قناة الجزيرة الفضائية من اهم القنوات الرئيسية الناطقة باللغة العربية في العالم العربي والاسلامي، حيث تستقطب القناة الملايين من المشاهدين في الدول العربية والاسلامية لدورها الكبير في العالم العربي والاسلامي ولتغطبيتها الكبيرة للاحداث في العالم اجمع والعالم العربي والاسلامي بالذات.
وتحتفل قناة الجزيرة في هذه الأيام بمرور عشرين عاما على تأسيسها ، حيث تم تأسيس قناة الجزيرة في الواحد من شهر نوفمبر من عام 1996م ، ومنذ ذالك العام كانت القناة تهتم باحداث الواقع ، واصبحت في صدارة القنوات العالمية واحتلت مكانة عالمية مرموقة تمكنت من خلالها تبؤ مكانة كبيرة في الاعلام العربي والاسلامي والعالمي، وتحولت القناة من قناة واحد الى شبكة كبيرة تحتوى على العديد من اللغات حيث افتتحت قناة الجزيرة الناطقة بالانجليزية وببعض اللغات الاخرى الى جانب افتتاح الجزيرة مباشر والجزيرة الوثائقية.
وتمكنت الشبكة من افتتاح مراكز بحثية وعلمية كبيرة ، وذاع صوت القناة في المنقطة باسرها ، ودخلت القناة الى البيوت والمحلات واماكن اجتماع العامة والمسؤولين ، حيث يتسارع الجميع الى متابعة قناة الجزيرة ومشاهدة تغطياتها حول العالم والعالم العربي والاسلامي.
واكتسبت القناة مئات الملايين من المتابعين خلال تغطياتها للاحداث والوقائع الجارية في العالم العربي، واصبحت تغطياتها للاحداث من اهم التغطيات المتابعة من قبل الجماهير ، حيث ركزت القناة على نقل الاحداث من موقع الحدث الى المشاهد اينما كان.
وركزت قناة الجزيرة على اشباع رغبات المتابع العربي وتغطية الاحداث التي تهتم به ، حيث غطت والى حد كبير الاحداث الكبيرة التي شهدتها منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا والقرن الافريقي والعالم الاسلامي ، حيث غطت القناة على تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر و الغزو الامريكي لافغانستان واعتقل بعض افراد قناة الجزيرة خلال تغطياتهم لهذه الاحداث منهم الصحفي تيسير علوني والمصور الصحفي سامي الحاج، وامتدت تغطياتها لاحداث الغزو الامريكي للعراق ولمعظم الاحداث في العالم العربي والاسلامي الى زمن الثورات العربية حيث لعبت القناة بدور كبير في تغطية احداث الربيع والثورات العربية ، وتعرضت الى اعتقال بعض صحفييها واغلاق بعض مكاتبها .
واولت القناة اهتماما كبيرا للقضايا العربية والاسلامية ومن اهمها قضية القدس وفلسطين واولت القناة هذه القضايا اهتماما كبيرا حيث قلما لم تنشر واقع القدس وفلسطين يوميا على قناة الجزيرة، وكذالك اولت القناة اهتماما كبيرا لمعظم مجريات الاحداث في العالم العربي، ونود ان نتناول خلال السطور التالية تغطية ومتابعة قناة الجزيرة للمشهد الصومالي وكيف كانت متابعة القناة للمشهد الصومالي وماهو الدور المأمول منها؟
تعد الصومال من اهم الدول العربية الواقعة في المحيط الهندي ، حيث تحاذيها اليمن من جانب المحيط الهندي ، وتتمتع الصومال بموقع جغرافي كبير ، وتعد الصومال من اهم الدول التي انضمت الى جامعة الدول العربية خلال السبعينات .
وخلال تأسيس قناة الجزيرة في 1996م حاولت القناة ادراج المشهد الصومالي خلال نشراتها وبرامجها المتنوعة ، حيث زار الصومال بعض مراسيلها وارسلوا تقارير ميدانية من هناك،وزارو بعض المدن الصومالية الرئيسة ومنها مقديشو وبوصاصو وهرجيسا ، ومن المراسلين الذين اتذكر تغطيتهم للاحداث في الصومال المراسل ايهاب الالفي الذي كان يغطي احداث المحاكم الاسلامية في عام 2006م حيث كان يغطي المعارك الجارية في مقديشو بين المحاكم الاسلامية وامراء الحرب، وكذالك زار بعض المراسلين ايضا للولايات الصومالية خاصة بعض المراسلين الذين كانوا متواجدين في اليمن حيث زار بعضهم الولايات الشرقية للصومال بونت لاند وارسلوا تقارير ميدانية من هناك.
وبعد ذالك بدأت قناة الجزيرة في تشغيل صحفيين صوماليين اصبحوا يتولون قضية متابعة المشهد الصومالي واذاعتها ونقلها للمشاهد العربي ، ومن هؤلاء الاخوة فهد ياسين مدير مكتب الجزيرة سابقا وعمر محمود وجامع نور ، الى جانب تشغيل قناة الجزيرة لبعض الصحفيين من خلال كتاباتاتهم على شبكة الجزيرة العنكبوية ومنهم الاخوة سهل قاسم وعبد الرحمن سهل وعبد الفتاح نور احمد .
واولى هؤلاء الاخوة اهتماما كبيرا في تغطية المشهد الصومالي ونقله الى المشاهد العربي، حيث عملوا على تغطية معظم الاحداث التي جرت على الساحة الصومالية في العقد الأخير من بروز نجم المحاكم الاسلامية وانشاء الحكومات الصومالية في امبغاتي بكينيا وجيبوتي ومن ثم انشاء اول حكومة صومالية في الوطن بعد عشرين عاما وانشاء الولايات الفيدرالية وتحسن الصومال وتوجهها نحو الاستقرار والتنمية والتطور.
لكن البعض من الاخوة الصوماليين والكتاب يرون ان القناة لم تغط على المشهد الصومالي كما كان مطلوبا ومرجوا منها ، حيث ان القناة ركزت على الجانب السلبي والتفجيرات والاحداث الامنية والقرصنة وعرض هذه الوقائع فقط على المشاهد العربي متجاهلة للنمو العمراني والاقتصادي والسياسي في الصومال ـــ وان كانت نشرت بعضا من هذا الجانب خلال بعض نشراتها وبرامجها ـــــ ، الا ان القناة لم تعطي صورة كاملة عن الوجه الايجابي في الصومال ، وان الصومال لم يعد كما كان في السابق ، وانه بدأ في التحسن والتطور وبدأ يتجه الى النمور الاقتصادي والعمراني والسكاني والسياسي ، حيث يشهد الجميع ان الصومال تغير وان مقديشو وكسمايو وبيدوا وبلدوين وجالكعيو وجروي وبوصاصوا وهرجيسا وبرعو مدن تتجه نحو التطور والاستقرار والازدهار ، وان هناك ارادة حقيقية لاعادة صومال عزيز وآمن.
بالاضافة الى هذا كان على القناة التركيز على الدور الكبير للصوماليين في المهجر وخاصة في الدول الافريقية وصعود نجمهم الاقتصادي في الدول الافريقية مثل كينيا واوغندا وجنوب افريقيا ، واظهار الابداع الصومالي في مجال الاقتصادي المشهود له من قبل الجميع.
اضافة الى ذالك عودة المغتربين الصوماليين الى البلد بعد تحسن اوضاع البلد والمشاركة في اعادة بناء الصومال ، ورجوع الآلاف من المثقفين الصوماليين الى الوطن ومشاركة اخوانهم في تحسين اوضاع البلد، وتخرج الآلاف من الطلبة الصوماليين في داخل الوطن ، وافتتاح المراكز التعليمية والجامعية في انحاء البلد.
لذا كان من المأمول على القناة التركيز على هذا الجانب واظهار هذا الوجه الايجابي للمشاهد العربي واستضافة المحليين الصوماليين ليس بعض المحليين الغير الصوماليين الذين لا يفهمون الواقع الصومالي ويصفونه بعباراة لا تليق بالصومال الحاليز
ويتطلع الشعب الصومالي من قناة الجزيرة ان تلعب دورا كبيرا في اظهار هذا الوجه الرائع والايجابي عن المشهد الصومال، نأمل ان تلبي قناة الجزيرة لتطلعات الشعب الصومالي العازم على اعادة استقراره وامنه والتوجه نحو الاستقرار والازدهار، ونقول للشبكة ولادارتها وللعاملين عليها كل سنة وانتم طيب ومبروكين على هذا الانجاز الرائع ومزيد من التقدم والازدهار للشبكة.