الإدانة وحدها لا تكفي. وإن ما فعلته الحكومة من أضعف الإيمان. كان ينبغي الا يقتصر رد الصومال على عنجهية إيران وإعتدائها على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد وتدخلها السافر في شؤون المملكة، على العبارات الدبلوماسية التقليدية، عبارات الشجب والتنديد وإعلان الوقوف الي جانب المملكة في قراراتها.
فهذه العبارات في هذه المرحلة من الصراع المحتدم مع المشروع الإيراني في الوطن العربي لا يتناسب مع مكانة المملكة في قلوب الشعوب العربية، وكان يجب أن ترسل الصومال رسالة شديدة اللهجة إلى الحكومة الإيرانية مفادها بان المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا بالنسبة للصومال خط أحمر، حتى يكون موقفها منسجما مع المواقف التي اتخذتها البحرين والسودان ودول عربية أخرى. لكن أن تكتفي الحكومة بإدانة تصرفات إيران الإستفزازية، بل وبعبارات دبلوماسية ضعيفة وشكلية أمر بعث الاستغراب ولا يليق بمستوى العلاقة التاريخية بين المملكة والصومال والشعبين الشقيقين.
كان ينبغي أن تتخذ الحكومة موقفا حازما تجاه الصراع الإيراني – السعودي، وكان أقل ما يمكن فعله، إغلاق السفار ة الإيرانية، وطرد السفير الإيراني في مقديشو ؛ لأن المملكة العربية السعودية بعد العراق وسوريا والعراق واليمن باتت خط الدفاع الأول لمواجهة المد الفارسي والهيمنة الإيرانية وأنها تقاتل من أجل حماية الوطن العربي ومنطقة القرن الإفريقي التي تعاني من غطرسة إيران وتدخلاتها الفاضحة في شؤونهم ومحاولاتها المتكررة في المساس على وحدة الصومال من خلال نشر المذهب الشيعي في أوساط الشعب الصومالي السني 100٪ ومن خلال دعم المجاميع المسلحة والإدارات المعارضة للحكومة الفدرالية بهدف إيجاد موطئ قدم لها في الصومال.
ينبغي أن يعلم الصوماليون والشعوب العربية أن مساعي إيران- رغم معرفتنا المسبقة بان الحقد الطائفي جزء أساسي من السياسة الإيرانية- لا يقتصر على نشر المذهب الشيعي وأنه ليس إلا حصان طروادة. إيران تسعي وبخطى ثابتة إلى استعادة أمجاد الأيام الغابرة، أيام الإمبراطورية الفارسية ، وتريد فرض هيمنتها السياسية والعسكرية على المنطقة ولديها مشروع شرق الأوسط الكبير يبدأ من بحر قزوين وأفغانستان مرورا بالخليج العربي إلى خليج عدن والصومال ومنطقة القرن الإفريقي.
لن تكف إيران عن تحقيق مشروعها مهما بلغت تكلفته. وتقوم بتنفيذه على مراحلة يبدأ من خلال صناعة جماعات ضغط في بلدان المنطقة على غرار ما فعلته في لبنان والعراق واليمن وتنتهي إلى تحويل تلك البلدان إلى إمارات تابعة لها.
وعلى هذا الأساس يجب على الحكومة الصومالية أن تدرك الخطر الحقيقي الذي يشكله النظام الإيراني ومشروعه التوسعي وحصوصا بعد نجاحه في تخفيف الضغط السياسي الذي كانت تمارس عليه الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي بعد الإتفاق النووي في فيينا العام الماضي، ويكفيها عبرة ما حدث لجمهورية السودان التي حافظت منذ سنوات على علاقات جيدة مع إيران.
قد يرى البعض بأن الأمر تأجيج للفتنة وأنه لا يعدو كونه صراع سني – شيعي، والكل فيه مخطئون ، وأن المستفيد الأكبر من هذه اللعبة هو إسرائيل، «لأن هذا هو السبب الوحيد الذى سيبرر رغبة الكيان الصهيونى العارمة فى حكاية «يهودية الدولة».».
ليس هذا صحيحا، وتلك حكاية لا تتناسب مع طبيعة المرحلة والصراع الدائر في الشرق الأوسط. لا نتحذث عن القضية كما يعتقد البعض من منظور طائفي وإنما من منظور سياسي بحت لا شائبة فيه للطائفية. ونقول بمنتهى الصراحة إيران واسرائيل وجهان لعملة واحدة باعتبارهما يحملان مشروعين متشابهين وكل يبحث عن دور وهيمنة في المنطقة ويتخذ من الطائفية والمظلومية مطية ويتحل جزء من أراضي عربية، وبالتالي الا ينبغي وضعهما في سلة واحدة ومواجهتهما في آن واحد من دون تأجيل واحد لصالح آخر ، لأنهما يشكلان تهديدا وخطر على كيان الوطن العربي بأكمله، فسرائل تحتل فلسطين ولا تألوا جهود على ابتلاعها والإنتقال إلى البلدان العربية الأخرى. وإيرن تجل أراضي من دولة الإمارات العربية المتحدة وكما أشرت لن تحيد مهما كفلها الثمن قيدة أنملة عن تحقيق طموحاتها السياسية ما لم تر مواجهة جدية من الشعوب العربية، ولن يهدأ لها بال حتى ترى يوما تتحول الصومال إلى لبنان ويتم تطبيق الثلث المعطل في البرلمان الصومالي.
إنتبهوا يا ناس إن المشروع الإيراني السياسي آفة ويجب قطع شأفته والمشاركة في القضاء عليه قبل أن يصل الحريق إلى بيوتنا.