تجري على قدم وساق مساع حثيثة تقودها وزارة الداخلية والشؤون الفيدرالية الصومالية لتشكيل إدارة إقليمية لمحافظتى هيران وشبيلى الوسطىى آخر حكومة إقليمية يتم تشكيلها للمناطق الواقعة في حنوب الصومال عدا منطقة بنادر ( مقديشو ) التي تتخد وضعا خاصا بموجب الدستور الصومالي المؤقت. بالفعل شرعت الوزارة في الإجراءات البروتكولية لهذا الحدث، وأقامت حفلا في فيلا صوماليا لتوقيع ميثاق تأسيس الإدارة الجديدة، حضره كل من عبدالفتاح حسن أفرح مخافظ “هيران ” وعلي جودلاوى محافظ ” شيبيلى الوسطي” الي جانب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ، ومحمد عمر عرتة غالب نائب رئيس الوزراء الصومالي ، ووزير الداخلية والشؤون الفيدرالية السيد عبد الرحمن حسين أدوا ، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة نيكولاس كاي، والسفير الإماراتي في الصومال، ومندوبوا الاتحاد الاوروبي والأفريقي ومنظمة إيغاد، ورئيس إقليم جلمذج عبدالكريم حسين جوليد وأعضاء من مجلس الشعب وبعض رؤساء القبائل ومسؤولين ينحدرون من المخافظتين .
ومن المقرر أن يبدأ مؤتمر تشكيل حكومة إقليم هيران وشبيلي الوسطى وفق الاتفاقية في الأول من شهر سبتمبر القادم حيث يجب إكمال هذ النظام الفيدرالي في غضون شهرين، ومن ثم التوجه إلى انتخاب الرئيس ونائبه في الأول من شهر كانون الاول من نهاية العام 2015 الحالي
وقد عرضت الحكومة الصومالية الخطة العملية والخطوات المتبعة لتنفيذ الاتفاق المبرم بين مسؤولي المحافظتين وهي تتلخص:
أ- تشكيل لجنة فنية مكونة من 31 شخصا يتم اختيارها عن طريق القبائل التي تقطن في المحافظتين وتكون مهامها مايلي:
1- إعداد خطة أو برنامج عمل للجنة وذلك بالتشاور مع الجهات المختصة
2- الإشراف الكامل على تنفيذ البرنامج ومتابعة سير العمل بشكل يومي من خلال التواصل مع الحكومة الصومالية والقبائل .
3- تذليل أي صعوبات أوعراقيل أوخلافات قد تنشأ أثناء سير العمل
4- إعداد الكشوفات الخاصة بالمندوبين للؤتمر وممثلي العشائر
5- اعتماد آليات عمل يتبح لها التواصل اليومي مع مختلف الاطراف المشاركة في المؤتمر
6- الإشراف على تهئية المكان الحاص بالمؤتمر من جميع النواجي التنظيمية
7- وضع حطة أمنية متكاملة خاصة بالمؤتمر بما يضمن سير أعماله بسلامة ويسر
مؤتمر مندوبي القبائل والعشائر القاطنة في المحافظتين :
يعتبر مؤتمر ممثلي القبائل والعشائر الصومالية الخطوة الثانية في تشكيل الإدارة الإقليمية في المحافظتين حيث سترسل كل قبيلة عددا من الافراد الذين يمثلونها في المشاركات والمداولات السياسية ومن ثم ستشرع القبائل في عملية مصالحة وطنية شاملة وبعد ذلك يتم وضع دستور دائم للمحافظتين من خلال لجنة إعداد الدستور التي يختارها ممثلوا القبائل، ثم يقوم مندوبو القبائل المصادقة على الدستور ، كما يقوم المؤتمر باختيار اسم الولاية ومكان العاصمة وتحديد عدد نواب البرلمان وفي الختام يقوم المؤتمرون بانتخاب أعضاء البرلمان
انتخاب رئيس الولاية
ويمثل تشكيل البرلمان آخر خطوة في تاسيس الإدارة الإقلليمية، حيث سيقوم النواب بانتخاب رئيس البرلمان ونائبيه ، كما سيقومون بانتحاب رئيس الولاية ونائبه .
وقد رحب سكان المحافظتن هذه الخطوة التي اتخذتها الحكومة الفيدرالية ونظموا عدة احتفالات في كبريات المدن التي تتكون منها المخافظتين، وتتنافس المحافظتان في استضافة مؤتمر تشكيل الإدراة حيث يؤكد سكان محافظة هيران بأن الأولوية لهم وأن مدينة بلدوين مركز محافظة هيران هي أنسب مكان لعقد المؤتمر لعرافتها وأهميتها الاسترانيجية واستتباب الأن فيها . بينما يصر سكان محافظة شبيلى الوسطى أن مدينة جوهر هي أفضل مكان لاستضافة المؤتمر لهدوئها ولقربها من العاصمة وسهولة الوصول إليها .
منذ أن بدأت وزارة الداخلية الصومالية بإعلان تشكيل إلإدارة الإقليمية لمخافظتى هيران وشبيلى الوسطي يتوالى المرشحون المتنافسون المحتملون بمنصب رئاسة الإقليم المزمع تشكيلة نهاية هذا العام الجاري، ويعتقد بعض المحللين أن المنافسة ستكون حامية الوطيسة لعدة اعتبارات:
1-أ ن هذه الإدارة هي آخر إدارة إقليمية تتشكل ،ولهذا فإن القوى السياسية الصومالية المعبرة عن تباين الاتجاهات المتمايزة محليا تحاول أن تجد موطئ قدم لها في هذه الإدارة المشكلة .
2- تزايد احتمال أن يتم اختيار النواب القادم من البرلمان الصومالي الفيدرالي من خلال الإدارات الإقليمية، ولهذا فإن كل من له طمع في الترشح على اتنخابات 2016 م يحاول أن يبدأ المشوار من خلال الإدارات الإقليمية.
3- كثرة القبائل الصومالية في المحافظتين وتنوع وضعيتها الاجتماعية بين الكثرة والقلة وبين الزراعية والرعوية وبين المحققة بعض المكاسب السياسية سابقا ومن ثم تريد المزيد وأخيرا بين الغارقة في العراكات المسلحة السائدة في العقدين الماضيين والبعيدة نسبيا عن الانخراط فيها، حيث يوجد حوالى 20 قبيلة في المحافظتين تسود فيما بينها حالة عدم التوافق والتصالح، ومن ثم فإن كل قبيلة يحذوها الأمل في أن تحقق أو تحصل على امتيازات أكثر في بعض الأحيان مما هو ممكن .
4- التدخلات الإقليمية: إن التدخلات الإقلمية تلعب دورا كبيرا في تسخين الحملات الانتخابية فهناك بعض الدول الإقليمية تدعم مرشحا بعينه بالمال والنفوذ السياسي والعسكري وبالذات التي سيكون لها خط الالتماس الحدودي مع الإدارة الإقليمية المتوقعة، ولها تواجد عسكري ميداني ، مما يعني أن هذا الدعم اللامحدود سيساهم في حدة الحملات وارتفاع تكاليفها.
نبذة عن المرشحين المحتملين
1- عبدالقادر عسبلى علي
يعتبر عبدالقادر عسبلى علي من اشهر المرشحين لتولي رئاسة ولايتى هيران وشبيلى الوسطى وهو من مواليد مقديشو ، وينتمي إلى قبيلة أبجال ، نشأ وترعرع في حي سيغالى – ناحية هدن – وتخرج عن المدارس المصرية في مقديشو ثم سافر إلى مصر والتحق بجامعة الأزهر حيث درس كلية اللغة العربية شعبة الصحافة والإعلام وتخرج في أوائل التسعينات من القرن الماضي وصادف تخرجه بانهيار الدولة الصومالية مما اضطره الذهاب إلى أمريكا واللجوء إليها ، ثم عاد إلى أرض الوطن واشتغل بالتجارة حيث كانت عائلته مشهورة بمزاولة التجارة وأصبح من رجال الأعمال البارزين في مقديشو ، واصبح عضوا في البرلمان الصومالي في عام 2012م، وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب . طلع نجمه في الانتخابات التي أجريت في عام 2012 حيث حل المرتبة الرابعة وكانت مفاجأة كبيرة أذهلت المراقبين وحيرت المحللين لانه لم يكن متوقعا بهذه النتيجة الباهرة .
ينتمي السيد عبدالفادر عسبلى لجماعة الاعتصام وهوالاسم الجديد لحركة الاتحاد الإسلامي سابقا وهي جماعة سلفية أسسها مجموعة من العلماء السلفيين منهم الشيخ محمود عيسى والشيخ على ورسمي،والشيخ بشير صلاد عام 1997م إثر اتحاد جماعتين إسلاميتين ،كانتا إمتدادا للدعوة السلفية في الصومال ، كان لها دورا ملحوظا في مجال الدعوة والإغاثة ، حاربت القوات الإثيوبية أواسط التسعينات في مناطق جنوب غرب الصومال بعد التوغل لتلك القوات ، وهي من الجماعات التي شاركت في تاسيس القوة العسكرية للمحاكم الإسلامية .
2- عبدالرزاق عمر محمد:
هو سياسي صومالي ومن مواليد محافظة هيران و ينتمي إلى قبيلة حوادلى إحدى أكبر القبائل الصومالية في مخافظة هيران وهو أكاديمي مشهور في مجال الفكر والثقافة وله العديد من الكتب والمؤلفات درس الجامعات الكندية ، ويجمل الجنسية الكندية حيث هاجر إلى كندا بعد انهيار الدولة الصومالية في عام 1991م وبقي هناك حتى عام 2012م. عاد إلى أرض الوطن بعد فوز الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود لمنصب رئاسة الجمهورية برز نجمه بعد تعيينه وزير الموادر الطبيعية في أول حكومة تشكلت وهي حكومة السيد عبدي فارح شردون ، وبقي في الوزارة من 8 نوفمبر 2012م حتى 2 ديسمبر 2012م، ثم أصبح بعد ذلك كبير مستشاري الرئيس ، ثم ما لبثت الحكومة التي جاءات بعد شدردون لفترة طويلة حيث سحب البرلمان الصومالي الثقة عن حكومة عبدالولي أحمد محمد، وتم تعيين السيد عمر عبدالرشيد علي شرمأركى رئيسا للوزراء، وعين عبد الرزاق وزير الأمن الداخلي ، ورغم أنه غير متخصص في مجال الأمن والاستخبارات، ولم يتلق حتى دورات أمنية إلا أنه عين في هذا المنصب بإيعاز من الرئيس حسن شيخ محمود، وسبب هذا التعيين لانتقادات شديدة .
يتميز السيد عبدالرزاق بأنه ذو ثقافة عالية وشخصية هادئة و توافقية ويستع كثيار للآراء المختلفة لكن أداؤه السياسي أثناء بقائه في حكومة شردون وحكومة شرماركى كان باهتا ولم يبد أي مهارة أو اي تطوير في الوزارة ، كما وجه إليه انتقادات لاذعة لعقده اتفاقا سريا مع شركة سوما أويل ( SOMOIL ) لتنقيب الغاز والبترول في الصومال ، وقد اتهم خبراء في الأمم المتحدة شركة سوما بتقديم مبالغ كبيرة لمسئولين صوماليين ، وعلى ما يبدو فإن جزءا من هذه المبالغ قدم بوصفه رشوة لمسؤولين كبار ، وعلى رأسهم وزير الموارد الطبيعية ، وهو ما نفته الشركة .
وأوضح الخبراء في تقرير للجنة العقوبات المفروضة على الصومال وإريتريا التابعة لمجلس الأمن أن سوما دفعت ستمئة ألف دولار للاحتفاظ بعقد للتنقيب عن الطاقة أبرمته مع وزارة البترول الصومالية عام 2013 والتوسع فيه.
ويشير تقرير سري أعده الخبراء إلى أن سوما – التي يديرها اللورد مايكل هوارد- دفعت 495 ألف دولار لمحام قدم استشارات للحكومة الصومالية عند التفاوض مع الشركة بشأن العقد..
ويعتقد المرافبون أن السيد عبدالرزاق هو مرشح الدولة الصومالية ، وهو اوفر حظا في هذه الانتخابات إذا ما نظرنا ما حدث في عذاذوا عند تشكيل إدارة جلمذج حيث وضعت الدولة كامل ثقلها خلف عبدالكريم حسين جوليد ، إن هذا الدرس وضع آمال كثير من المرشحين في مهب الريح.
3- عبدالله محمد نور
هو أأصغر المرشحين المحتملين ومن مواليد محافظة شبيلى الوسطى في أواخر السبعينيات من القرن الماضي ، ينتمي إلى قبيلة أبجال وهو من أقارب الرئيس الصومالي السابق شيخ شريف أحمد ، انتقل إلى العاصمة مقديشو وتخرج مدرسة الفجر الثانوية التابعة لمؤسسة زمزم ، ثم التحق جامعة مقديشو وتخرج منها في عام 2010م ،بدأ حياته السياسية أثناء فترة المحاكم الإسلامية حيث عين عضو في مجلس محافظة شبيلى الوسطى ، وبعد سقوط المحاكم الإسلامية واصل الدراسة ، كما اصبح رئيس مجلس الشباب الصومالي ، وبعد فوز شيخ شريف أحمد رئاسة الجمهورية عين مسؤول القطاع المالي في القصر الرئاسي ، ثم عينه الرئيس الصومالي شيخ شريف منسق مؤسسة تيكا التركية وأصبح من أكبر المقاولين في مقديشو ، وفجاة وبدون مقدمات يذكر أضحى رجل أعمال له تأثير كبير في الساحة الصومالية ويملك حاليا من اشهر الفنادق في مقديشو كفيدث سيتي بلاسا ، ومطعم بيح فيو في ليدا ، والآن يقوم بإنشاء فندق كبير قرب المطار .
عين السيد عبدالله محمد نور وزيرالدولة للشؤون المالية في حكومة عبدالولي أحمد محمد، ثم عين ايصا نفس المنصب في حكومة شرمأركى ، ولازال يتربع هذا المنصب حتى الآن .
التحديات والعراقيل :
هناك جملة من التحديات التي ستواجة الإدارة الإقليمية المزمع تشكيلها في محافظتى هيران وشبيلى الوسطى من خلال النقاط التالية:
أولا: التحدي الامني : سيضجى الملف الأمني من أبرز التحديات التي ستواجه الإدارة الجديدة نظرا لسيطرة حركة شباب المجاهدين أجزاء واسعة من محافظتى هيران وشبيلى الوسطى ومحاصرة بعض المدن الحضارية من قبل حركة الشباب كمدينة بولبردى ثاني أكبر مدينة في محافظة هيران ، ولهذا فإن الإدراة الجديد عليها أن تتعامل مع هذا الملف بجدية وان تبذل كل ما بوسعها في إعادة الامن والاستقرار في ربوع الولاية .
ثانيا :تنظيم أهل السنة والحماعة: هو تنظيم مسلح يتبع الطرق الصوفية، ويسيطرعلى مناطق وسط الصومال، كما يقاتل حركة الشباب الصومالية في الأقاليم الوسطى، ويعلن تأييده للحكومة الصومالية غير أنه يتهمها بتهميشه.، وفيما يتعلق بتطورات الأخيرة في تشكيل إدارة إقلمية لمحافظتى هيران وشبيلى الوسطى أعلن التنظيم رفضه لهذه الإدارة وعدم مشاركنه في الحوار الوطني الذي سيحرى في هذا الصدد، علما بأن تنظيم أهل السنة يسيطر مديرية متبان إحدى المديريات الرئيسية التي تتكون فيها محافظة هيران .
ثالثا : الإدارة الإقليمية لويستلاند: ويستلاند هي إدارة إقليمية تتجكم أجزاء من غرب محافظة هيران و أجزاء واسعة من محافظة بكول غرب الصومال وفور تأسيسها قامت ، بتحرير مناطق ويستلاند من قبضة حركة الشباب المجاهدين وبسطت الأمن والاستقرار في ربوع أراضيها ، ولكنها غير معترفة من فبل الدولة الصومالية لعدم تطبيقها لمعايير تشكيل الإدارة الإقليمية ، وهذه الإدارة مدعومة من إثيوبيا ولديها قوة عسكرية ضارية ومدربة تديبا جيدا ، وقد أعلنت صراحة رفضها القاطع بتأسيس إدارة جديدة في محافظة هيران ، ولذا يجب على الإدارة الجديد فتح حوار جقيقي لهذه الكيانات قبل الخوض في اي أمور أخرى ، وإلا فإن التهميش والإقصاء يولدان العنف وما لا يحمد عقباه.
رابعا: التحدي الاقتصادي : ستواجه الحكومة الجديد تحديات اقتصادية كبيرة لأنه لم تكن هناك حكومة أوحتى نظام مالي للمحافظتين ، وكانت الإيرادات وعوائد الضرائب تقع في جيوب أفراد معينين حيث استشرى الفساد والمحسوبية بمفاصل المؤسسات المخغتلفة ، ولهذا فإن الحكومة عليها معالجة هذه القضايا بحكمة بالغة وجدية كبيرة وشفافية منقطعة النظير .