أعلن المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، عبد الله حمد محارب، خلال مؤتمر صحفي، بمقر المنظمة قرب العاصمة تونس نهاية شهر مايو الماضي أن دولة الكويت الشقيقة تستضيف مؤتمراً دولياً للمانحين لدعم قطاع التعليم في الصومال؛ من خلال تنفيذ مشاريع البنية التحتية، وإعداد خطط لرفع المستوى التعليمي لتكون تلك المشاريع منطلقا نحو مستقبل جديد يطوي صفحة الأزمات التي كانت تعصف الصومال مند عقود.
منذ ذلك الحين بقي هذا المؤتمر الأمل الوحيد الذي يعلق عليه الشعب الصومالي ولا سيما آلاف الأطفال والشباب الذين لم يحصلوا على فرص التعليم أو الذي يطمحون إلي الحصول على تعليم راق تتواكب مع تطورات العصر الحديث، حيث ينتظرون بفارغ الصبر انعقاد هذا المؤتمر العام القادم والمشاريع التعليمية العملاقة التي سيتم تنفيذها في البلاد.
لا شك أن أمير دولة الكويت الشقيقة الشيح صباح الأحمد الجابر أخذته الرحمة والشفقة بعد أن رأى ما تعاني به الصومال من ارتفاع لنسب الأمية وصورة الأطفال الصوماليين الذين يتلقون التعليم على قطعة خشب معلقة في شجرة أو في العراء، أو المتكدسيين في غرق ضيقة لا تلبي المعايير التي يجب أن تتوفر في قاعات الدراسة.
يأمل الشباب الصوماليين أن تتجه المساعدات التي قد يتم جمعها في هذا المؤتمر إلي بناء البنية التحتية، والمدارس، وإعداد خطط لرفع مستوى التعليم والثقافة وبناء على احتياجات التي تقدمت بها الحكومة الصومالية بهدف بناء قطاع تعليمي متطور يساهم في طي صحفة الأزمات التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من 25 عاما.
انطلاقا من مسؤلياتهم الأخلاقية والرابطة القوية بين الشعب الصومالي والشعوب العربية، رحب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، مطلع شهر الجاري بقرار دولة الكويت استضافة مؤتمر لدعم قطاع التعليم الصومالي.
وطلب المجلس الوزاري في قرار بختام اعمال دورته ال146 من الدول العربية المشاركة الفعالة في هذا المؤتمر خاصة من الوزارات المعنية بشؤون التعليم من أجل مساعدة الحكومة الصومالية على دعم قطاع التعليم والمساهمة في نشر اللغة العربية بالمدارس والمناهج التعليمية الصومالية، معربا في وقت ذاته عن تقديره للجهود والمساعدات العربية الجارية على المستوى الثنائي في مجالات الأمن والتنمية والدعم الانساني واعادة الاعمار وتأهيل مؤسسات الدولة الصومالية بما في ذلك القوات الوطنية الصومالية داعيا المنظمات والصناديق العربية والمجالس الوزارية المتخصصة لتقديم أشكال الدعم المختلفة للحكومة الصومالية والمساهمة في رفع المعاناة عن الشعب الصومالي.
كما رحب المجلس بالنجاح المحقق على صعيد مسيرة المصالحة الوطنية الصومالية وجهود اعادة بناء مؤسسات الدولة وانجاز المسؤوليات والمهام المتعلقة بخطة عمل الحكومة معربا عن التقدير للدور الذي تقوم به بعثة الاتحاد الافريقي في الصومال (أميصوم) لدعم جهود الجيش الصومالي في المحافظة على الأمن والاستقرار في البلاد.
لاقى المؤتمر الدولي لدعم قطاع التعليم في الصومال الذي دعته دولة الكويت استحسان جميع فئات المجتمع الصومالي، وصارت الحكومة وجميع المؤسسات التعليمة يدا واحدة من أجل انجاح هذا المؤتمر وتحقيق أهدافه وازالة جميع العقبات التي قد تعتري طريقه، وبالتالي ينبغي للدول العربية أن يساهم بكل قوة هذا المشروع العملاق الذي سيغير وجه الصومال في المستقبل القريب.
في الحقيقة، يحتاج الصومال إلي وقفة ومساهمة عربية قوية في محاربة الجهل الأمية التي تبلغ نسبتها في الصومال أرقاماً قياسية، تجاوزت 65% نهاية عام 2015، وفق منظمات مدنية وتقارير إعلامية، وأن معدل الالتحاق بالمدرسة يعد كذلك من أسوأ المعدلات في العالم، إذ لا يتجاوز عدد الملتحقين بالمدرسة 40% فقط من مجموع الذين بلغوا سن التعليم، وفق صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وبالتالي يمكن القول لا أمل لقطاع التعليم في الصومال سوى المؤتمر الدولي لقطاع التي تستضيفة دولة الكويت الشقيقة.