية القديمة بين الفراعنة و أهالي بلاد بونت.وإذا كان مسقط رأس كاتبتنا مدينة باطيرى من إقليم غدو في جنوب الصومال – كما أسلفنا من قبل – هذا الإقليم المتآخم بحدود دولتي كينيا وإيثوبيا، فإنّ زهرة الصومال اللطيفة نشأت وترعرعت في أطهر بقاع الله في هذا الكون، المدينة المقدسة .. أرض مكة العمران ومولد النبوي العدنان ومهبط الوحي الفرقان، ومنبع ماء زمزم الشرفان، ومكللة بزيارات الأماكن المقدسة العرفان، لأنّها ابنة الدكتور مرسل عمر أستاذ علم الطب في جامعة أم القرى بمكة المكرمة حوالي عشرين سنة، وما زال يدرس حتى الآن وتعيش أسرته هناك، ولا غرابة في ذلك لأنّ الدكتور عمر تلقى تخصصات عالية في مجال الطب في كل من إيطاليا والسودان، وكان بداية إنطلاقه في بلده الصومال من الجامعة الأمة الصومالية، غير أنّه لما اندلعت الحرب الأهلية الصومالية في بداية التسعينات انتقلت الأسرة للإقامة في المملكة العربية السعودية، وسكنت في مكة.
وكانت الكاتبة زهرة مرسل عمر ضمن العائلة وتلقت تعليمها الأولى في المملكة العربية السعودية، وخاصة بالعاصمة المقدسمة مكة المكرمة، وحصلت على الثانوية العامة من المدرسة 22 الثانوية، قسم العلمي، ثم رحلت إلى الأراضي المصرية والتحقت بجامعاتها، وتلقت تعليمها فى مصر لدراسة العلوم الإنسانية، على الرغم من أنّها خريجة من القسم العلمي في المرحلة الثانوية إلا أن هوايتها وميولها الأدبية أجبرتها على الدراسة في كلية الأداب، ومن ثم حصلت على شهادة ليسانس قسم علم الاجتماع من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 2009م.
والكاتبة الأستاذة زهرة مرسل حالياً مقيمة في مدينة القاهرة وتعمل كمترجمة روايات وعلى يدها الآن كتاب ” أيان درن ” باللغة الصومالية أي صاحبة سوء الحظ والذي وضعها الكاتب السيد عبد الله شيخ حسين هنتوداغ بحيث تحاول ترجمته إلى اللغة العربية، وفي السنوات الأخيرة ركزت على كتابة البحوث والروايات الأدبية، ومن هنا نستطيع القول بأنّ الكاتبة زهرة حقاً أنّها مؤلفة قديرة وكتابتها عبارة عن فنّ رواية يتسم بالحيوية والموضوعية ذات أهداف نبيل، كما أنّها مؤلفة تكتب مقالات فريدة في بعض المواقع العربية ولها مدونة سمى جردينيا. ويرى كثير من قراء أهل الصومال بأنّ الكتابة زهرة مرسل عمر إحدى أبرز الروائيات الصوماليات، وهى كاتبة وصحفية وروائية، كما أنّها نشطت في مشاركة الأندية الأدبية في العالم العربي وتشارك معارض الكتب هنا وهناك سواء من خلال كتاباتها المؤلفة أو الأخرى المترجمة، ولا يستغرب لكاتبتنا في ذلك لأنّها كاتبة نشطة وذات حيوية شديدة في اندفاع إلى الإمام، ويدل على ذلك بأنّها وبعد فترة وجيزة من تخرجها من الجامعة بالإضافة إلى دخولها في الحياة الزوجية بدأت مشوارها في عالم الكتابة والرواية والدراية ككاتبة مستقلة، واستطاعت أن تصدر أولى إنتاجها الأدبي والثقافي في قالب الرواية عام 2012م، وهي روايتها الميسوم ” أميرة مع وقف التنفيذ ” – والذي سوف نتناول عند الحديث عن الإنتاج الأدبي والثقافي للإستاذة زهرة – وكيف لا يكون طبعها يتجه إلى هذا المنحى، ومجال الكتابة أصبح في عشقها وهوايتها مند نعومة أظفارها، بدءاً بمدينة بارطيرى المكتظة بخلاوي القرآن الكريم، ومروراً بمدارس البلد الأمين بمكة المكرمة على مراحل التعليم المختلفة، بالإضافة إلى بيت والديها، ومنذ ذلك شرعت في كتابة عدد من المقالات التي نُشرت أغلبها في بعض المجلات المصرية، وتختص بالكتب بكل أنواعها والمواقع الأثرية ، وليس فقط عملها محصور بالكتابة بل أيضاً تتناول في ترجمة العديد من الروايات من اللغة الصومالية واللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية كما أسلفنا سابقاً..
وللحديث بقية.