سادت حالة من الذعر بين 350 ألف لاجئ صومالي ومنظمات الإغاثة الدولية المعنية بهم في أكبر مخيم لللاجئين في العالم بكينيا، إثر تهديد الحكومة بإزالته.
ونقلت صحيفة الـ (واشنطن بوست) في تقرير على موقعها الإلكتروني- عن مسئولين كينيين القول إن مخيم “داداب” بات مصدرا لتهديد الأمن القومي؛ يستخدم المتطرفون الصوماليون من حركة “الشباب” خيامه وأكواخه للتخطيط لشن هجمات داخل كينيا، على غرار الهجوم الذي استهدف جامعة جاريسا الشهر الماضي وراح ضحيته 148 قتيلا.
وأشارت إلى أن المخيم الذي تم إنشاؤه كحلّ مؤقت للعائلات الفارّة من الحرب الأهلية في الصومال، بات مدينة مترامية الأطراف.. ويتخوف مسؤولون في منظمات الإغاثة من أن يؤدي تشريد سكان المخيم ليس فقط إلى خلق كابوس لوجستي، وإنما قد يصل الأمر إلى تفجير كارثة إنسانية .. فيما شكك خبراء في أن تُقدم كينيا على مثل هذه الخطوة الصارمة.
وتكمن خطورة الإعلان الكيني في توقيته؛ حيث شهدت أعداد اللاجئين والمشردين حول العالم طفرة في الارتفاع منذ الحرب العالمية الثانية، على نحو ترك منظمات الإغاثة الدولية في حالة ضغط شديدة.
ونوهت الصحيفة عن مقتل أكثر من 700 مهاجر الشهر الجاري انقلب بهم مركب كانوا يستقلونه عبر البحر المتوسط، مشيرة إلى وضوح ارتفاع أعداد الأفارقة والشرق أوسطيين المهاجرين إلى أوروبا هربا من القهر والحرب والفقر.
ونقلت عن ليوناردو زولو، القائم بأعمال مدير مكتب المفوضية العليا لللاجئين التابعة للأمم المتحدة في مخيم داداب، القول “إن إعادة آلاف اللاجئين الصوماليين إلى بلادهم التي تطحنها أزمة تلو أخرى وتسيطر حركة الشباب على مساحات شاسعة من أراضيها – كفيل بخلق مأساة وكارثة إنسانية”.
ونوهت الـ (واشنطن بوست) في هذا الصدد عن أن طول العهد على بناء المخيم منذ 1991، ترك الكثير من اللاجئين الذين ولدوا ونشأوا وتزوجوا على أرضه – تركهم بلا جذور في بلادهم الأصلية بحيث يمكنهم الرجوع إليها حال إزالة المخيم .. كما أن مخيمات “إعادة التوطين” لللاجئين في أوروبا وأمريكا صغيرة ولا تكفي لإيواء أعداد ضخمة.
وكان نائب الرئيس الكيني، وليام روتو، أنذر مؤخرا الأمم المتحدة بإزالة مخيم “داداب” لللاجئين القريب من الحدود الصومالية، قائلا “النحو الذي تغيرت به أمريكا في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر هو ذاته النحو الذي ستتغير به كينيا في أعقاب هجوم جاريسا”.
كما أفادت تقارير إعلامية بأن كينيا بدأت بالفعل في بناء جدار طوله 440 ميلا على حدودها مع الصومال، للحيلولة دون تسلل مسلحي حركة الشباب.
أش أ