مقديشو (مركز مقديشو) استقبلت الساحات المخصصة لإقامة صلاة عيد الفطر المبارك في مقديشو جموع المصليين في أجواء يسودها الفرح والابتهاج، وامتلأت الساحات العامة بعد أداء صلاة العيد بمظاهر البهجة والاحتفال، ولعل من أجمل الأماكن التى يؤمها المواطنون في العاصمة لقضاء العيد منتجع ليدو وحديقة السّلام والمنتزهات العائلية التى أعطت بعدا جمالياً آخر لاحتفالات العيد في العاصمة.
وقد أدي الرئيس حسن شيخ محمود وكبار مسؤولي الدولة صلاة العيد مع جماهير من المواطنيين في مسجد التضامن في العاصمة، حيث هنّأ الرئيس حسن شيخ محمود الشعب الصومالي بمناسبة عيد الفطر المبارك ، مشيراً في حديثة إلى أن الوطن رغم المرحلة الصعبة التي يمرّ بها، يوجد به حالياً تطور ملحوظ، وأنّ ذلك تم بفضل الشعب الصوماليّ الذي بذل مجهودا كبيرا”.
وأينما اتجهنا نجد مظاهر تبادل المواطنين تهاني العيد ، والأطفال يجوبون الشوارع وهم يلبسون الجديد بألوانه الزاهية. ويحملون لعبهم المختلفة، محاكية لمثيلاتها في عالم الحقيقة، ومن خلال هذا التقرير سنعرض لكم جانبًا من أجواء العيد في العاصمة مقديشو. وأبرز الأماكن التي يقصدها العوائل لقضاء وقت جميل مع أطفالهم.
حديقة السلام
بعد أن شهدت العاصمة مقديشو تحسنا نسبيًا في المجال الأمني انعكس ذلك إيجابًا في انتعاش مشاريع التجارية النوعية، ودُشن أول منتزه عائلي من نوعه في الصومال في مارس من السنة الماضية في العاصمة مقديشو، والذي تزايدت زبائنه يوماً بعد يوم، خاصة مع خلوّ الساحة من المنتزهات المنافسة، وذكر لنا مدير أعمال الحديقة السيد محمد حسن (محمد سعودي) أن الحديقة تستقبل في أيام العطلات العادية ما يقارب ثلاثة آلاف زبون، وبرتفع العدد في أيام العيد أضعافا، بحيث أنهم في يوم العيد الأول استقبلوا ما يقارب ستة آلاف زبون في الحديقة. مما يبرز الحاجة المتزايدة لدى المجتمع إلى مثل هذه الحدائق.
وقد أردف السيد سعودي نفسه بأن العاصمة مقديشو تحتاج إلى أكثر من حديقة لاستقبال الأعداد الهائلة من المجتمع، نشاهد أن أهمية الملاهي الليلية والحدائق العامّة في العاصمة تزداد في مشهد يدل على التحسن الكبير الذي تشهده العاصمة، ونوه أخيراً بأن العيد في هذه السنة يختلف بشكل كبير عن الأعياد الماضية، حيث رجعت مظاهر الاحتفاء والابتهاج به في العاصمة، ونستقبل في الحديقة جموعاً من الشعب يأتون من أقاصى أحياء المدينة لقضاء ساعات في الأجواء المرحة في الحديقة.
العيد بعيون المواطنين
تتغير أجواء العيد في العاصمة بسبب التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى تشهدها العاصمة، وأثناء تجوالنا في إحدى المصليات التي يتجمع فيها المواطنون لأداء صلاة العيد وشعائرها قابلنا بعض المصلين ليعبروا لنا عن شعورهم تجاه العيد في هذه السنة وما يتميز به في رأيهم. ممن قابلناهم السيد حسين نور الذي ذكر لنا أنّ أهمّ شيء لفت نظره في هذا العيد هو أن المدينة شهدت في السنوات الأخيرة طفرة تجارية كبيرة، وذلك بسبب تزايد أعداد السكان فيها، وقد اختفت بعض من ملامح الاحتراب ، وبدأت مقدشو تسترجع شيئًا من ماضيها الجميل، مشيراً إلى أنّ من الملحوظ تزايد انتشار عادة التنزّه الترفيهيّ في أوساط العوائل في العاصمة، وأصبح من الأمور الطبيعية قضاء ساعات في المنتزهات.
ويرى السيد محمد أحمد عبدلي ( محمد يري) – مدير مكتب العلاقات العامة والإعلام لجمعية الصداقة الخيرية – أنّ الأجواء الباردة في يوم العيد واختفاء الشعور بالخوف من الخروقات الأمنية لدى المجتمع قد ساهمتا بشكل مباشر بخروج الأعداد الغفيرة من المجتمع إلى ساحات صلاة العيد، ويتميز هذا العيد – في نظره – في افتتاح المراكز والمحلات التجارية للتسوق في العاصمة.
وأضاف السيد محمد يري أن المدينة تحتاج إلى أماكن ترفيهية إضافية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المجتمع في المدينة، ومن الضروري افتتاح حدائق عامة في كل أحياء المدينة على غرار العواصم العالمية.